الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمريكا تقسم سوريا بعد السودان والعراق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ تنفيذ المشروع الصهيوأمريكى بتقسيم الدول العربية فى السودان الشقيق عام ٢٠١١ بعد إصرار أمريكا على إجراء الاستفتاء الذى قسم السودان الواحد إلى اثنين شمال السودان وجنوبه، وبالتأكيد الصراع احتدم بين الدولتين من أجل الثروات وما نتج عنه أيضا من صراع عرقى وديني، وهو ما أدى إلى ضعف الدولتين واستنزاف مواردهما.
وفى ٢٠٠٣ فى عهد بوش الابن قررت الولايات المتحدة وبريطانيا غزو واحتلال العراق بحجة وجود أسلحة كيماوية كما جاء فى تقرير البرادعى آنذاك، وأول ما فعلته الدولتان المستعمرتان فى العراق تدمير البنية التحتية وتفكيك وتسريح الجيش العراقى وتدمير آلته العسكرية الثقيلة بمزاعم نشر الديمقراطية والحرية، ودفعت الولايات المتحدة بالتنظيمات الإرهابية التى صنعتها مثل الإخوان وداعش، وعاش العباد والبلاد فى الفوضى الخلاقة يتنازعها الإرهاب من ناحية، ومحاولة تقسيم العراق إلى سنة وشيعة وأكراد من ناحية أخرى، واستمرت الفوضى والخراب والتدمير وضياع ثروات البلاد وأكثر من ١٥ عامًا حتى تم تحرير العراق من الإرهاب.
ومن أجل محاولة فرض واقع تقسيم العراق أصدر الكونجرس الأمريكى فى ٢٠١٣ قراره المشين بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: السنة والشيعة والأكراد.. لكن إرادة الشعب العراقى رفضت التقسيم برغم المحاولات والمؤامرات التى لا تزال تحاك من الشيطان الأمريكى حتى اليوم.
والتاريخ الحديث يؤكد لنا أن هناك علاقة وثيقة بين أكراد العراق وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد اتخذت الولايات المتحدة ذريعة محاربة العراق لتنظيم داعش الإرهابى وأرسلت شحنة ضخمة من الأسلحة للأكراد فى العراق، بدلا من أن ترسلها للجيش العراقى لمحاربة «داعش»، أيضا إسرائيل بعد احتلال أمريكا للعراق وسقوط صدام، أرسلت المئات من الأكراد اليهود ليستوطنوا فى كردستان، وقاموا بشراء العديد من الأراضى خاصة على الحدود العراقية السودانية.
ولا يخفى على أحد العلاقات الوطيدة بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وزعيم كردستان فى العراق مسعود بارزاني.
وبحسابات الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن انفصال الأكراد كإقليم عن العراق سوف يؤدى إلى صراع دموى فى العراق والمنطقة، يؤدى فى النهاية إلى مشروع التقسيم، وهذا هو الهدف من المؤامرة الصهيوأمريكية.
ومن أجل تنفيذ مؤامرة التقسيم قررت الولايات المتحدة صناعة ورعاية التنظيمات الإرهابية والتمويل بالمال والسلاح من خلال أدواتها فى المنطقة: قطر وتركيا، وهذه التنظيمات هي: القاعدة وداعش والإخوان.
وقد اعترف الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أمام الكونجرس بأنه قدم لتنظيم الإخوان الإرهابى ٨ مليارات دولار لتنفيذ مخطط التقسيم فى مصر واستقطاع جزء من شمال سيناء للفلسطينيين فى غزة لتتوسع إسرائيل فى الأرض المحتلة على حساب مصر، لكن ثورة ٣٠ يونيو أسقطت الحكم الفاشى ومشروع التقسيم.
أيضا هيلارى كلينتون اعترفت فى مذكراتها بأن الولايات المتحدة هى التى صنعت داعش من أجل تنفيذ المخطط الصهيوأمريكى بتقسيم سوريا والعراق بمساعدة حلفاء الشر والإرهاب تركيا وقطر.
وقد كشف سامح شكرى وزير الخارجية المصرى فى ميونخ بألمانيا النقاب عن الدول التى تصنع الإرهاب وتأويه وترعاه عندما قال: «كيف يمكن للتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق أن تعبر الحدود بعد هزيمتها لتذهب إلى ليبيا وسيناء؟!».
وقد أشارت بعض وكالات الأنباء العالمية إلى أن الولايات المتحدة قامت بنقل باقى تنظيم داعش الإرهابى من سوريا والعراق إلى مكان غير معلوم.
وعندما يعترف أردوغان زعيم الإرهاب التركى صراحة بأن الإرهابيين الذين فروا من العراق وسوريا يتلقون تدريبات فى تركيا وسوف يرسلهم إلى سيناء، نستطيع أن نتأكد أن تنظيم داعش الإرهابى كان فى حماية الولايات المتحدة ورعايته ودعمه والحفاظ عليه، ليكمل مهمته الحقيرة فى ليبيا وسيناء.
وقد كشفت الولايات المتحدة عن وجهها القبيح والحقير فى زيارة تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة مؤخرًا، عندما عرض على الرئيس السيسى صفقة رخيصة بخروج «داعش» من سيناء آمنين مقابل مليار دولار تدفعها الولايات المتحدة لمصر لمساعدتها فى حربها ضد الإرهاب، وبالطبع كان رد الرئيس السيسى بالرفض القاطع.
ولا تزال الولايات المتحدة مستمرة فى محاولات تقسيم الدول العربية خاصة سوريا بالتنسيق مع أردوغان ديكتاتور تركيا، وهو ما دفع لافروف وزير الخارجية الروسى للتصريح بقوله: إن الولايات المتحدة تخطط بوجودها العسكرى فى سوريا إلى تقسيمها.
والحل الوحيد لمواجهة مؤامرات المشروع الصهيوأمريكى بتقسيم الدول العربية هو أن يتحد العرب من أجل القضاء على الإرهاب وحل مشاكلهم من خلال الجامعة العربية.. هل يمكن أن يحدث ذلك؟ نتمنى من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية فى العراق وسوريا وليبيا واليمن.