غادر مدنيون من المرضى والجرحى جيبا تسيطر عليه المعارضة في الغوطة الشرقية اليوم الثلاثاء، بموجب أول عملية إجلاء طبي منذ هجوم كبير بدأ على المنطقة قبل نحو شهر.
وقال شاهد إن نساء يحملن أطفالا صغارا ورجالا يسيرون مستندين إلى عكازين ومسنا على مقعد متحرك انتظروا عند مدرسة قريبة مع عشرات خرجوا عبر معبر الوافدين.
ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: إن حملة الجيش التي شملت ضربات جوية وقصفا مدفعيا أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مدني في نحو شهر.
وسيطر الجيش السوري على مساحات من الغوطة الشرقية وهي جيب يضم بلدات وأراضي زراعية مكتظة بالسكان وقسمها إلى ثلاث مناطق منفصلة في الأيام الماضية.
وقال ياسر دلوان مدير المكتب السياسي الداخلي في جماعة جيش الإسلام، أحد فصائل المعارضة، إن الأشخاص الذين غادروا دوما هم أول دفعة من عدة دفعات من المرضى من المتوقع إجلاؤهم.
وأضاف أنهم ضمن قائمة تضم نحو ألف شخص قال مسئولون في الأمم المتحدة إنهم في حاجة لعلاج طبي عاجل خارج المنطقة.
وقالت جماعة جيش الإسلام يوم الإثنين إنها توصلت لاتفاق لإجلاء المصابين مع روسيا، الحليفة الرئيسية للحكومة السورية بعد محادثات غير مباشرة.
وعلى مدى شهور ناشدت الأمم المتحدة السلطات بالسماح بإجلاء مئات المرضى منهم أطفال مصابون بالسرطان. وقالت إن هناك نحو 400 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ عام 2013 بدون غذاء كاف أو مياه أو دواء.
وأصبح هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية أحد أكبر الهجمات في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن وسيصبح فيما يبدو أكبر هزيمة لمقاتلي المعارضة منذ خسارتهم في حلب في عام 2016.
وعرضت روسيا فتح ممر آمن لمقاتلي المعارضة للخروج مع عائلاتهم إذا سلموا المنطقة وهو أسلوب استخدم في أنحاء أخرى وسيطرت بموجبه الحكومة السورية على مدن كبيرة في غرب البلاد.
وتعهد الفصيلان الرئيسيان للمعارضة في الغوطة الشرقية بالبقاء ومواصلة القتال ورفضا اتهامات الحكومة بأنهما يمنعان السكان من المغادرة.
وقال حمزة بيرقدار المتحدث باسم جماعة جيش الإسلام يوم الثلاثاء في رسالة مصورة إن المقاتلين سيواصلون الدفاع عن الغوطة حتى النهاية.
ومع تقسيم المنطقة الآن إلى أجزاء متفرقة بسبب توغل الجيش قال دلوان إن فصيله مسؤول عن الإجلاء من دوما فقط وليس بقية البلدات.
وأضاف أنه إذا استمر الاتفاق فسوف يجري إجلاء المئات”بدفعات للعلاج منهم في دمشق ومنهم خارج سوريا“.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن آخرين تبعوا المجموعة الأولى التي ضمت نحو 35 شخصا متجهين إلى ملجأ على مشارف العاصمة السورية.
ورافق التلفزيون الرسمي بعض الذين جرى إجلاؤهم وبث مقابلات معهم قالوا فيها إن المتشددين كانوا يمنعونهم من المغادرة. وقال رجل من المجموعة المغادرة إنهم كانوا عاجزين عن المغادرة لأن المتشددين لم يسمحوا لهم بذلك وكانوا يطلقون عليهم النار لإعادتهم مرة أخرى.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية التي تدعمها إيران وتقاتل إلى جانب الجيش السوري إن الجيش واصل هجومه يوم الثلاثاء وسيطر على بعض الأراضي الزراعية حول بلدة جسرين.
وقال الدفاع المدني في الغوطة الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة إن ضربات جوية استهدفت جسرين وزملكا وعربين وجزءا من منطقة باتجاه الجنوب معزولة عن دوما.
وقالت السلطات المحلية إن الأسر تنام في العراء في شوارع دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية حيث لم يعد هناك متسع في الأقبية المستخدمة كملاجئ للحماية من القنابل.