الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حمدي الأسيوطي يا نقابة المحامين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ شهور والمحامى البارز حمدى الأسيوطى يرقد على سرير المرض لتلقى العلاج، منذ شهور وأخباره تصل إلينا متقطعة من خلال أبنائه، دخل العناية المركزة وخرج منها، كتب تغريدات متفائلة على حسابه، ونشر صورا مبتسمة لفلاحات مصريات، يواصل حياته رغم الألم والصمت الذى حط على من كانوا لا يتوقفون عن إزعاجه فى منتصف الليالى من أجل استشارة قانونية، أو من أجل اللحاق بمعتقلين أو التأكيد عليه بأهمية الحضور لجلسة كذا بتاريخ كذا.
حمدى الأسيوطى المحامى اليسارى المنتمى بوضوح، صاحب الهيبة أمام منصات القضاء، يرقد بعد أن خذله جسده المُعتل والأصدقاء، كنت معه قبل خمسة عشر عامًا بمحكمة جنوب القاهرة وهو يقدم مرافعته الرائعة فى قضية لمن يسمون أنفسهم بالاشتراكيين الثوريين، قدم الأسيوطى نفسه للقضاة ممثلًا للجنة الحريات بحزب التجمع حيث كان يشغل وقتها موقع أمين اللجنة، قال الأسيوطى كلامًا محددًا فى القانون وبعده كان مسك ختام الترافع أستاذنا أحمد نبيل الهلالى لتقول المحكمة كلمتها بالبراءة، بعد سنوات قذف بعض من هؤلاء الاشتراكيين مقر حزب التجمع بالحجارة.
ثمة تشابه ما بين قذف الحزب بالحجارة والصمت عن حالة الأسيوطى الصحية، العشرات من زملاء مهنته بل تلامذته الذين انتهكوا العمل الحقوقى صاروا مليونيرات بفضل مولانا التمويل المُبجل، هؤلاء جميعًا ومنذ زمن قاموا بمسح رقم حمدى الأسيوطى من على تليفوناتهم، لأنه كان المزعج الرافض للتمويل الأجنبى والفاضح لعورات المتحوققين، والآن الأسيوطى الذى لم يتغير مكتبه فى الحى الشعبى إمبابة - رغم مرضه - يقف شامخًا متحديًا المرض والصمت.
أكتب عنه الآن ليقرأ أن حصاد عمره لم يضع هدرًا، وأن عشرات السنين التى قضاها مناضلًا منذ أيام دراسته بجامعة عين شمس حتى الآن هى سنوات الشرف والفخر، أكتب عنه لتقرأ نقابة المحامين ونقيبها الأستاذ سامح عاشور ليعرف أن محاميًا بارزًا يرقد على سرير المرض، وأن التحرك بسرعة لعلاجه ليس تفضلًا منهم ولكنه الواجب المُفترض.
الأسيوطى الذى أصدر العديد من الكتب القانونية ربما أهمها هو كتاب «إهانة الرئيس» يدوس على مشاعره ويكتب منذ أيام على صفحته بالفيسبوك: «نداء عاجل للنقابة العامة للمحامين وكذلك النقابة الفرعية أتعرض لنكسة صحية حادة، وأنا الآن بين الحياة والموت، مرهق صحيًا وماديًا أرجو الوقوف معي».
هذه الكلمات المختصرة التى كتبها حمدى الأسيوطى لا أعرف صداها حتى الآن، ولكن ما أعرفه أن الأسيوطى الذى وقف مُحاضرًا فى عشرات الندوات ليقدم ما عنده من خبرة قانونية، والذى وقف مئات المرات أمام القضاة مترافعًا عن عمال المحلة فى إبريل ٢٠٠٨ وغيرهم، وعن كل من ساقهم حظهم العثر للاعتقال فى زمن مبارك، والذى وقف بالميادين متظاهرًا رافعًا رايات التقدم والحرية والعدل، الأسيوطى الذى هو كل ما سبق ما كان ليجرؤ على كتابة استغاثته تلك وما كان له أن يدوس على مشاعره لولا قسوة ألم المرض.
وحتى لا تبقى الرسالة مُختصرة على نقابة المحامين، أرى أنه من الواجب على حزب التجمع بما له من تاريخ أن يتدخل وهذا ليس غريبًا على حزب التجمع فقد سبق مساندة آلاف الحالات سواء من داخله أو من خارجه بل ساند المختلفين معه، وهذا ثابت، وظنى أن صديقنا النائب البرلمانى سيد عبدالعال لن يتردد فى ذلك لحظة واحدة.
حمدى الأسيوطي.. مقالى هذا مضمونه مُحدد وهو أن أقول لحمدى نحن نحبك ولكى تتذكر معى الكثير من التفاصيل التى عشناها معًا كزملاء فى الأمانة المركزية لحزب التجمع أنت أمين للحريات وأنا أمين للإعلام، عشرات المعارك الصغيرة دخلناها بقلوبنا وانتصرنا، فهل تستطيع الآن أن تنتصر على ألم المرض بقلبك الأخضر؟