احتفلت دول العالم الخميس الماضى، باليوم العالمى للمرأة، الذى يحل فى الثامن من شهر مارس من كل عام، ففى ١٩٧٧ اختارت أغلب دول العالم يوم ٨ مارس ليكون موعدا للاحتفال بالمرأة، ليتحول إلى يوم المرأة العالمى وهى مناسبة تضفى بلا شك على المرأة بعضا من السعادة كل عام، عندما تحصل على حقوقها المسلوبة منها فى المجتمع الذكورى، حتى بعد تبوأها لأعلى المناصب، فهى وزيرة فى الحكومة والتى أصبحت تضم ٦ سيدات على مقاعد الوزارة، فى خطوة متأخرة نسبيا، ويرجح البعض أن الخلفية التاريخية للاحتفال تعود لإضرابات النساء فى ٨ مارس ١٩٠٨ عندما تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج فى شوارع نيويورك، حاملات قطعا من الخبز وباقات ورد!
وفى هذا اليوم الذى يقع فى شهر مارس من كل عام، نرى احتفاء العالم بكل دولة بالنساء ونضالهم وتضحياتهم، وتختلف طرق الاحتفال باختلاف الدول، ولكنها تلتقى فى تقدير المرأة والاعتراف بدورها وأهميته، ويعمل على حشد الدعم لصالح حقوق المرأة التى لم تحصل عليها بعد، وتكون الاحتفالات السنوية المتكررة ركيزة للتعبير عن الاحترام العام للمرأة، وتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفى هذه المناسبة نتمنى أن تحظى المرأة بمكانتها التى تليق بها فى المجتمع، مع عدم الإخلال فى الوقت نفسه بتربية النشء والأبناء تربية صالحة سوية سليمة حتى تخرج لنا جيلا من الشباب السوى المؤهل للقيادة فى المستقبل، وهى التى قال عنها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم «المرأة الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق»، ومن ثم قدم لها المجتمع الكثير وحصلت على حقوقها أكثر وأكثر كما فى مصر، حتى أصبح لها وجود فى مجلس النواب والوزارات والوظائف القيادية فى البلاد، وهذا حقها الذى أكده القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والتى أعطت للمرأة حقها وأكدت على أن الجنة تحت أقدامها كأمهات، ولكن على أى حال فإن نظرت المجتمع الذكورى فى مجملها حتى الآن لا يزال ينظر إلى المرأة على أنها جسد للمتعة فقط وأنها شيء ثانوى، ولا يعتمد عليها كليا فى قيام المجتمع من عثراته وأنها سبب الكوارث التى تحدث للمجتمع فى جميع جوانبه سائرين بذلك على مقولة الكاتب الألمانى «هيجل» حينما قال «فتش عن المرأة» لأنها عنصر أساسى، وربما كلى فى أى مشكلة تتعلق بالمال والجنس، ويدعم هذا التصور تجسيد الإعلام لصورة المرأة فى الأفلام السينمائية وبرامج التوك شو والمسلسلات والروايات والإعلانات على أنها سلعة تباع وتشترى بواسطة جسدها الذى هو أغلى ما تملك.
وربما فإن صورة المرأة - كما أكدتها الدراسات - لم يجر عليها تغيير يذكر فى وسائل الإعلام العربية، فهى صورة تحاكى الثقافة الشعبية عن المرأة كما يريد الرجل أن تكون كائنا خارج الفعل والتأثير فى القضايا الحاسمة لا فى الأسرة ولا فى المجتمع، بل هى وسيلة لتلبية الرغبات والشهوة بكل أنواعها، ومن ثم فقد عكست وسائل الإعلام العربية الصورة التقليدية للمرأة، على اعتبار أنها سيدة المطبخ والمهتمة بإشباع البطون والمشاعر والروح، والمهتمة بعروض الأزياء وأدوات التجميل ودعاياتها وصاحبة الوظيفة الوحيدة فى الحياة بأن تنجب الأطفال للأسرة من جانب آخر، أى أنها ذلك الشخص المتعلق بالشكليات، لا يهمه أى شيء فى هذه الدنيا غير هذه الشكليات.
وفى الإعلانات التى شارك فيها رجال ونساء كانت العلاقة بين الشخصيات تعكس أيضا ما يدور فى المجتمع أو ما يريد الإعلام والسلطة تعزيزه فيه، إذ تعاملت الشخصيات الذكورية فى الدعايات مع النساء كسلعة جنسية أو كجزء لا يتجزأ من المنزل، وتظهر المرأة فى الغالب أقصر بشكل مفتعل من الرجل، مما يعكس علاقة سلطوية بين الطرفين لصالح الرجل.
وفيما يتعلق باللمسة الأنثوية وهى مقياس متعلق بإظهار المرأة كسلعة جنسية الأمر الذى يظهر عن طريق تركيز الصورة على ملامح الشخصية الأنثوية فى الإعلام أكثر مما تفعل الإعلانات مع الشخصيات الذكورية، وتعرض الكثير من الجرائم التى ترتكب بين الرجال بسبب امرأة كما فى السينما والدراما وكم من حواديت «العشق الممنوع» أو «سنوات الضياع» تتم بسبب المرأة «مع الاعتذار للمسلسلات التركية» التى غالبا ما تدمر الأسرة بسبب العشيق.
وينبغى أن تعيد السينما والدراما والفضائيات تغيير الصورة الذهنية والنمطية عن المرأة فى عيدها، وأن تساعدها على نيل حقوقها ومكانتها التى تستحقها فهى الأم والأخت والزوجة والصديقة والابنة وهى نصف المجتمع وأحيانا معظم المجتمع الذى لا يزال ذكوريا بطبعه.
احتفلت دول العالم الخميس الماضى، باليوم العالمى للمرأة، الذى يحل فى الثامن من شهر مارس من كل عام، ففى ١٩٧٧ اختارت أغلب دول العالم يوم ٨ مارس ليكون موعدا للاحتفال بالمرأة، ليتحول إلى يوم المرأة العالمى وهى مناسبة تضفى بلا شك على المرأة بعضا من السعادة كل عام، عندما تحصل على حقوقها المسلوبة منها فى المجتمع الذكورى، حتى بعد تبوأها لأعلى المناصب، فهى وزيرة فى الحكومة والتى أصبحت تضم ٦ سيدات على مقاعد الوزارة، فى خطوة متأخرة نسبيا، ويرجح البعض أن الخلفية التاريخية للاحتفال تعود لإضرابات النساء فى ٨ مارس ١٩٠٨ عندما تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج فى شوارع نيويورك، حاملات قطعا من الخبز وباقات ورد!
وفى هذا اليوم الذى يقع فى شهر مارس من كل عام، نرى احتفاء العالم بكل دولة بالنساء ونضالهم وتضحياتهم، وتختلف طرق الاحتفال باختلاف الدول، ولكنها تلتقى فى تقدير المرأة والاعتراف بدورها وأهميته، ويعمل على حشد الدعم لصالح حقوق المرأة التى لم تحصل عليها بعد، وتكون الاحتفالات السنوية المتكررة ركيزة للتعبير عن الاحترام العام للمرأة، وتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفى هذه المناسبة نتمنى أن تحظى المرأة بمكانتها التى تليق بها فى المجتمع، مع عدم الإخلال فى الوقت نفسه بتربية النشء والأبناء تربية صالحة سوية سليمة حتى تخرج لنا جيلا من الشباب السوى المؤهل للقيادة فى المستقبل، وهى التى قال عنها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم «المرأة الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق»، ومن ثم قدم لها المجتمع الكثير وحصلت على حقوقها أكثر وأكثر كما فى مصر، حتى أصبح لها وجود فى مجلس النواب والوزارات والوظائف القيادية فى البلاد، وهذا حقها الذى أكده القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والتى أعطت للمرأة حقها وأكدت على أن الجنة تحت أقدامها كأمهات، ولكن على أى حال فإن نظرت المجتمع الذكورى فى مجملها حتى الآن لا يزال ينظر إلى المرأة على أنها جسد للمتعة فقط وأنها شيء ثانوى، ولا يعتمد عليها كليا فى قيام المجتمع من عثراته وأنها سبب الكوارث التى تحدث للمجتمع فى جميع جوانبه سائرين بذلك على مقولة الكاتب الألمانى «هيجل» حينما قال «فتش عن المرأة» لأنها عنصر أساسى، وربما كلى فى أى مشكلة تتعلق بالمال والجنس، ويدعم هذا التصور تجسيد الإعلام لصورة المرأة فى الأفلام السينمائية وبرامج التوك شو والمسلسلات والروايات والإعلانات على أنها سلعة تباع وتشترى بواسطة جسدها الذى هو أغلى ما تملك.
وربما فإن صورة المرأة - كما أكدتها الدراسات - لم يجر عليها تغيير يذكر فى وسائل الإعلام العربية، فهى صورة تحاكى الثقافة الشعبية عن المرأة كما يريد الرجل أن تكون كائنا خارج الفعل والتأثير فى القضايا الحاسمة لا فى الأسرة ولا فى المجتمع، بل هى وسيلة لتلبية الرغبات والشهوة بكل أنواعها، ومن ثم فقد عكست وسائل الإعلام العربية الصورة التقليدية للمرأة، على اعتبار أنها سيدة المطبخ والمهتمة بإشباع البطون والمشاعر والروح، والمهتمة بعروض الأزياء وأدوات التجميل ودعاياتها وصاحبة الوظيفة الوحيدة فى الحياة بأن تنجب الأطفال للأسرة من جانب آخر، أى أنها ذلك الشخص المتعلق بالشكليات، لا يهمه أى شيء فى هذه الدنيا غير هذه الشكليات.
وفى الإعلانات التى شارك فيها رجال ونساء كانت العلاقة بين الشخصيات تعكس أيضا ما يدور فى المجتمع أو ما يريد الإعلام والسلطة تعزيزه فيه، إذ تعاملت الشخصيات الذكورية فى الدعايات مع النساء كسلعة جنسية أو كجزء لا يتجزأ من المنزل، وتظهر المرأة فى الغالب أقصر بشكل مفتعل من الرجل، مما يعكس علاقة سلطوية بين الطرفين لصالح الرجل.
وفيما يتعلق باللمسة الأنثوية وهى مقياس متعلق بإظهار المرأة كسلعة جنسية الأمر الذى يظهر عن طريق تركيز الصورة على ملامح الشخصية الأنثوية فى الإعلام أكثر مما تفعل الإعلانات مع الشخصيات الذكورية، وتعرض الكثير من الجرائم التى ترتكب بين الرجال بسبب امرأة كما فى السينما والدراما وكم من حواديت «العشق الممنوع» أو «سنوات الضياع» تتم بسبب المرأة «مع الاعتذار للمسلسلات التركية» التى غالبا ما تدمر الأسرة بسبب العشيق.
وينبغى أن تعيد السينما والدراما والفضائيات تغيير الصورة الذهنية والنمطية عن المرأة فى عيدها، وأن تساعدها على نيل حقوقها ومكانتها التى تستحقها فهى الأم والأخت والزوجة والصديقة والابنة وهى نصف المجتمع وأحيانا معظم المجتمع الذى لا يزال ذكوريا بطبعه.