أكد المجلس الاستشاري للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، رفضه القاطع للخطوات الإسرائيلية بشأن الكنائس بالقدس، لافتًا إلى أن تلك الخطوات لا تتوافق مع الموقف التاريخي للكنائس في المدينة المقدسة وعلاقاتها مع السلطات المدنية، معربًا عن تأييده الكامل لخطوة رؤساء كنائس القدس الاحتجاجية والاستثنائية، المتمثلة في إغلاق أبواب كنيسة القيامة.
وقال المجلس، في بيان، اليوم الاثنين: إنه تابع بقلق شديد بيان بلدية القدس الإسرائيلية، الذي أعلنت من خلاله فرض ضرائب الأملاك (المعروفة بالأرنونا) على الكنائس، وقيامها بالحجز على ممتلكات الكنائس وحساباتها البنكية بحجة عدم دفع ضريبة المسقفات.
وأضاف أن الكنائس معفاة من دفع الضرائب عبر قرون من الزمن، وقد اعترفت السلطات المدنية دائمًا واحترمت الدور الكبير الذي تقوم به الكنائس المسيحية لخدمة المجتمعات المحلية من خلال مشاريعها ومبادراتها المتنوعة والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات، والتي تصرف في بناء المدارس والمستشفيات، والمنازل والجمعيات الخيرية، والتي كثير منها مخصص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والعائلات المحتاجة والفقيرة.
وذكر المجلس، في بيانه، أن مثل هذه القرارات ستقوّض الطابع المقدس لمدينة القدس وهويتها الحاضنة للجميع، كما ستضعف قدرة الكنائس على القيام بدورها ورسالتها في الأرض المقدسة، وستعرِّض دورها للخطر، وستضع المزيد من الضغوطات على المسيحيين في القدس والأراضي المقدّسة، ممّا يشكل تهديدًا لحضورهم التاريخي والعريق.
وأعرب المجلس عن تأييده الكامل لخطوة رؤساء كنائس القدس الاحتجاجية والاستثنائية المتمثلة في إغلاق أبواب كنيسة القيامة، قِبلة ملايين الحجاج القادمين من مختلف مناطق العالم، ريثما يتم احترام الوضع القائم التاريخي، وعدم المساس بطبيعة مدينة القدس وطابعها المميّز والفريد.
وفي الوقت الذي يقدّر فيه المجلس الاستشاري قرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بإدانة القرار، يطلب من المجتمع الدولي بكل مكوناته ومؤسساته إدانة بيان "بلدية القدس" والضغط على حكومة إسرائيل وبلدية القدس للتراجع عن هذا القرار.
ويدعو المجلس إلى الالتفاف حول القيادة الهاشمية صاحبة الوصاية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى دعوة المجتمع الدولي، والعواصم الروحية، إلى ضرورة التحرّك إزاء القرارات الإسرائيلية الأخيرة، في مسعى حثيث ومُلحّ للحفاظ على الوضع التاريخي لمدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، بوصفها مدينة للسلام والتآخي والتضامن بين مختلف أبناء الديانات.