• فى الفاتحة نطلب من الله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (٧).
• نقولها كل يوم ١٧ مرة على الأقل، ونعتقد وفق التفاسير القديمة أن المغضوب عليهم هم (اليهود)، وأن الضالين هم (النصارى)، ونعلِّم ذلك لأولادنا، ثم نطلب منهم تاليًا أن يصونوا وحدتنا الوطنية!!
• ويلح السؤال، إذا كان أهل الكتاب الذين (آمنوا بالله) هم المغضوب عليهم والضالون فماذا عن الملحدين؟!
• حقيقة الأمر أن إصرار البعض على التعامل مع قراءة أهل القرن الثانى الهجرى دون مراجعة ونقد يكشف أننا نسلم عقولنا للسابقين، وأننا نتعامل مع آراء القدامى على أنها دين!!!!!
• ومن التناقض فى تلك التفاسير، أننا نجدها تؤكد أن الذين أنعم عليهم الله هم اليهود، وتؤكد أن المغضوب عليهم هم اليهود!!!!!!
• ولكن من هم المنعم والمغضوب عليهم والضالون حسب القرآن؟!
• بالنسبه للذين أنعم عليهم الله يقول تعالى {يَا بَنِى إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}... (٤٧) البقرة.
• ثم يفصل الله تعالى {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (١١٤) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (١١٨) الصافات.
• ونفهم من الآية الأولى أن الله أنعم على بنى إسرائيل، وتدلنا الثانية على أن الله أنعم عليهم بالصراط المستقيم.
• ولكن ماذا يكون هذا الصراط المستقيم؟!
• الصراط المستقيم جاء فى الفاتحة، وفصله الله فى الأنعام، قال تعالى {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}.
• والصراط المستقيم عند محمد هو (الوصايا العشر) عند موسى، وهى محرمات الإسلام العام العشر، التى جاء بكل واحدة منها منفردة نبى من أنبياء الله من نوح إلى ما قبل موسى، ثم اكتملت ونزلت فى الألواح على موسى كاملة لأول مرة تاريخيًا.
• قال تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢).
• {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)} الأنعام.
• ولنذهب للمغضوب عليهم، فعندما نرتل آيات الكتاب، أى نجعلها رتلا (طابورا) وفقا للفعل (غضب) سنجدها ١٩ آية.
• وبمراجعة السياق فى كل منها سنجد التالى:
• إحداها تتحدث عن غضب موسى راجع سورة طه الآية (٨٦).
• وأخرى تتحدث عن صفات المؤمنين، ومنها أنهم إذا غضبوا يغفرون، الشورى الآية (٣٩).
• وثالثة تنصح بعدم اتباع قوم غضب الله عليهم الممتحنة الآية (١٣).
• ١٦ آية تحدثت عن (غضب الله) و(المغضوب عليهم)، وبمراجعة السياقات فيها والنظم نستنتج أن المغضوب عليهم هم:
- الكافرون بآيات الله، والذين يقتلون النبيين راجع البقرة الآية (٦١) والآية (٩٠) والآية (١١٢) آل عمران.
- من يقتل مؤمنا متعمدًا، النساء الآية (٩٣).
- الفاسقون من أهل الكتاب الذين يتخذون آيات الله هزوًا ولعبًا، الآية (٦٠) من المائدة.
- المشركون الذين يتقربون إلى الله بآلهة أخرى، الأعراف الآية (٧١).
- الذين اتخذوا العجل (الأعراف الآية (١٥٢).
- الهاربون من ملاقاة الكفار فى الحرب زمن النبى، راجع الأنفال الآية (١٦).
- الذى وحد بالله ثم ألحد، النحل الآية (١٠٦).
- الذين يطغون فيما رزقهم الله، طه الآية (٨١).
- التى تكذب، والتى اتهمها زوجها بالوقوع فى الفاحشة وهو صادق، النور الآية (٩).
- الذين راحوا يحاجون فى الله بعدما استجاب الله لهم، راجع سورة الشورى الآية (١٦).
- الذين يظنون بالله ظن السوء، الفتح الآية (٦).
• أما الضالون- حسب القرآن- فهم المشركون {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (١١٦)