السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"ثورة ٣٠ يونيو" الثانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شرفتونا يا مصريين فى الخارج، أكرمتونا وفرحتونا وأسعدتونا ورفعتوا رأسنا ورأس مصر، نزلتوا للجان الانتخابات وصوتوا فى انتخابات الرئاسة، والعالم كله شافكم، قُمْتُم بدوركم على أكمل وجه، وإرادتكم القوية كانت الغالبة، ولهذا تستحقون الشكر، شكرًا على تحملكم المسئولية فى الوقت الصعب، آه لو تعلمون شعور جموع المصريين تجاهكم الآن، فالبعض فى الداخل تمنى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية حتى يقتدى بكم ويخرج للجان الانتخابات فى مصر وفى يده علم مصر، ويقف أمام اللجان ليدلى بصوته، ويحتفل مثلكم بأداء دوره تجاه الوطن. 
فقد شاهد العالم المصريين فى الخارج، وهم يكتبون التاريخ ويُسطرون أروع نموذج لمصريين يعملون ويعيشون بالخارج، ولكنهم مهمومون بوطنهم، ولم تنقطع أوصال علاقاتهم بالوطن الغالى مصر، شاهد العالم كلمتكم العالية الرنانة، والتى أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أنكم عقلكم واعٍ وفكركم ناضج وضميركم حى وكرامتكم حاضرة وقراركم على العين والرأس، ومن ستأتون به سيحكم مصر، وسيلبى طموحاتكم وسيحافظ عليها، وسيكون أمينًا عليها. 
لم أَجِد وصفًا لائقًا لما قام به المصريون فى الخارج إلا عنوانًا صريحًا هو (إنها «ثورة ٣٠ يونيو» الثانية)، بالفعل إنها ثورة جديدة قام بها أبناؤنا فى الخارج، ثورة جديدة تُعيد الثقة مرة أخرى فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وسيكون تأثيرها علينا جميعًا فى الداخل، وسنعمل كُلنا على إعطاء ثورة ٣٠ يونيو الثانية الثقة أننا قادرون على تثبيت الدولة المصرية ومنع الخونة الإرهابيين من التقدم مرة أخرى لخداع الشعب المصرى باسم الدين واستغلال المشاعر الدينية للوصول للسلطة مرة جديدة. 
ولهذا دعونا نقول لكل مصرى حر وشريف ومؤمن بضرورة الحفاظ على الدولة المصرية من إرهاب وتطرُف خوارج العصر، وأُولى السُّبُل للحفاظ على مصر تتمثل فى ضرورة التكاتف معًا لفرض إرادتنا أمام العالم حتى لا نعطيهم الفرصة للتدخل فى شئوننا الداخلية، ونقطع عليهم الطريق لـ(لى ذراعنا) والتشهير بِنَا هنا وهناك. 
شكرًا لكل من ذهب لصندوق الانتخابات وأدلى بصوته لرفع عزة مصر وكرامتها، شكرًا لكل من ذهب للسفارات المصرية بالخارج وحمل علم مصر وغنى ورقص أمام اللجان، شكرًا لكم يا مصريين فنحن نستعجل الأيام الثلاثة فى (٢٦- ٢٧- ٢٨) مارس حتى نرفع أعلام مصر ونغنى ونرقص مثلكم، ويرانا العالم ونفرض رأينا ونختار رئيسنا.. شكرًا يا من قدمتم لمصر جزءًا بسيطًا لرفع شأنها، وبالرغم من أنه جزء صغير بالمقارنة لما يقدمه الأبطال فى الجيش والشرطة، الذين دفعوا حياتهم لاستقرار مصر وأمنها وشرفها وعِزتها، شكرًا يا من أعطيتم لنا الدفعة القوية للتصويت فى انتخابات رئاسية أراها الأهم فى تاريخ مصر على الإطلاق، شكرًا يا من أعطيتم لـ(قطر وتركيا) الدرس بأن مصر قادرة على النهوض من كبوتها والنهوض للأمام والسير قُدمًا نحو الاستقرار، شكرًا على تسببكم فى (سكته قلبية) أصابت جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم ومثقفيهم ومموليهم وداعميهم، وبكل أمانة فقد حافظتم على مصر بتاريخها العظيم وسطرتم ملحمة جديدة تضاف إلى ملاحم أخرى فى تاريخنا. 
كنت حاضرًا لمؤتمر (حكاية وطن) لمدة ثلاثة أيام والذى أعلن فيه الرئيس السيسى عن ترشحه للرئاسة للمرة الثانية، وفى خطابه قال السيسى (أشكر الشعب المصرى على تحمله المسئولية خلال الأربع سنوات الماضية، وأقول لكم: أنتم البطل الحقيقى لما وصلنا إليه وما حققناه)، وأنا فى ذلك أقتبس ما قاله السيسى، وأقول: بالفعل الشعب المصرى هو البطل الحقيقى، خرج فى ثورة ضد الإخوان ليحمى بلده، وتحمل وصبر وعانى الأمرين، وهو يعلم أنه عليه دور كبير خلال تلك الفترة، وعليه أدوار أخرى هلال المرحلة المقبلة منها بكل تأكيد انتخابات الرئاسة، لأن العالم عينه على مصر ويهدف لتحقيق مصالحه فقط دون النظر لمصالح مصر، والهجوم على مصر مطلوب من جانبهم لإدخالنا فى أزمات لا طائل منها. 
يا مصريين الداخل: فقد جاء دوركم لتكملوا الملحمة الوطنية وترفعوا أرقام التصويت وتحققوا نسب تصويت عالية نتباها بها جميعًا، والجيش والشرطة والقضاء يقومون بدورهم على أكمل وجه فى تأمين مصر خلال أيام الانتخابات وتأمين اللجان من الخارج وضمان نزاهة العملية الانتخابية وليرَ العالم الأمن والأمان فى مصر وقت التصويت، نريد اكتمال الصورة الحلوة مرة أخرى، شيوخًا وسيدات وشبابًا ورجالًا، الجميع يخرج ليدلى بصوته ويقول كلمته لتكون رصاصة فى قلب الجماعة الإرهابية ومن يدعمها، حتى لا تعود مرة أخرى وتعود أيامها السوداء وإرهابها الأسود وذيولها المتطرفون أعداء الوطن، والذين لا يعترفون من الأساس بالوطن. 
فقد قامت الدولة بدورها، وتم توفير كل الأجواء لإتمام الانتخابات على الكرسى الرفيع فى مصر، لعل وعسى يكون المشهد دليلًا على تحضر بلادنا وقيمتها بين الأمم، ونُعلم الأعداء درسًا فى الوطنية، ونعطى لمن يزايدون على وطننا ويخونوه درسًا لا ينسونه حتى يخرسوا للأبد، ويتركوا مصر فى حالها تنمو وتتقدم للأمام بأيدى أبنائها الكرام.