أقدم مقاتلون سوريون موالون لأنقرة، أمس الأحد، على نهب عدد كبير
من المحال التجارية في عفرين بعد سيطرتهم مع القوات التركية على المدينة الواقعة
في شمال سوريا.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن مراسلها قوله إنه "شهد مقاتلين من الفصائل
السورية الموالية لأنقرة يُخرجون من المحال والمطاعم والمنازل مواد غذائية وأجهزة
إلكترونية وبطانيات وسلعًا أخرى، قبل نقلها في سيارات وشاحنات صغيرة إلى خارج
المدينة، فيما استولى البعض على دراجات نارية وسيارات وجرارات زراعية".
وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، الأحد، على
مدينة عفرين إثر عملية عسكرية بدأت في 20 يناير قالت أنقرة إنها "تستهدف طرد وحدات
حماية الشعب الكردية من المدينة".
وقال أحد السكان صباح الأحد، إنه شاهد مقاتلين يفتحون المحلات
التجارية ويستولون على محتوياتها، وآخرون يسرقون سيارات كانت مركونة على جانبي
الطرق.
وعمد بعض المقاتلين إلى إحراق أحد متاجر المشروبات الكحولية، وفق
مراسل لفرانس برس، كما أقدموا على تدمير تمثال "كاوا الحداد"، الذي يُعد
رمزًا للشعب الكردي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مقاتلين موالين لأنقرة عمدوا إلى
نهب ممتلكات مواطنين ومحتويات مقار سياسية وعسكرية وآليات وسيارات في المدينة”.
وأضاف أنه “جرى نهب الآليات والمنازل والأدوات الزراعية”، مشيرًا إلى
أن الأمر تكرر في القرى والبلدات التي سيطروا عليها سابقًا في منطقة عفرين بحيث
“عاد بعض الأهالي ليجدوا بيوتهم فارغة من محتوياتها”.
ودفع اقتراب المعركة من مدينة عفرين بـ250 ألف شخص للفرار منها منذ
الأربعاء، وفق المرصد، حيث توجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري
في شمال حلب.
ورغم خسارتهم مدينة عفرين، أعلن الأكراد عزمهم استعادة تلك المنطقة
التي تشكل أحد أقاليم إدارتهم الذاتية.
وقالت الإدارة الذاتية الكردية لعفرين إن "قواتنا تتواجد في كل مكان
من جغرافيا عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل
فرصة".
وأسفر الهجوم التركي خلال نحو شهرين عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، وفق المرصد السوري الذي أوضح أن "غالبيتهم قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية"، كما وثق المرصد مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، فيما أعلن الجيش التركي مقتل 46 من جنوده.