تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يدرك المصريون أهمية المسئولية فى كل أحوالهم ومعيشتهم، ويعرفون تمام المعرفة أنه إذا لم يستطيعوا أخذ زمام تلك المسئولية سيأخذها آخر بالنيابة عنهم، وهو ما لا يرضى وطنيتهم وحسهم القومى والوطني، لذلك نتوقع أن يخرج المصريون لصناديق الانتخابات ليكون عرسا وطنيا لكل أفراد الشعب.
كما يدرك المصريون أن أول خطوة فى طريق الحرية هى أن نتوقف عن إلقاء المسئولية على الآخرين، ونتحملها لنحكم أنفسنا بأنفسنا، باعتبار أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية مسئولية كبيرة، باعتبار أننا جميعا مشاركون فى صنع القرار.
ومسألة التصويت فى الانتخابات هى تفويض لإكمال المهمة التى كلف بها الرئيس السيسى لإتمامها، بعد أن أصبحت مصر رقما صعبا على كل القوى الكبرى فى العالم، لأن قرارها الآن وفق مصالحها، ولا تستطيع أى قوى كبرى أن تؤثر عليها، أو تلتف حولها.
وتحمل مسئولية المشاركة فى الانتخابات الرئاسية هو بشكل غير مباشر المحافظة على الاستقرار، الذى يعتبر الممر الإلزامى للاستقرار الاقتصادى والمعيشي.
الأهم أن الاصطفاف ووحدة الشعب أمام صندوق الانتخابات هو رسالة يعرف معناها العالم، وتقوم بتحليلها مراكز الأبحاث الدولية، وبناء عليها يتم اتخاذ القرارات والسياسات الدولية تجاه مصر. وطالما هناك رأى عام قوى يحافظ على حقوقه وواجباته تكون الإرادة المصرية حرة، تجاه ما يواجهنا من تحديات الإرهاب، سد النهضة، علاقاتنا الدولية، وبذلك لا يكون للوطن أى ثغرات ينفذ من خلالها المتربصون بمصر.
الإجماع والطوابير أمام صناديق الانتخابات هو تعبير صريح عن حب الوطن، وتحمل المسئولية، ورد مباشر وصريح على المتشككين ومروجى الشائعات، وفى نفس الوقت تعضيض وتقوية لمشروع الدولة وسط العواصف التى تمر بها المنطقة، ولا نعرف ماذا يخبئ الغد لها.
نقول هذا الكلام لأن الإرهاب الذى يقف وراؤه العديد من أجهزة المخابرات العالمية يتربص بالوطن بكل الصور المباشرة وغير المباشرة، وخير شاهد على هذا ما تم العثور عليه داخل المركز الإعلامى للإرهابيين بسيناء من أجهزة وأدوات بث، ومحادثات تليفونية – كنز من المعلومات كشف تورط العديد من الأجهزة المخابراتية فى التآمر على مصر، وحتى تظل مصر بعيدة عن أى تقدم، وتنشغل دائما بالإرهاب وإشغالاته، ولا تنهض، وأن تظل دائما فى المرحلة العالقة لا تنهار ولا تنهض، كما قال كسينجر مفكر السياسة الأمريكية ووزير خارجيتها الأسبق.
تلك هى الصورة التى يراد أن تكون عليها مصر، لذلك فإن النزول لصناديق الانتخابات مسئولية كبيرة يجب ألا نتخلف عنها أو نهملها، بل هى تحصين للوطن، من كل العواصف التى تحيط بنا، وامتدادها لمصر شئنا أم أبينا، وعليه فإن الأولوية الآن هى النزول لصناديق الانتخابات، ولا نعطى آذاننا للمحرضين على المقاطعة، أو نستهلك وقتنا فى المماحكات، والمجادلات العقيمة التى لا تنتهى بنا إلى أى فائدة، ولا تخدم سوى أهل الشر والإرهاب.
نريد الحركة الفعلية أمام صناديق الانتخابات، ولا نريد حركة الألسنة فقط التى تهبط بالحوار إلى مستوى الردح.
اليوم الوقت له ثمن، وثمن غال جدا، والنزول لصناديق الانتخابات إذا تأخر لا تعود علينا الأمور بالنفع، أو المصلحة العامة.
المسئولية يجب أن تأتى فى وقتها وألا تعطى مفعولا عكسيا، والقرار الشجاع الآن هو المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وكل من يقدم على هذه الخطوة يكون قد وضع الوطن على الطريق الصحيح.
آن الأوان أن يحتضن الناس الوطن، فى وضع صوتهم فى صندوق الانتخاب.
ألم يحن الوقت أن يتخذ الناس المبادرة الكبرى، بتنفيذ حقوقهم الدستورية، للإدلاء بأصواتهم ورفع صوتهم عاليا فى اختيار من يرأسهم والذى يقف دائما مع المصالح العليا للوطن، ويحافظ على استقلالية القرار المصري، وعدم التدخل فى المصالح المصرية أو التأثير عليها.
وأن يكون الشعب كله يدا واحدة ضد أى تدخل فى شؤننا، واننا جميعا نلتف حول جيشنا وشرطتنا والقيادة السياسية ضد الإرهاب، أو أى تدخل فى شئوننا سواء من أمريكا أو إنجلترا أو الغرب أو تركيا وأتباعها.
ألم يحن الوقت ليتخذ الناس المبادرة للحفاظ على الدولة المصرية!
الجواب فى غاية البساطة وهو «نعم»، إن حال المعاناة المعيشية وارتفاع الأسعار هو الضريبة التى يدفعها الناس للحفاظ على الوطن، وبناء عليه فإن المخرج من هذا الوطن يكون أيضا بالنزول لصناديق الانتخابات.
إن حال المراوحة التى يعيش فيها الناس آن الأوان للخروج منها، فالوقت لم يعد وقت الاستسلام للأمر الواقع بل التحدى والوقوف ضد كل ما يخطط ضد مصر.
ومن العلامات الإيجابية والارتياح والاستقرار، ما جرى خلال الأيام الماضية من تزاحم المصريين أمام السفارات المصرية بالدول العربية والأوروبية للتصويت، وارتداء السيدات فساتين بنفس ألوان العلم المصري، واصطحاب الأسر لأطفالهم لصناديق الانتخابات وكأنه فرح كبير يعززه ويعضضه حب المصريين المغتربين لوطنهم مصر.
هكذا أدرك المصريون قيمة المواجهة والمحافظة على الوطن، فى مواجهة أى تهجم أو مواقف ضد الوطن، خصوصا بعد أن استعادت مصر دورها وقوتها على كل المستويات. بقوة ووعى المصريين أصبح وضع البلد على السكة الصحيحة.
إن من يعيش فى الظلام لا يجرؤ على الخروج للعلن أو النور، ومصر الآن تعيش فى الأضواء، تعيش المستقبل فى الحاضر، لذلك كلمتها تسمع فى كل العالم، وسياستها تؤثر فيما حولها، وإذا تطلعنا إلى سلم أولوياتها الآن يأتى المواطن المصرى فى أولى المراتب، ليحصل فى الفترة القادمة على جزاء تضحياته، سواء فى الخدمات التى تقدم له، أو فى فرص العمل أو فى تحسين مستوى معيشته. تأتى الانتخابات الرئاسية الآن فى وقت ينتعش فيه الأمل بأن السنوات العجاف قد مضت، وأن الفجر المصرى آخذا فى البزوغ والاتساع، وأن كل محاولات وأد آمال وطموحات الشعب المصرى قد ولت إلى غير رجعة، بعد أن استعملت كل أساليب التهديد والتهويل والإرهاب ولم تؤد إلى أى نتيجة.
وها هى انتخابات الرئاسة تأتى لتعزز الآمال بأن المشاركة فى الاختيار هى المشاركة فى اتخاذ القرار وتحسين الحياة المعيشية وحماية الإرادة المصرية وكل هذه الآمال تتحقق بالوقوف أمام صناديق الانتخابات.