أعربت الكويت قلقها الشديد بشأن حقوق أطفال سوريا، الذين سلبتهم الحرب من طفولتهم.
ذكرت وكالة الأنباء الكويتية، اليوم الثلاثاء، أن ذلك جاء في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم، أمام الدورة الـ37 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في إطار مناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
قال الغنيم: "إن ملايين الأطفال السوريين لم يعرفوا شيئا في الحياة، سوى الحرب التي سلبتهم من طفولتهم ومستقبلهم، فمنهم من لقي حتفه، ومنهم من جرح بسبب الغارات الجوية والهجمات العسكرية على منازلهم ومدارسهم، فأصبحوا يعانون من الحرمان من كافة حقوقهم الأساسية بما فيها الرعاية الطبية".
أضاف أن الكويت تناشد المجتمع الدولي ليفعل المزيد من أجل حماية الأطفال في سوريا، مشيرا الى وجود جيل كامل لا يعرف شيئا عن الحياة غير الحرب، ويحتاج ستة ملايين منهم في داخل سوريا وخارجها الى العون الإنساني المباشر، خاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية.
شدد على أهمية الاعتماد على الأجيال السورية المقبلة، لإعادة بناء وطنهم وإعادة اللحمة إلى مجتمعهم، وإدارة العجلة للحاق بالركب العالمي للتنمية المستدامة، معربا عن الأمل في أن ينظر مجلس حقوق الإنسان بشكل فعال في كل ما يتعلق بحقوق الطفل السوري.
لفت السفير جمال الغنيم إلى أن الكويت تحملت مسؤوليتها تجاه الشعب السوري منذ بداية الأزمة، وسعت منذ الساعات الأولى إلى حشد الدعم الدولي للعمليات الإنسانية، ولمساعدة الدول المستضيفة للنازحين على توفير الرعاية للاجئين، مؤكدا استمرارها في ذلك الدور، من خلال تنظيمها وترأسها للمؤتمرات الدولية التي تهدف إلى دعم الشعب السوري والمنطقة، والتي عقدت في كل من الكويت ولندن بروكسل منذ عام 2013.
أشار إلى أن الكويت تتطلع أيضا إلى نجاح مؤتمر بروكسل الثاني في أبريل المقبل، بهدف ضمان التعهدات للاحتياجات الإنسانية في سوريا والمنطقة، معربا في الوقت نفسه عن قلق الكويت من استمرار عجز المجتمع الدولي، أمام تعاظم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، دون أن يتمكن من الوصول إلى حل سياسي، يضع حدا لهذه المعاناة ويبعث الأمل في نفوس أبناء الشعب السوري.
جدد دعوة الكويت للمطالبة بحرية وصول الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في سوريا، دون عوائق، بما في ذلك إمكانية الوصول الفوري للغوطة الشرقية، كي تقوم بدورها الإنساني تجاه المدنيين المتواجدين في مناطق القتال، مشددا في الوقت نفسه على التزام بلاده القوي بسيادة سوريا واستقلال وسلامة ووحدة أراضيها.