الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان وحرق الذاكرة الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المقال السابق لى دار حول تغذية عقول المصريين بمعلومات موزعة برعاية وتوصية من الحكومات.. وهو ما يلقى الضرر بعملية بناء العقل. ويلحق أشد الضرر بالمواطن فى ظل معرفة ما يترتب عليه تزوير الحقائق من تداعيات خطرة تؤثر على البلد وتهدد مستقبله.. والتزوير هنا بشأن الأحداث السياسية والمواقف المرتبطة بها فيما يسمى التاريخ.. كما حدث مع من زوروا ووضعوا عملية اغتيال الملك فاروق معنويًا.. وتشويهه بين الناس.. واعتمد هؤلاء على أكاذيب وتفننوا فى اختراع مبررات التشويه من انحرافات شخصية إلى استيراد أسلحة فاسدة، لتنفجر فى يد القوات المصرية.. وتسابق صحفيون إلى البحث عن كل ما يؤدى إلى وصف نظام حكم فاروق بالفساد.. تصور شخص عمره ٦٢ سنة على الأكاذيب.. فى السينما تم حجب صورة الملك فاروق وتمت تغذية الصغار بأوراق تحمل مواقف ضد الملك والحاشية والنظام الملكى بشكل عام، وكأنه كان عهدًا فاسدًا بما فيه.. نفس الأمر تكرر أيضًا مع الرئيس محمد نجيب والذى حرص الرئيس السيسى أن يعيد إليه الاعتبار بإطلاق اسمه على أهم قواعد الغرب.. وقد استقبل القرار الشباب بدهشة وأنا منهم، وكنت أسال نفسى: لماذا اغتالوا سمعة اللواء؟
كرر الرئيس السادات الأمر ذاته فجرد ستاد القاهرة من اسم ناصر.. واشتبك سياسيًا مع أسلوب حكم ناصر.. بينما كان الرئيس مبارك حذرًا مع الإرث الساداتى.. ولوحظ وجود اسم السادات على محطة المترو وصوره فى الأعمال العسكرية والإعلام الحكومى والسينما.. بينما بعد أن تولى مرسى قامت هوجة على كل ما قدمه الرئيس مبارك بدأ باغتيال معنوى للرجل بنزع صوره من أى مكان أو لوحة افتتاح لمشروع.. ناهيك عن تشويه أى مشروع تم فى فترة حكمه.. نزعوا صوره أثناء حرب أكتوبر وجردوه حتى من أدواره البطولية كرأس للنظام، لدرجة أن تحرير سيناء ولحظة رفع مبارك لعلم الوطن لحظة التحرير لم ينقلها التليفزيون الرسمى.. الإخوان أرادوا تزوير التاريخ وشطب كل أعمال من اختلفوا معه.. ومنحوا خصوم الرئيس مبارك كل الفرص لتشويه الرجل من صنع اتهامات لقتله فى عقل الشعب، مثل أن ثروة الرئيس مبارك وصلت لـ٧٥ مليار دولار مهربة.. وأن ولديه علاء وجمال ثروتهما بالخارج وصلت إلى ١٥ مليار دولار.. الآلة الإعلامية الإخوانية وأنصارها كانت تطبق خطط الاغتيال المعنوى لمبارك وولديه لحد تقليب المجتمع عليه وحرق مسيرته.. وتغذية العقول الشابة بأنواع معينة من الثقافة تضمن للإخوان السيطرة على تلك الفئة لجذبها للجماعة.. وزراء مبارك لم ينجوا من خطط وشائعات المزورين للتاريخ من الأقلام الإخوانية والمتطوعين للمساندة من الانتهازيين أو جواسيس الأنظمة العالمية المتورطين فى خلق حالة الفوضى.. محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، نشروا أنه أدخل خط مياه لمنزله بمدينة كفر شكر دون أن يدفع المصروفات.. وهات يا هجوم.. واتضح أن الوزير دفع ٤٥ ألف جنيه بإيصال. ودفع سامح فهمى، وزير البترول والثروة المعدنية، ضريبة مؤلمة، ومعه أنس الفقى، وزير الإعلام الأسبق، والمغربى وسرور.. ما أريد أن أقوله إن التاريخ ولأول مرة ينصف المسئولين فى أقل فترة زمنية.. مبارك لم يقتل المصريين، ولم يسرق شعبه.. وسامح فهمى لم يتربح وعمله كان المهم للمستقبل.. والفقى لم يخطئ عندما منح الإشارة التليفزيونية مجانًا فى مباريات الكرة للفضائيات.. وأن خطط وعمل وزراء مبارك كان فى حدود خدمة البلد.. التاريخ أنصف الكثيرين فى معركة الجمل والمواقف وحرق الأقسام وغيرها.. والتاريخ هنا هو الضمير.. حتى الأقلام التى تسابقت لاغتيال نظام مبارك ورجاله كعربون للحصول على حالة الرضا من حكم الإخوان انهزموا وانكشفوا لأسباب.. إن نظام الرئيس السيسى لم يتبنَ خطة حرق مبارك ونظامه لا معنويًا ولا قضائيًا بل ترك القضاء ليقول كلمته.. دون تدخل وهى المرة الأولى التى يمتنع فيها نظام من حرق نظام سابق.. وأعتقد أن الرئيس السيسى مهتم بأن يكون بناء البلد من كل النواحى.. الوطن والمواطن.. بتوفير فرص العمل والمسكن والوظيفة، وأيضًا قيم اجتماعية تحمل التنمية.. أعتقد أن التغيير الذى نعيشه مهم.. إنه تغيير ملهم للشخصية يحميها من التزوير.. حتى لو كان بطيئًا وغير ملحوظ ليتلاءم مع مانعيشه من احتقان.. لدىَّ ثقة بأن السيسى، وهو رئيس قوى، لن يسمح بتزوير العقول، ولن يمنح أيًا من المقربين الموافقة على اغتيال أى شخصية مصرية عملت لصالح الوطن.. إنه يرسى قواعد لمجتمع صحى.