علا غبور، سيدة مسيحية جميلة من تراب الوطن وأصله، تضع ١٠ ملايين جنيه لعلاج أطفال مصر من السرطان، هم أصل أرض صرح مستشفى ٥٧٣٥٧، بينما يعمل الشيخ محمد حسان حملة «المليون لحية معا نسير على خطى الحبيب» ويجمع الملايين وحتى الآن لم يعرف أحد مصير التبرعات اللى أخذها من أجل مصر.
فى العام الماضى كان احتفال فى مستشفى ٥٧٣٥٧ بالعيد العاشر لبناء المستشفى، وتم تكريم الدكتور شريف أبوالنجا، باعتبار أنه صاحب فكرة بناء المستشفى، وأنه مدير المستشفى، وتكلم الرجل عن إنجازاته والصعوبات التى قابلته فى المشروع و...إلخ.
صاحبة فكرة مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧ وأول متبرع بمبلغ ١٠ ملايين جنيه هى السيدة علا لطفى زكى، الشهيرة بـ«علا غبور» أمين عام مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال.
لقد كان مشروع مستشفى خاص لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان حلمًا يراود علا غبور، بعد أن عجز المعهد القومى للأورام عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى وموت الأطفال الصغار بالمرض اللعين، فقررت إنشاء مستشفى خاص لسرطان الأطفال، ودفعت مليون جنيه لمكتب هندسى لعمل الرسومات الهندسية للمشروع وتبرعت بمبلغ ١٠ملايين جنيه لبناء المستشفى، التى وصلت تكلفته إلى ٧٠ مليون جنيه وتولت جمعية «أصدقاء مرضى السرطان» عملية جمع التبرعات لإتمام المستشفى.
وغابت علا غبور لأول مرة عن مستشفى ٥٧٣٥٧، وعن أطفالها فى رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج، والتى لم تستمر طويلًا حيث انتهت برحيلها فى هدوء عن عالمنا فى ١٨ ديسمبر ٢٠١٢، لتضرب لنا مثلا للتفانى فى العمل الإنسانى الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى.. هكذا كتب مهاب جاهين «اعملوا حملة لإرجاع حقها». فى نفس التوقيت، طلع علينا محمد حسان، يحذر ويقول: إياكم وربطات العنق، إنها رمز للغرب الكفرة، وفى نفس التوقيت اتهم أحمد العليمى، صاحب شركة سياحية، محمود حسان وشقيقه الداعية الإسلامى محمد حسان، بالنصب عليه عبر شركتهم السياحية «السكينة ترافيل».
وبحسب المستندات، اتفق الطرفان على التعاون والتنسيق فيما بينهما فى تسفير الحجاج الرغبين فى أداء الفريضة، وتحصل «الأخوان حسان» من الأول على مبلغ ٣٥٠ ألف جنيه مقابل تسهيل حصوله على تأشيرات حج وتسفير عملاء «شركة العليمى» إلا أنهما لم يلتزما بالوعد وماطلا ولم يسددا المبلغ.
لكن الأهم هو ما كتبه الأستاذ حمدى رزق، عن مبادرة النقاط التسع التى طرحها محمد حسان للخروج الآمن لمرسى وملائه لا تستقيم على قدمين، ولا تناقش أساسا، ولا محل لها من الإعراب، لسبب وحيد أن من طرحها ليس أهلا للثقة، وإن كنت ناسى يا شيخ حسان أفكرك بمبادرة الاستغناء عن المعونة الأمريكية.
يقول حمدى رزق: يومها عمدت إلى توريط - كما تورط الآن - شخصيات معتبرة إسلاميا، أهنتها بتلك التى أسميتها «معونة العزة»، ورطت فيها الإمام الأكبر الدكتور الطيب، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والدكتور عبدالله شاكر، رئيس جمعية أنصار السنة، ومحمود الشريف، نقيب الأشراف، جميعا الآن متهمون بالنصب والاحتيال أمام محامى نيابات شرق القاهرة، فى البلاغ رقم ٣٧٥٢ لسنة ٢٠١٢، إن صح البلاغ فأنتم متهمون بجمع نحو ٦٠ مليون جنيه، لم يدخل جيب أى منهم مليم.. وأنت سيد العارفين. بلاش والنبى الشويتين بتوع مصر الإسلامية، لست حبر الأمة، ولن تكون، كل شىء انكشف وبان، فين فلوس المعونة يا شيخ حسان؟ فين الـ٦٠ مليون جنيه؟ ناس تتبرع وناس تاكل وتتكرع!.. المبادرات الإخوانية، لا تخيل على الشعب، خلينا فى المهم فين الفلوس؟ وثيابك فطهر من المال الحرام، قدم نفسك من فورك للنيابة، من تلقاء نفسك ليس محببا أن تطلبك النيابة فى البلاغ، تبقى فضيحة، قدم حساب التبرعات، وأين ذهبت؟، إن التبرعات تشابهت علينا.
لا أقبل على الإمام الأكبر ولا على الجامع الأزهر، أن يرد اسم فضيلته فى بلاغ نصب واحتيال، وليتحرك المشايخ جمعة وشاكر والشريف، وليغبروا أقدامهم إلى محامى نيابات شرق، يسألون عن البلاغ (الفضيحة) الذى قدمه رمضان عبدالحميد، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، ويتحدث عن النصب والاحتيال على الشعب المصرى بجمع نحو ٦٠ مليون جنيه، تبرعات للاستغناء عن المعونة الأمريكية، أو يحرك محامى شرق البلاغ؟.
معلوم، الإمام الأكبر ليس له فى طور المعونة ولا فى طحين حسان، حسان هو السبب، جدر البطاطا، حسان فتح صدره على الهوا زى رئيسه مرسى فى التحرير، وقال من قلب ماسبيرو (استوديو ٢٧) مقولته الخالدة «مصر لن تركع لأحد، ولن تذل أمام بضعة ملاليم».. ووعد بجمع عشرات المليارات من الجنيهات من أجل منع المعونة الأمريكية «التافهة».
بحسب البلاغ استجابت طوائف من الشعب المصرى لحملة الداعية السلفى، وقاموا بتنظيم حملات فى المحافظات لجمع التبرعات، ونسب مقدم البلاغ إلى أحد رجال الأعمال -رفض ذكر اسمه- تبرعا بمبلغ أربعين مليون جنيه، فيما تبرعت إحدى الشركات المصرية بمبلغ عشرين مليون جنيه، مؤكدا أن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، أشاد بمبادرة حسان بجمع تبرعات بما يساوى قيمة المعونة الأمريكية، مشيرا إلى التسهيلات للمبادرة المعروفة باسم (صندوق العزة)، وبعد أن تم الإعلان عن جمع أكثر من ٦٠ مليون جنيه فى فترة قصيرة هدأت فعاليات الحملة ولم نسمع أى شىء عن هذه الملايين، التى تم جمعها من الشعب المصرى، ولا نعرف أين ذهبت، ومن المستفيد منها.
انتهى كلام الاستاذ «حمدى» ويأتى السؤال الصعب، من سيدخل الجنة؟؟!
محمد حسان فى سيارته «الهامر» فى طريقه لإلقاء محاضرة عن الزهد وإيثار الفقراء.. أم السيدة الجميلة علا غبور عند ربها تتلقى الزهور من رب العالمين، دون أن يفكر أحد فى إطلاق اسمها على تلك المستشفى التى كان لها حجر الأساس فيها.