دون لف ودوران وفذلكة فارغة وتحليلات غير مفهومة ولعب بالألفاظ والكلمات الرنانة، دعونا ندخُل فى الصميم ونقول (هو الموضوع موضوع إخوان)، نعم هو كذلك.. نعم الموضوع موضوع إخوان، ولا يوجد شىء غير ذلك.. لمزيد من التفاصيل تعالوا بينا نتكلم بصراحة وبوضوح وبشرح مُفصل حتى نعى جميعًا حقيقة هذه الجملة
.. فى بداية الأمر أدركت جماعة الإخوان أنها جماعة تفتقد الشرعية، ولا يوجد لها وجود رسمى على أرض الواقع، فلا يوجد قانون يسمح بقيام أفراد بالتجمع فى شكل جماعة سياسية تتخذ من الدين ستارًا لها للوصول للحكُم وتحصُل على أموال طائلة من الخارج ولا تُراقبها الدولة، لأنه من الأساس الدولة لا تعترف بما يُسمى بـ«جماعة»، لذلك رأت «الجماعة» أنها لا بد لها وأن تحصُل على شرعية ما، تجعلها تتواجد بأى طريقة على الساحة ووسط الناس وتؤهلها للانخراط فى المجتمع والخروج من القُمقُم، التى تعيش فيه تحت الأرض، وكان قرار الجماعة باللجوء إلى إنشاء عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان فى مصر وخارجها وتمويلها، وإذا اقتضت الظروف بأن يشاركوا كأفراد فى هذه المنظمات فهذا أضعف الإيمان، وهذا ما حدث بالفعل، فقد قامت جماعة الإخوان بتكليف عدد من أعضائها بتأسيس منظمات حقوق الإنسان وتكليف عدد آخر بالمشاركة مع آخرين فى مُنظمات أخرى، وأصبحت هذه المنظمات نافذة لجماعة الإخوان للوصول للمواطنين وتدافع عن أعضائها فى حالة تعرضهم للحبس.. ليس هذه فقط: فقد جاءت التكليفات من مكتب الإرشاد بضرورة إنشاء مراكز بحثية فى عدد من الدول تُصدر تقاريرها للدفاع عن الإخوان ونشرها فى كل مكان، وأيضًا إنشاء مراكز إسلامية فى عدد من الدول بالخارج لتجميع المنتمين للجماعة والعمل على ضم عناصر جديدة
.. بهذه الطُرُق استطاعت جماعة الإخوان الظهور بطريقه شبه مشروعة فى داخل مصر وخارجها، وفى عام ٢٠٠٥ خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس وقالت: (سنعمل على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير أو كما يسمى بالفوضى الخلاقة وسنجعل دول الشرق الأوسط عبارة عن دويلات صغيرة أو كانتونات صغيرة بعد تقسيمها وتفتيت جيوشها لنضمن أمن إسرائيل)، كوندوليزا رايس أكدت أيضًا، وقالت (سنستخدم جماعة الإخوان فى تمهيد الأرض وسيساعدوننا فى إحداث الفوضى وسنساعدهم فى الصعود للحكم فى ١٦ دولة).
.. ومنذ ذلك الحين كان «محمد مهدى عاكف» قد تولى منصب مُرشد الإخوان، وهو الرجل القوى بالجماعة وأحد الأعضاء السابقين فى التنظيم السرى منذ عام ١٩٥٤، وكان يتولى إدارة المركز الإسلامى فى ألمانيا لسنوات طويلة، وهو أحد المقرات المهمة التى يتم من خلالها إدارة التنظيم الدولى للإخوان، وفى أول تصريح له قال «عاكف» نصًا (سينزل الإخوان للشارع للتعبير عن مطالبهم)، وقرروا البدء فى إنشاء كيانات شبابية تحمل شعارات الحرية والديمقراطية وضمت عناصر إخوانية، ويتم تسفيرهم للتدريب بالخارج فى لندن تحديدًا فى (أكاديمية التغيير)التى يُديرها الدكتور هشام مرسى زوج بنت الإخوانى يوسف القرضاوى، وسيطر الإخوان على هؤلاء الشباب عن طريق عناصرهم القيادية الشبابية الموجودين بين الشباب.
.. كانت كل التيارات السياسية مخدوعة فى الإخوان - بقصد أو دون قصد - وانضموا لهم فى جبهتين (حركة كفاية) و (الجمعية الوطنية للتغيير)، وانضم - بطبيعة الحال - أعضاء كبار فى الإخوان للجبهتين، ومنهم محمد البلتاجى وعصام العريان وسعد الكتاتنى وحسين إبراهيم، وضمت الجبهتين أيضًا شخصيات أعلنت انشقاقها عن الإخوان، ومنهما أبوالعلا ماضى وعصام سلطان، سيطر الإخوان على كل صغيرة وكبيرة فى الجبهتين.
.. وحينما أتى يناير ٢٠١١، لاعبت «الجماعة» الدولة، وأعلنت عدم مشاركتها فى أحداث ٢٥ يناير، وفى مساء ٢٧ يناير قررت الجماعة المشاركة بقوة فى ٢٨ يناير وتنفيذ ما تم التخطيط له من حرق مؤسسات الدولة واقتحام أقسام الشرطة والمحاكم والسجون، وكسر ضهر الدولة، ومن يومها وقفزت الجماعة لقيادة الأوضاع السياسية فى البلاد وتحريك الشارع، وسار خلفهم السياسيون الجهلاء والنشطاء العُبطاء ومُنعدمو الضمير من المُثقفين، وابتلع الإخوان مصر، وخرج بعدها السياسيون والنشطاء والمثقفون «من المولد بلا حُمُص»، وحكم الإخوان مصر، وهم لا يعترفون بالدولة ولا بالدستور ولا بالبرلمان ولا بأحكام القضاء بل إنهم لا يعترفون بالشعب، وأسرعوا فى تنفيذ مخططهم للسيطرة على مصر، لكن إرادة الله ووعى المصريين أنقذا البلاد، وكانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ العظيمة بمثابة إعادة مصر للحياة مرة أخرى قبل دخولها بطن الجماعة، وخرج التنظيم السرى من تحت الأرض، وعاثوا فى الأرض فسادًا، واغتالوا النائب العام المستشار هشام بركات والعميد عادل رجائى وقيادات بالشرطة وضباط وجنود وقضاة، وقُبض على عدد كبير من العناصر المُتهمة بارتكاب عمليات تفجيرية، وكان العامل المُشترك فيها هو أن هذه العناصر تنتمى للإخوان، ويخدموا أهداف الإخوان لإسقاط الدولة، فى كل قضية عنف وتطرف وإرهاب يتم الكشف عن تنظيمات ارهابية مسلحة مثلما حدث فى أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وكتائب حلوان والمقاومة الشعبية وحسم ولواء الثورة، وخلايا العنف مثلما حدث فى خلية عرب شركس والوراق ومطروح والقليوبية.. كلهم (إخوان).
.. نعم (الموضوع موضوع إخوان)من يحرض ضد مصر فى الداخل والخارج (إخوان)، من يُفجر ويرتكب جرائم ارهابية ويُفخخ السيارات (إخوان)، من يهين الجيش والشرطة - قولًا وفعلًا - صباحًا ومساءً (إخوان)، من يُشهر ضد مصر فى الخارج ويذهب للقاء نواب الكونجرس الأمريكى، ويطلب منهم منع المعونة (إخوان)، من يُصدر تقارير مشبوهة تسيء لمصر منظمات تُسَبح بحمد (الإخوان)، ومن خرج للتشهير بمصر على قناة (BBC)إخوانية ومن ساعدها على الظهور إخوانى، ومن ضللها إخوانى ومن تحالف معها إخوانى ولخدمة أهداف الإخوان الكارهين لمصر، دُعاة العنف والتكفير (إخوان)، الخونة المُتحالفون مع قطر وتركيا ضد مصر (إخوان)، من يتاجر بالدين ويخدع البسطاء ويوهمهم بدولة الخلافة المزعومة (إخوان)، من يُورد عناصر تكفيرية للاِنْضِمام لتنظيم داعش والقاعدة وكل التنظيمات المتطرفة (إخوان)، من فجر الكنائس والمساجد ورفع شعار جئناكم بالذبح (إخوان).. ولهذا أقول لكم مرة أخرى (هو الموضوع موضوع إخوان).
belaleldewy@gmail.com