صرحت مصادر دبلوماسية أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدأت تحقيقًا يوم الأحد في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة بالغوطة الشرقية المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية لتحديد ما إذا كانت ذخائر محظورة قد استخدمت.
وقالت المصادر إن المنظمة ستحقق في هجمات من بينها هجوم وقع يوم الأحد قالت السلطات الطبية إنه أسفر عن قتل طفل وسبب أعراضا مشابهة لأعراض التعرض لغاز الكلور.
وقال زعماء سياسيون في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا هذا الشهر إنهم سيدعمون القيام بتحرك عسكري ضد دمشق إذا ظهر دليل على استخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيماوية.
ويأتي التحقيق الذي يجريه فريق تقصي حقائق تابع للمنظمة في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات السورية المقاتلة قصف الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء رغم دعوة روسيا إلى وقف للقتال لمدة خمس ساعات يوميا للسماح لنحو 400 ألف شخص يعيشون هناك تحت الحصار من مغادرة المنطقة.
وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها إذ ليس لديها سلطة الحديث عن العملية على الملأ.
واستخدام الكلور كسلاح كيماوي محظور بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي أبرمت عام 1997. ويتحول غاز الكلور عند استنشاقه إلى حامض الهيدروكلوريك في الرئتين ويمكن أن يؤدي للوفاة بسبب السوائل المتراكمة في الرئتين نتيجة لذلك.
وتهدف أحدث مهام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى تحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت في انتهاك لتلك المعاهدة التي وقعت سوريا عليها عام 2013 بعد مقتل المئات في هجوم كبير بغاز السارين في الغوطة.
ولن تحدد المنظمة الجهة المسئولة عن الهجوم.
وقالت المنظمة ردا على سؤال عن التحقيق في هجمات الغوطة "الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تواصل فحص كل المزاعم التي يعتد بها عن استخدام أسلحة كيماوية سواء نشرت في وسائل الإعلام أو جاءت من مصادر أخرى بما في ذلك أحدث المزاعم".
وقالت المصادر إن فريق المنظمة لا يعتزم السفر إلى الغوطة لدواع أمنية لكنه سيجمع أقوال شهود وصورا وتسجيلات مصورة وسيجري مقابلات مع خبراء طبيين. وكان مفتشو المنظمة تعرضوا لكمائن خلال زيارتين سابقتين لهم عامي 2013 و2014.
وشكلت الأمم المتحدة ما يعرف باسم "آلية التحقيق المشتركة" بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات بأسلحة كيماوية وخلصت هذه الآلية في عام 2016 إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي ثلاث مرات.
وخلصت العام الماضي كذلك إلى أن قوات الحكومة السورية كانت وراء هجوم بغاز الأعصاب سارين على بلدة خان شيخون والذي قُتل فيه أكثر من 80 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال.
وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في أبريل نيسان قائلة إن قوات الحكومة السورية استخدمتها في الهجوم على خان شيخون.
وتنفي سوريا وحليفتها الوثيقة روسيا، التي تقدم الدعم العسكري للقوات الحكومية، استخدام أسلحة كيماوية وتتهم مقاتلي المعارضة بذلك.
وأصبح استخدام الأسلحة الكيماوية ممنهجا في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ سبعة أعوام إلا أن الانقسامات السياسية بين الدول الغربية وروسيا تعوق الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتحول دون اتخاذهما إجراءات ضد من ينتهكون القانون الدولي.
واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد تجديد تفويض البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.