• بلا شك أن هناك مجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية تشهدها انتخابات رئاسة الجمهورية حاليا، وهى انتخابات ٢٠١٨ تختلف عن المتغيرات التى جرت فى ظلها انتخابات الرئاسة فى ٢٠١٤، وفى مقدمتها أن الموقف العدائى الخارجى من بعض القوى الدولية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى من ثورة ٣٠ يونيه وترشيح المشير السيسى وقتها، قد تغير بشكل كبير فى الانتخابات الحالية إلى مرحلة القبول والتأييد..
• وهذا التغيير لم يحدث حبًا فى مصر وشعبها، كما يعتقد البعض، ولكن بسبب مجموعة من السياسات المهمة التى اتخذها الرئيس السيسى على مدار السنوات الأربع الماضية فى رسم سياسة خارجية لمصر متوازنة، ووجه العديد من الرسائل العاقلة والرشيدة والقوية لقادة وأنظمة هذه الدول دفعتهم إلى إحداث هذا التغيير..
• كما أن من بين هذه المتغيرات أيضا أن جماعة الإخوان الإرهابية تلقت العديد من الضربات الأمنية والقضائية القوية على مدار هذه السنوات، كما تلقت صفعات خارجية وحالة من النفور لها من جانب بعض القوى المتعاطفة معها بسبب امتداد العمليات الإرهابية إلى حلفاء الجماعة ودواعشها فى قلب عدد من العواصم الأوروبية، مما جعل هذه الجماعة حاليا فى حالة من الوهن والضعف وافتقادها لكثير من عناصر قوتها التى كانت تملكها فى خلال انتخابات ٢٠١٤..
• أيضا من بين هذه المتغيرات استكمال عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة الدستورية وممارستها لصلاحيتها ودورها وفى المقدمة المؤسسة التشريعية التى كانت غائبة فى عام ٢٠١٤؛ حيث أجريت الانتخابات البرلمانية وتم انعقاد برلمان ٣٠ يونيه فى ٢٥ يناير ٢٠١٦، ومارس دوره التشريعى والرقابى بل مارس نوابه حقهم الدستورى فى تقديم استمارات تزكية للمرشحين الرئاسيين السيسى وموسى..
• ولعل وجود مجلس النواب حاليا فى ظل انتخابات ٢٠١٨ منح نوابه فرصة لإثبات وجودهم على أرض الشارع المصرى من خلال دوائرهم الانتخابية وتصدر المشهد الانتخابى فى جميع المؤتمرات التى عقدت وستعقد خلال فترة الدعاية الانتخابية، ومحاولة إبراز وإظهار ما حققه مجلس النواب من إصدار تشريعات لصالح المواطنين المصريين، وهو ما يطلق عليه تشريعات ولاية السيسى الأولى..
• والتنافس الشديد حاليا بين نواب الشعب فى تنظيم وعقد المؤتمرات الانتخابية والدعائية للرئيس السيسى لا يجب أن يقف عند حد إلقاء الخطب الرنانة وترديد الهتافات المعروفة، أو تسليط الأضواء الإعلامية على النائب صاحب الدعوة للمؤتمر، بل يجب أن يتجاوز ذلك كله إلى ما هو أهم..
• فالأهم والمطلوب من جانب النواب ليس فقط حشد المواطنين فى سرادق المؤتمر الانتخابى، ولكن الترتيب والإعداد والتخطيط لحشد الناخبين أمام لجان التصويت الانتخابية بنفس الحماس والقوة، وطرح مبررات مقنعة للمواطن للمشاركة فى العملية الانتخابية بعيدا عن أى محاولات لإظهار العقوبة القانونية لمن يتخلف عن الإدلاء بصوته..
• فمهمة ومسئولية نواب الشعب أيضا هى شرح آثار القوانين التى أصدرها المجلس على المواطن ومستقبله ووضعه الاقتصادى بعيدا عن محاولات التهوين أو التهويل، وإجراء حوار حر وصريح وشجاع مع المواطنين، والاستماع لآرائهم بكل حرية، والرد على استفساراتهم بكل صراحة، وإعلان الحقائق كاملة للمواطنين..
• فنواب الشعب عليهم فى هذه الأيام وخلال فترة الدعاية لانتخابات الرئاسة، أن يوضحوا للمواطنين كيف كنا فى ٢٠١٤، وكيف أصبحنا الآن فى ٢٠١٨، ولماذا أصدر مجلس النواب بعض القوانين التى حملت المواطن أعباء مالية، ومنها قانون «الضريبة المضافة»، وارتباط هذا القانون بخطة وبرنامج الإصلاح الاقتصادى..
• ولا يجب بأى حال أن تتحول المؤتمرات الانتخابية إلى مؤتمرات للدعاية الشخصية للنواب، وبخاصة الذين هجروا دوائرهم وفقدوا شعبيتهم، ولكن يجب أن تتحول إلى بداية لمصالحة النواب لأبناء دوائرهم وتقديم عهد جديد لهم، وأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية من أجل مصر، ولإسقاط مخطط المشككين والمتربصين بمصر من الداخل والخارج..
• ومن خلال عمليات المتابعة والرصد للدور الذى يقوم به النواب حاليا، فإن هناك مجموعة من النواب يلعبون دورًا مؤثرًا وقويًا وفعالًا أذكر منهم الدكتور عبدالرحيم على، الذى يقوم بدور مزدوج فى الداخل والخارج لمواجهة وإحباط مخططات العداء لمصر وشعبها، وتوجيه سهام قاتلة لجماعة الإخوان الإرهابية والنظام القطرى المتآمر على شعب مصر، بل على الأمة العربية وبخاصة دول الخليج العربى..
• كما أذكر بكل حيادية وأمانة النواب محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة، وعلاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان، والدكتورة ألفت كامل رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «مصر الحديثة»، ونائب إمبابة طارق حسانين وزميله بالدائرة إيهاب الخولى، والنائب مصطفى بكرى، ومحمد زين وعماد محروس ومحمد الدامى على أرض البحيرة، ومحمد الكورانى وكمال أحمد على أرض الإسكندرية، ومحمود نبيه ويسرى المغازى ووحيد قرقر ونبيل الجمل على أرض الدقهلية، وأحمد حلمى الشريف على أرض سوهاج، وياسمين أبوطالب وعماد سعد على أرض الفيوم، ومجدى بيومى ببنى سويف، ومحمد المسعود وأمين مسعود وحاتم باشات على أرض القاهرة، والدكتورة شيرين فراج ومارجريت عازر.