قصفت قوات الحكومة السورية مدينة في الغوطة الشرقية أمس الأربعاء في مسعى لشطر المنطقة الخاضعة للمعارضة إلى قسمين في الوقت الذي تصعد فيه حملتها لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ 2016.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات موالية للحكومة تمكنت فعليا من وضع قطاع من الأرض يفصل بين شمال الغوطة وجنوبها في مرمى نيرانها ما يعني فعليا شطر المنطقة المكتظة بالسكان على مشارف دمشق إلى نصفين.
ولم يرد بعد أي تأكيد من المعارضة أو الحكومة السورية، وتحول هجوم قوات الحكومة السورية على الغوطة إلى واحد من أعنف الهجمات في الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات حية من على مشارف مدينة مسرابا أظهرت تصاعد سحب دخان ضخمة إلى السماء، وأمكن سماع أصوات مقاتلات ودوي انفجارات.
وقال مراسل تلفزيوني إنه يجري قصف دفاعات مقاتلي المعارضة في مسرابا تمهيدا لبدء هجوم لوحدات المشاة، وستكون السيطرة على مسرابا خطوة رئيسية نحو فصل الشطر الشمالي من الغوطة الذي يشمل دوما أكبر مدن الجيب المحاصر عن الشطر الجنوبي، وسيطرت قوات الحكومة على أكثر من نصف المنطقة حتى الآن.
وأوضحت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية أن الجيش السوري تقدم وسيطر على بلدة بيت سوى الصغيرة جنوبي مسرابا.
ويفر مدنيون من الخطوط الأمامية للقتال إلى دوما ويختبئون في أقبية الأبنية بينما يقول عمال إغاثة إن الكثير من الأطفال أبلغوهم أنهم لم يروا ضوء النهار منذ 20 يوما.
وأوضح عدنان (30 عاما) أحد سكان دوما الذي يختبئ تحت الأرض مع زوجته وابنته البالغة من العمر عامين ونصف العام و10 آخرين من أقاربه في مكالمة هاتفية مع رويترز: "الأمر سيء في القبو لكنه أفضل من القصف".
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض الحكومة حصارا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم.
وناشد منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا الحكومة الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة يوم الخميس للسماح بدخول قافلة مساعدات تحوي أيضا إمدادات طبية كانت السلطات منعت نقلها يوم الإثنين الماضي.
وكانت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية، والاقتراح شبيه باتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة قرب الحدود مع تركيا.
وأكد المرصد أن 850 مدنيًا على الأقل قتلوا في القصف الذي تشنه الحكومة منهم 45 اليوم الأربعاء، مضيفا أن تعزيزات تضم 700 مقاتل إضافي من المقاتلين الموالين للحكومة السورية وصلت إلى الخطوط الأمامية.
وكان مجلس الأمن الدولي أقر في 24 فبراير قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا لمدة 30 يوما لكن الحكومة وروسيا حليفتها الرئيسية تجادلان بأن الهدنة لا تشمل المعارضة المتمركزة في الغوطة الشرقية.
وقال كاريل فان أوستيروم سفير هولندا بالأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن إن المجلس دعا يوم الأربعاء إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وعبر عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في البلاد.
وجاءت تصريحات السفير بعد اجتماع مُغلق للمجلس استعرض خلاله أحدث تطورات الوضع في سوريا بناء على طلب بريطانيا وفرنسا.