السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عاجل إلى وزير الأوقاف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل بضعة أشهر.. كتبت عن وقائع فساد فى مديرية أوقاف الشرقية، لكن الرسالة لم تصل إلى الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، لأنه من غير المنطقى أن تصله الرسالة ولا يحرك ساكنًا، وقبل أيام كانت واقعة إلقاء الرقابة الإدارية القبض على وكيل منطقة أوقاف الشرقية متلبسًا برشوة، وهذه الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، لأن بوابات الفساد فى وزارة الأوقاف كثيرة، ومفتوحة على مصراعيها منذ عشرات السنين، وهو ما يلقى بأعباء أكبر على جهاز الرقابة، الذى حقق فى الأيام الأخيرة ضربات كثيرة ومتتالية فى محافظة الشرقية.
أبرز بوابات الفساد فى وزارة الأوقاف، كان بناء الزوايا التى انتشرت فى ربوع مصر، فإلى جانب أن أغلبها كانت أوكارًا للمتطرفين، كانت أوكارًا أيضًا للفسدة الذين عزفوا على أوجاع الباحثين عن وظيفة، وضعوا للعامل تسعيرة تختلف عن تسعيرة مقيم الشعائر، فانتفخت جيوبهم بملايين الجنيهات، غير عابئين بشاب باع ما يملك من قراريط، أو آخر استدان أو باع ماشيته حتى يدفع ثمن الوظيفة، ولأن المعروض من الوظائف لم يكن كافيًا، وجد الفسدة أنفسهم فى مأزق، لأنهم مطالبون بتوفير وظائف لكل من دفعوا، وبعد أن قررت الوزارة وقف بناء الزوايا، ونفذت صلاحية عمليات التسويف، استخدم الفسدة التهديد تارة والإنكار تارة أخرى رغم أن بعضهم وقع على إيصالات أمانة لقلة من الضحايا.
عشت تفاصيل بعض هذه الوقائع، ونجحت فى استرداد ما دفعه أحد الشباب، لكنى فشلت فى استعادة حقوق الكثيرين، هددت باللجوء للوزارة، فكان الرد صادمًا (أعلى ما فى خيلك إركبه) ثم حاول أحدهم إثنائى عن تصعيد الأمر، فأكد لى أن وزير الأوقاف هو السبب فى المشكلة، لأنه أوقف ضم الزوايا للوزارة، لذلك سوف ننتظر إقالته حتى نتمكن من توفير وظائف لمن دفعوا ولم يحصلوا على وظيفة، ثم أكد آخر أن الوزارة على علم بأننا نجمع الأموال من الشباب مقابل توظيفهم، ولا يوجد ما يمنع ذلك لأننا نبنى الزوايا لتوفير فرص عمل.
كنت على يقين من أن الوزارة لا علم لها بما يجرى، فأشرت إلى بعض من هذه الوقائع فى مقال سابق عسى أن تصل صرخات الضحايا لمن يهمه الأمر، لكنها لم تصل، فوجدت فى واقعة القبض على وكيل منطقة الأوقاف فرصة لإعادة الكتابة، ربما تحتاج الرسالة إلى إلحاح حتى تصل لمن يرغب فى إعادة الحقوق إلى أصحابها، خاصة أن من بينهم من فقد بصره، ومن مات وترك أطفاله المعاقين لزوجة مريضة لم تعد قادرة على الخدمة فى البيوت لتوفير نفقات أطفالها.
منذ أيام أعلن الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، أن الوزارة أغلقت ٢٠ ألف زاوية، وبالتأكيد سوف يترتب على ذلك تسريح الآلاف من العاملين بهذه الزوايا، لأنهم لم يوقعوا عقودًا مع الوزارة، فقط دفعوا كل ما ادخروا للمتاجرين بأحلام البسطاء، الذين لم يضعفوا أمام بكاء شاب أو نحيب أرملة.
صرخات ضحايا التوظيف فى وزارة الأوقاف كثيرة، صمت رؤوس الفساد آذانهم عنها، فهل يسمعها الدكتور مختار جمعة؟