نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الإثنين، أن "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي، تعهد بأنه سيبقى على قيد الحياة السياسية، وأن أزمة الفساد المحيطة بحكومته لن تطيح به، وقال أن أولئك الذين يسعون للإطاحة به سيفشلون مثلما فشلت احتجاجات حديقة "جيزي" المناهضة لحكومته بجميع انحاء البلاد في الصيف الماضي.
ونوهت الصحيفة أن "اردوغان"، اتهم خصومه بمحاولة تقويض السلطة في البلاد، وأن ما يحدث الان يخدم مؤامرة دولية في شكل إجراءات جنائية.
وقد تحدي مهاجميه خلال قيامه بجولة في محافظة مانيسا الغربية، لحشد تأييد قبيل الانتخابات المحلية في شهر مارس القادم. وقال حول المظاهرات التي تقوم ضده حاليا، علي اثر فضيحة الفساد: "قالوا جيزي وحطموا النوافذ. الآن يقولون الفساد ويحطمون النوافذ، أن هذه المؤامرات لن تنجح، فغايتهم ليس الفساد أو القانون أو العدالة. بل همهم الوحيد هو الإضرار بقوة هذه الأمة".
وأفادت الصحيفة أن "اردوغان"، اتهم حركة "جولن"، والتي أسسها الداعية الاسلامي "فتح الله جولن"، والذي كان حليف "اردوغان" في السابق، بلعب دور في هذه المؤامرة الدولية ضده. ومن المتعارف عليه أن الحركة تضم مليون تابع لها في تركيا، بمن في ذلك كبار مسؤولي الشرطة و القضاة.
وأشارت الصحيفة أن "جولن" رد علي "اردوغان" عبر موقعه الالكتروني، قائلا "أن الوضع الحالي يشبه حلقات تاريخية مظلمة، عندما كانت الجماهير أداة للوصول للهدف، حين كانوا يساقون للنوم و يستيقظون حسب إرادة و رغبة من يستخدمهم".
وأوضحت الصحيفة أن "أحمد داود أوغلو"-وزير الخارجية التركي- يسعي للبحث عن أرضية مشتركة مع "جولن"، حين قال "أن الحركة يجب أن تعترف بإنجازات حكومة أردوغان. نحن نصلي و نأمل بأن يفهم أصدقائنا و إخواننا أن ما قمنا به على مدى ال10 سنوات الماضية ستظهر فوائده، لذلك نرجوهم أن يبحثوا داخل أنفسهم عن الصواب".
وشددت الصحيفة أن الأزمة التي يتعرض لها "اردوغان" غير مسبوقة في فترات توليه في منصبه. فقد اضطر "أردوغان" لتغيير حكومته الاسبوع الماضي، بما في ذلك الوزراء الثلاثة الذين اعتقل أبنائهم في اطار التحقيق بفضيحة الفساد. التى زعزعت استقرار الاقتصاد التركي، والذي نمي علي مدار ال11 عاما الذي قضاها "اردوغان" في منصبه.
وذكرت الصحيفة أن القضية اتخذت مسار أكثر خصوصية الأسبوع الماضي، عندما نشرت وسائل الإعلام التركية استدعاء النيابة الأول ل"بلال أردوغان"، احد ابناء "اردوغان" الاثنين، وذلك للأدلاء بشهادته. وعلق "اردوغان" قائلا، "انه لم يرتكب أي مخالفات قانونية، هذه فقط محاوله لإيذائي".
ونوهت الصحيفة أن "أردوغان" يحاول دعم العلاقات مع الجيش، من خلال قول "مصطفى ايليتاس"-برلماني بارز من حزب "أردوغان"- بأن تركيا يمكن أن تغير القوانين لضمان إعادة محاكمة المئات من ضباط الجيش الذين أدينوا بالتآمر للإطاحة ب"أردوغان".
و قد اقترح "يالجين أكدوغان"-كبير مستشاري "أردوغان" السياسيين- الاسبوع الماضي ان هؤلاء الضباط قد لفقوا لهم التهم من قبل جماعات داخل السلطة القضائية، والتي هي الآن وراء تدبير التحقيق بفضيحة الفساد ضد حلفاء "اردوغان".
