تحدى الصعاب، وتخلى عن متعة الحياة؛ لإرضاء أسرته التى أفنى عمره لسد احتياجاتها المعيشية، ترك بلدته الأم «أسيوط»، واعدًا أبناءه بتوفير متطلباتهم، لديه ٧ أبناء، ٣ بنات و٤ أولاد، إنه كامل فراج الذى يبلغ من العمر ٦٣ عامًا، بائع الحرنكش فى ميدان المطرية، لا يعنيه فى الحياة سوى أسرته، يرتدى عباءة متسخة ويقف أسفل أشعة الشمس، مناديًا «قرب يا كابتن.. كُل حرنكش وحلى بقك»، وسط نظرات شفقة تسقط عليه من قبل المارة والأهالى، يرفض يد العون دون مقابل، ونظرات الحزن تبدو على ملامحه، نظرًا لظروفه الاقتصادية الصعبة.
يقول: إنه يعمل فى تلك المهنة منذ ٣٠ عامًا، يتعرض خلالها لعدة مضايقات من قبل المارة، خاصة بعد ارتفاع الأسعار التى عادت عليه بالضرر، وانخفاض الدخل إلى ٤٠ جنيًها يوميًا، وسط حالة استياء عارمة عليه، وفى نبرة حزن يستكمل: «عندى بنت بس اللى متجوزة، ونفسى أجهز الاتنين التانيين، فيه واحدة مخطوبة، ولسه مش عارف أجيب لها أى حاجة من الجهاز، أصل الشاب ممكن يجهز نفسه لكن البنت لا»، متسائلًا: من يقدر يساعدنى حتى لو بأقل الإمكانات!
ويتابع: إنه منذ أن عمل بتلك المهنة، كان سعر الحرنكش يصل إلى ٣ جنيهات الكيلو، الآن يصل إلى ١٥ جنيهًا، متعجبًا من موجة الغلاء، التى قضت على تسالى المواطنين، ويشير إلى أنه يمتلك عدة سلع، منها قرع العسل والدوم، إلا أن الحرنكش من أكثر السلع رواجًا فى السوق.
ويختتم: «بلف على المدارس عشان أسعد الطلاب وقاعد فى أوضة بـ٢٠٠ جنيه، يا دوبك اللى بكسبه بدفعه فى الأوضة، وسايب عيالى فى البلد، وكل اللى عاوزه حد يساعدنى عشان أجوز بناتى».
