الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

استمرار فرار آلاف السوريين من مناطق القتال في عفرين والغوطة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فر آلاف المدنيين من بلداتهم هربا من معارك تستعر في شمال سوريا وجنوبها يوم السبت مع استمرار هجومين مختلفين تسببا في نزوح جماعي في الأيام القليلة الماضية.
وفرت موجة جديدة تضم عشرة آلاف شخص على الأقل من جيب لمقاتلي المعارضة نحو خطوط الجيش في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق في الجنوب الغربي، وقال رجال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية قصفت المنطقة المحاصرة.
وفي منطقة عفرين بشمال البلاد، قالت قوات كردية سورية والمرصد السوري إن السكان فروا من اشتباكات تقترب من ديارهم مع قصف طائرات حربية تركية المدينة الرئيسية.
وقالت مسئولة كردية بارزة إن أكثر من 150 ألفا غادروا المدينة في الأيام القليلة الماضية.
ودخل الهجومان وأحدهما يقوم به الجيش السوري وتدعمه روسيا والآخر تقوده تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية المسلحة مرحلة حاسمة خلال الأيام الماضية. وأظهر الهجومان كيف تعيد الفصائل السورية وحلفاؤها من الخارج إعادة رسم خريطة السيطرة في سوريا بعد الهزيمة التي لحقت العام الماضي بدولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية.
ودخلت الحرب السورية عامها الثامن الأسبوع الماضي وأزهقت حتى الآن أرواح مئات الآلاف وأدت لنزوح أكثر من 11 مليونا على الأقل بينهم ستة ملايين تقريبا فروا إلى خارج البلاد في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العصر الحديث.
وشنت تركيا هجوما عبر الحدود في عفرين في يناير كانون الثاني ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تسيطر على المنطقة.
وتقدم الجيش السوري في هجوم منفصل ليستعيد أغلب أراضي الغوطة الشرقية التي كانت آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة دمشق.
قسمت القوات السورية الغوطة الشرقية إلى ثلاث مناطق في أحد أكثر الحملات العسكرية دموية في الحرب. وللمرة الأولى بدأ السكان خلال الأيام الماضية في الفرار بالآلاف من الجيب الجنوبي حول بلدة حمورية.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن عشرة آلاف مدني آخرين وصلوا إلى مواقع تابعة للجيش يوم السبت فيما بدأ آخرون في المغادرة أيضا من منطقة حرستا في تدفق جديد للنازحين.
وأضافت أن القوات السورية وخدمات الهلال الأحمر العربي السوري ستنقلهم إلى أماكن إيواء مؤقتة.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال يعبرون جبهة القتال سيرا على الأقدام على طريق مترب وهم يحملون حقائبهم. وحمل الكثير منهم أطفالا على أكتافهم في حين واجه مسنون صعوبة في السير للوصول إلى وجهتهم.
وقال المرصد السوري إن ضربات جوية على جيب لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل 30 شخصا على الأقل تجمعوا للخروج إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة يوم السبت.
وأضاف المرصد أن الضربات على بلدة زملكا أدت أيضا إلى إصابة العشرات. وقال المرصد ومنقذون محليون إن الطائرات قصفت بلدات كفر بطنا وعين ترما أيضا.
وتقول دمشق وحليفتها الرئيسية روسيا إن الضربات لا تستهدف إلا المسلحين وإنهما تسعيان لوقف هجمات بقذائف المورتر يشنها مسلحو المعارضة على العاصمة وأسفرت عن مقتل العشرات. وتتهم فصائل المعارضة دمشق بالسعي لتفريغ البلدات الخاضعة للمعارضة من السكان وتنفي الفصائل اتهامات دمشق لها بأنها تمنع السكان من المغادرة.
وقالت الأمم المتحدة إن الأعداد الدقيقة لمن يخرجون ليست معروفة ولا وجهة كل من خرجوا.
وأضافت أنه تم فتح عيادات متنقلة وجرى نقل بعض الأشخاص إلى مستشفى في العاصمة.
وقال محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم إن الحكومة تقيم مراكز إيواء جديدة لاستيعاب الحشود الهائلة.
وأضاف إبراهيم أن السكان سيعودون خلال وقت قصير جدا مشيرا إلى أنه مع تقدم الجيش سيتم إعادة المدنيين إلى ديارهم ثم الاستمرار في تقديم الخدمات.
وقال ضابط بالجيش يتولى مسؤولية القادمين إلى عدرا إن السلطات وزعت 25 ألف شخص على أماكن إيواء مؤقتة هنا وفي بلدتين قريبتين. وأضاف أن الوافدين الجدد يقيمون في مدارس ويحصلون على الطعام والماء والدواء.
وقال الضابط إن صبية ورجال تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عاما يستطيعون "تسوية أمورهم" مع الدولة من خلال كتابة تعهد بعدم العودة إلى الفصائل المسلحة. وأضاف أن نحو 1500 شخص فعلوا ذلك في المدينة.
واقترحت الدولة تسويات مماثلة لمن يقبلون العودة إلى حكمها في الجيوب الأخرى التي استعادتها بمساعدة مقاتلات روسية وفصائل تدعمها إيران.
وقال راعي يدعى خالد حمد إنه وقع على تعهد بعد مغادرة حمورية مع زوجته وأولاده الخمسة على متن جرار زراعي. وأضاف أن الأيام القليلة الماضية داخل حمورية كانت صعبة للغاية لدرجة أن عائلته كانت تأكل طعام الماشية لكنهم الآن يأكلون كل ساعة. وتابع أنه وعائلته يشعرون أنهم "عادوا إلى حضن الدولة".
وقال حمد إن المسلحين في الغوطة أطلقوا النار على شقيقه فأردوه قتيلا وأصابوا أبناءه لمحاولتهم الخروج.
قال مسؤول في الأمم المتحدة في مجال الإغاثة في سوريا إن ما بين 12 و16 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية بالفعل قبل يوم السبت فيما تسبب القتال في عفرين في ورود تقارير عن نزوح أكثر من 48 ألفا.
وتمكن الجيش التركي من دفع وحدات حماية الشعب إلى التقهقر من المنطقة المحاذية للحدود وتقدم من على الجبهتين الغربية والشرقية نحو مدينة عفرين نفسها.
وتعتبر أنقرة المسلحين الأكراد امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح على أراضيها على مدى عقود.
وقال الرئيس التركي طيب إردوغان أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم "نستطيع دخول (مدينة) عفرين في أي لحظة. يمكن أن نقدم لكم الأنباء السارة في أي دقيقة..الفتح قريب. نحن نسير نحو ذلك الهدف".
وقالت سلطات كردية والمرصد إن قصفا جويا ومدفعيا تركيا انهمر على المنطقة خلال الليل في الأيام الماضية مما دفع عشرات الآلاف إلى الخروج من مدينة عفرين إما بالعربات أو سيرا على الأقدام.
وقالت هيفي مصطفى وهي عضو بارز في الهيئة المدنية التي تحكم عفرين إن السكان فروا من المدينة الرئيسية إلى مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في المنطقة وإلى مناطق تسيطر عليها الحكومة.
وقالت إن الأوضاع مأساوية بالنسبة لمن هم في الداخل فيما يبقى من يخرجون من النازحين عن عفرين في العراء دون ملاذ أو طعام.
ونفى الجيش التركي يوم السبت استهداف مستشفى في عفرين مضيفا أنه ينفذ الحملة بطريقة لا تلحق أذى بالمدنيين. وقالت الوحدات والمرصد مساء يوم الجمعة إن ضربة جوية تركية أصابت المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين مما أسفر عن مقتل 16 شخصا.
وقال ريزان حدو المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية والتلفزيون الرسمي إن القادمين إلى بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة الحكومة تسلموا بعض المساعدات.
وقال إن الرحلة كانت مأساوية بالنسبة لمعظم السكان حيث ساروا عشرات الكيلومترات وناموا في العراء.
وأضاف حدو أنه لا يوجد ماء ولا مستشفيات داخل المدينة. وتابع أن هناك مدنيين تحت الأنقاض ولا توجد إمكانية لإخراجهم.