تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مصر تعرضت لعدد من الهزات الاجتماعية والسياسية.. وقد وصلتنا عبر تسجيلها فى الكتب أو غيرها.. ولأننا لم نعشها.. اكتفينا بترديد المكتوب عنها.. ولم نحاول التدقيق.. وكان من المسلم به أن نقنع أنفسنا بما يصلنا من معلومات أو وجهات نظر.. وجيل بيسلم جيل.. وتزداد الثقة بقدم المكتوب والمعلومة.. بصرف النظر عن غياب أو حضور مصداقية المعلومة
الآن هناك حداثة فى كل عناصر التوثيق، وبالتالى تغيرت قواعد عملية كتابة التاريخ تمامًا.. لأن أفلام اليوتيوب موجودة.. وأيضًا اللاعبون الأساسيون موجودون.. والحوارات واللقاءات قبل وأثناء وبعد البث موجودة وموثقة، وبالضغط على زر بإصبع واحد تتوافر أمام المهتم.
السنوات من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٣.. جرت فيها أحداث ظلت ثابتة لمدة ٦٠ عامًا.. لم يكن هناك مجرد توقع لإنهاء فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.. فى ظل معارضة هشة حاولت مرارًا أن تلعب دورًا، ولكنها ظلت محدودة.. وبقية السيناريو معروف.
الأمر هنا يستحق أن يتم تسجيل الأحداث.. بما يتوافر من وثائق وشهود.أولًا لقطع الطريق أمام المزورين للتاريخ.. ثانيًا لحفظ تاريخ البلد.. وشرحه بمصداقيته للأجيال.. عندنا أمور تاريخية اعتمدت على وثائق مزورة كثيرة. ومن عصور مختلفة.. معظم الأحداث تصلنا تحمل وجهة نظر منقوصة.. أو كتبها الحاكم وروج لها محبوه.. وهو أمر قد يستمر فترة، لكنه غير صامد للاستمرار.
أنا بدعو لكتابة تاريخ الثلاث سنوات الملتهبة فى حياتنا والاستماع إلى شهود مؤثرة بأن تكون هناك لجنة توثيق وتقصى حقائق لجمع المعلومات قبل موت من يملكونها.. وإذا كان فى الإعلان عنها ضرر الآن بأى شكل من الممكن أن يتم الاحتفاظ بها ونشرها بعد فترة زمنية مناسبة.
الآن فى البلد ترويج لتغيير الخطاب المتشدد بكل صوره.. دينيًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا.. وإعلامى. وحتى بين جماهير كرة القدم من المتطرفين بالمدرجات.. وقد روج للفكرة أكثر من مسئول، لدرجة أن الأمر ظهر، وكانت هناك إرادة دولة.
حاجة جميلة أن ننزع من داخلنا كل ما قد يصل بِنَا إلى التطرّف.لحماية المجتمع بمنح التفكير الفرصة ليلعب دوره فى الابتكار، وبالتالى خدمة المجتمع.. وقد لاحظت أن البعض يتعامل مع التوجه على أنه شعار دون مضمون.. والملاحظ أيضًا تراجع حتى المؤمنين بالتغيير. بسبب شراسة المعارضين ونجاحهم فى تجييش المشاعر بين المصريين لدرجة أنهم أوحوا لنا بأن التجديد يعنى ضرب السنة المحمدية. والسيرة النبوية العطرة..
فى المقابل لم ينجح المؤيدون فى البحث عن أدوات مبتكرة تتلاءم وقوة المعارضة يمرروا رسالتهم بين الناس.. اإذا سيظل مجتمعنا يسير ببطء نحو تقبل التطور الذى يحدث.. وفريسة سهلة للتقلبات والآراء الشخصية الغير التى تحركها جهات معروفة بحمايتها لما يحقق مصالحها.. إذًا هنا الشجاعة مطلوبة سواء لكتابة فصل فى التاريخ أو غيره من أمور مفيدة للمجتمع. ولأننى أعيش المرحلة وأتابع أحداثًا بتعمق.. أرى ضرورة تحريك المياه الراكدة بشأن الذاكرة للشعب.. والتعامل معها باحترام أكبر.. لماذا ننتظر ٥٠ عامًا حتى نعرف الحقيقة كما حدث مع الملك فاروق؟
نحن الآن فى حاجة لتغيير واقع يمد الذاكرة بمعلومات مزورة وملوثة.. والرئيس السيسى رجل لا يعترف بالعراقيل.. يعمل الصح. وما يراه صالحًا لبناء البلد أنه يبنى البلد على أسس سليمة.. وعليه أن يلتفت لأخطر الأعمال.. بناء الشخصية المصرية كمشروع وطنى مهم.. ونظرًا لظروف البلد. يمكن أن يجرى الأمر على التوازى مع حركة التنمية الاقتصادية، التى تضرب البلد بشكل واسع ووفقًا لبرنامج زمنى مختصر.
بناء الشخصية المصرية يبدأ بنشر ثقافة المصارحة والحقائق لتغذية العقل بمعلومات وحقائق متفق عليه.. وهو ما فعله د. طارق شوقى، وزير التعليم، فى خطط تطوير التعليم بعمل مرجعية بنك الأفكار للحصول على معلومات موثقة متفق عليها عالميًا عن طريق دوائر معرفة عالمية تتمتع بالمصداقية، مثل إكسفورد وغيرها.. ومنع اللجوء للفيس أو غيره للحصول على المعلومات.
وإذا كان وزير التعليم بدأ فى توفير معلومات موثقة، ليغذى بها عقل التلاميذ.. لنكمل العملية لكل الشعب.
والأمر فى يد الرئيس