السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اسمُه عبدالفتاح السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- فى ليلة تنصيب اللواء عبدالفتاح السيسى مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع فى (٢٨ يناير ٢٠١٠) قال جُملًا قصيرة جدًا لكنها مُعبِرة عن رؤية ثاقبة ومُبكرة للأحداث والتطورات ومنها: أعاهِد الله والوطن أننى سأظل دائمًا محافظًا على الأمانة التى وُضِعَت فى أعناقى لحماية الوطن من أية مخاطر أو تهديدات لِتظل راية مصر عالية خفاقة.. ومن يومها، اتخذ «اللواء عبدالفتاح السيسى» من هذه الكلمات شعارًا له وخريطة طريق له، ووضع مصر فى عُنِقِه.. كان الجميع يعلم أن «اللواء السيسى» معروف فى الجيش، وذائع الصيت لدى جميع القيادات والضباط بأنه (رجُل عسكرى من الطراز الأول)، فقد كان يقول لضباطه نصًا (لازم تعرفوا إن الجيش مُستهدف)، وتمُر الأيام والشهور ويُصبِح «اللواء السيسى» وزيرًا للدفاع، وحاول لم شمل القوات المسلحة ورفع معنوياتها، وزيادة الكفاءة القتالية، ومتابعة عمليات التدريب، وعقد لقاءات متوالية مع زملائه وأبنائه من قيادات وضباط القوات المسلحة وكان دائمًا يُردد جُملًا شديدة الروعة ويقول لهم نصًا (جيشنا مُستهدف، البلد عايزانا رِجالة، لازم كُلنا نبقى إيد واحدة من حديد).
- كانت هذه المرحلة من تاريخ مصر صعبة، وشديدة الخطورة، كانت المخططات الخبيثة تتم فى شمال ووسط سيناء، وكانت الفوضى تعُم أرجاء البلاد، لكن تماسُك الجيش كان كلمة السر فى بقاء الدولة المصرية صامدة فى مواجهة التحديات المهولة، وأراد أهل الشر أن يعبثوا فى سيناء ويُمهدوا الطريق لإنشاء معسكرات تدريب للإرهابيين برعاية أباطرة التطرّف الذين يسمون أنفُسهم _ زورًا وبُهتانًا _ جهاديين، وهم فى الحقيقة متطرفون وتكفيريون وأقرب إلى تنظيم القاعدة من حبل الوريد، وجاء إلى هذه المعسكرات متطرفون من جميع أنحاء العالم، واعتُبِر «جبل الحلال» بأنه (جبل تورا بورا)، وكانت مؤسسة الرئاسة فى ذلك الوقت تُشرف على تسكين الإرهابيين وعائلتهم فى شمال سيناء وتمنحهُم كل الرعاية والدعم، وانتشر السلاح فى شمال ووسط سيناء، وتشكلت تنظيمات متطرفة كلها تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وكانت يد الأمن مغلولة، ومُنِعت القوات المسلحة من تطهير سيناء، وزادت أعداد الأنفاق بدرجة غير مسبوقة تؤثر على الأمن القومى للبلاد، ومِرارًا وتِكرارًا رُفِعَت أعلام تنظيم القاعدة، وكُتبت عبارة (كتائب «القسام» عائدة ) على جُدران المنازل فى رفح والشيخ زويد والعريش.. كان هذا هو الحال فى شمال ووسط سيناء ، فقد أرادوا لسيناء أن تكون خارج سيطرة الدولة المصرية وتكون مصدرًا لتهديد الدول المحيطة بِنَا، ويتم تصدير الإرهاب منها للمنطقة بأكملها، وهذا سيجعل مصر (دولة فاشلة) أو (دولة مُقبِلة على الفشل) والتى تُعنى: الدولة غير قادرة على حماية جزء من أراضيها وتعتبر مُصدرة للإرهاب وتتدخل الأمم المتحدة فى شئونها، وقتها سيتم إحراج الجيش.. كان هذا هو المُخطط والمُستهدف.
- فى ذلك الوقت، تصاعدت حدة التوترات داخل مصر، لكن الجيش كان على قلب رجُل واحد اسمُه (عبدالفتاح السيسى) وقال: الجيش مِلِك الشعب لا مِلِك رئيس سابق ولا رئيس حالى وطول ما الشعب راض عن أداء الرئيس يبقى الجيش مع الرئيس. 
- اسمُه (عبدالفتاح السيسى) الذى خرج ببيان أعطى فيه مُهلة أسبوعا لرأب الصدع بين القوى السياسية والوصول لحد، ولم يخف أو يرتعِد أو يرتعِش، ولم يقُل إنه وزير دفاع الجماعة التى تُسيطر على القصر الجمهورى، لكنه قال وبكل صراحة (الجيش يحافظ على الأمن القومى للبلاد فقط، ويحافظ على إرادة المصريين وينبُض بما ينبُض بِه الشعب)، وخلال تلك الفترة زادت وتيرة تهديدات الجماعة الإرهابية التى سكنت القصر الجمهورى وزادت فى المُقابل وتيرة الرفض الشعبى لمن تأتى له التعليمات من مكتب الإرشاد بالمقطم، ونزل الشعب المصرى بأعداد تجاوزت الـ ٣٣ مليونا فى شوارع وميادين مصر، فنزل الجيش للتأمين وللمحافظة على البلاد، وانتظر الجميع أى استجابة من القصر الجمهورى لكن دون جدوى بل بالعكس كانت التهديدات تتزايد ضد المصريين الذين رفضوا حكم المُرشد، وتوعد الإرهابيون الشعب المصرى الذى خرج ضد حكم المُرشد.. وفعلها (عبدالفتاح السيسى) وانتصر للشعب الجريح، الذى خرج من هذه الأزمة والكبوة ولسان حالة يقول (مُنِقِذ مصر اسمُه «عبدالفتاح السيسى»)، ومن يومها وتحول «السيسى» إلى «المُنِقِذ السيسى»، ونتيجة لتربية الجماعة الإرهابية على الغدر والخيانة أرادوا إشعال البلاد بالتطرف والعنف، وخرج «السيسى» ليقول للشعب المصرى (اخرجوا يا مصريين أعطونى تفويضا وأمرا لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل)، وقتها قال المصريون (وجدناه، واخترناه زعيمُنا)، وتحول «السيسى» إلى «الزعيم السيسى».
- تعلق المصريون بالسيسي، وطالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية وأعطوا له أصواتهم ونزل أكتر من ٢٥ مليون مصرى أدلوا بأصواتهم للسيسى، وطوال ما يقرب من أربع سنوات واجه السيسى تحديات ومخاطر وتهديدات، ونجح فى صون مصر وحمايتها، وتثبيت أركان الدولة ومؤسساتها وهيئاتها، وعاد الأمن والأمان، وعادت أم الدنيا تُطِل برأسها على العالم، تؤثر فى جميع القضايا الإقليمية والعربية، كِلِمتها مسموعة، مكانتها محفوظة، دولة كبيرة ذات ثِقل كبير فى المنطقة كلها، جيشها العاشر عالميًا، ورئيسها السيسى ناجح ومحافظ على أمنها القومى. 
- صِدق «السيسى» فى كل تصريحاته مع الشعب بات واضحًا، فقد قال فى البداية: ليس لدى ما أقدمه سوى العمل، وسنعمل معا يا «مصريين» ومحتاج وقفتكم جنبى.. أيقن المصريون أنهم أمام تحد كبير وقبِلوا التحدى، ووقفوا مع زعيمهم، والنتيجة يراها كل من له عينان، مساكن شعبية للغلابة، مدن جديدة، عاصمة إدارية، مزارع سمكية، صِوب زراعية، زراعة مليون ونصف فدان، قناة السويس الجديدة، أنفاق جديدة تحت قناة السويس، طرق وكبارى، ومشروعات بترولية مُثمرة، واحتياطى نقدى فى البنك المركزى، وتعاف للاقتصاد، وزادت الصادرات ونقص الاستيراد. 
_ والآن: ونحن مقبولون على مرحلة جديدة وينظُر لنا العالم نظرة مُغرِضة، علينا التكاتف لعبور هذه المرحلة ونخرُج للإدلاء بأصواتنا ونحتفل لتكون انتخابات الرئاسة فرصة لتجديد ثقتنا بثورة ٣٠ يونيو التى وضعت لنا طريقنا الذى نمشى فيه للمستقبل، لا ننظُر للخلف، متوكلين على الله، عاقدين العزم على السير نحو بناء بلدنا مهما واجهتنا الظروف العاتية والمتاعب، مؤمنين بأن الله معنا وسيُنجينا من شرور أعمال أهل الشر.