قالت منظمة أطباء بلا حدود إن البيانات الطبية التي تم جمعها من 20 مستشفى وعيادة ومرفق طبي شرق الغوطة -تغطى أسبوعين فقط كانت نهايتهم 3 مارس الجاري- كشفت عن سقوط حوالي 1005 قتلى و4829 جريحا.. بمتوسط 71 قتيلا و344 جريحا في اليوم الواحد من الهجوم العسكري.
وأكدت المنظمة الدولية، في تقرير بجنيف اليوم الخميس، أن الأعداد قد تكون أعلى من ذلك بكثير، خاصة وأن هناك العديد من المرافق الصحية التي تتدفق إليها أعداد كبيرة من الضحايا لم يتم جمع بيانات منها عن أعدادهم، إضافة إلى اثنين من المراق التي تدعمها المنظمة ولم تقدم بياناتها حتى 3 مارس.
وأضافت المنظمة أن المرافق الطبية تعرضت لقصف بالقنابل والقذائف والأطباء تم استنزافهم بسبب التدفق الذي لا هوادة فيه للضحايا في حين المرافق لا تمتلك سوى إمدادات طبية محدودة للغاية.
وقالت ميينى نيكولاي، المدير العام لأطباء بلا حدود في بلجيكا، إن الأطباء في الغوطة الشرقية مرهقون إلى حد الانهيار حيث ينامون فقط لعدة لحظات في اليوم كلما أمكن ذلك، ويعيشون خوفا دائما من القصف والقنابل والقذائف التي تصل إلى مواقعهم بشكل مباشر.
وأضافت أن الأطباء يحاولون الحفاظ فقط على بعض مظاهر الخدمة الطبية ولكن كل شيئ هو ضدهم كما أن التجاوز الذي لا هوادة فيه لقواعد الحرب من قبل الأطراف المتقاتلة يدفعهم للقيام بالمستحيل.
وأوضحت المنظمة أنه يجري توزيع مخزونات منظمة أطباء بلا حدود من الإمدادات الطبية في الغوطة الشرقية وسط القصف شبه المتواصل ولكن هذه الإمدادات يتم استهلاكها بسرعة من قبل المرافق المدعومة.
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن بعض المواد الأساسية قد نفذت خاصة تلك المستخدمة في العمليات الجراحية.
ولفتت إلى أن القافلة إلى وصلت إلى الغوطة الشرقية يوم الإثنين الماضي قامت السلطات السورية بإزالة المواد الطبية منها، وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة وبما جعل هناك حاجة إلى إعادة إمداد طبي ضخمة دون إزالة المواد الطبية المنقذة للحياة.
وألمحت إلى أن 15 من بين عشرين من المستشفيات والعيادات التي تدعمها تعرضت للقصف بدرجات متفاوتة من الضرر وبما يقلل من قدرتها على توفير الرعاية.
وأشارت إلى مقتل أربعة من المسعفين من التابعين للمنظمة إضافة إلى إصابة عشرين آخرين بجروح.
وذكرت أن الاحتياجات الطبية تتجاوز المرضى من جرحى الحرب كما أن معظم السكان يعيشون في أقبية وملاجئ مؤقتة تحت الأرض في ظروف غير صحية مع مياه شرب آمنة محدودة وغالبا لا توجد مرافق صحية .
وكررت المنظمة دعوتها العاجلة إلى جميع الأطراف المتقاتلة في الغوطة الشرقية بوقف القصف والسماح بإعادة تنظيم الاستجابة الطبية وكذلك ضمان عدم حدوث أية أضرار للمناطق المدنية والبنية التحتية على كلا الجانبين بما في ذلك المرافق الطبية والسماح بإعادة الإمداد دون عوائق للأدوية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة ودون إزالة مواد منقذة للحياة من قوافل المعونة.
كما ناشدت المنظمة السماح بعمليات الإجلاء الطبي للحالات الأكثر خطورة والسماح للهيئات الطبية الإنسانية المستقلة بدخول المنطقة لتقديم المساعدة بشكل عملي.