الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تغريدات متراجعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سخونة الأحداث التى مرت بها مصر فى الأسابيع الأخيرة مدهشة، بينما يعلن الجيش المصرى عمليته الشاملة ضد الإرهاب على كامل التراب الوطني، شاهد المتابع مؤسسة الرئاسة، وهى تواصل افتتاح مشروعات ومؤتمرات دولية، كما شاهد أيضًا التصاعد الدرامى كالقبض على عبدالمنعم أبوالفتوح، وكذلك هشام جنينة، الأول مرتبط باتهامات مُركبة ومُعقدة، والثانى على ضوء كلام غير محسوب خص مرحلة ما بعد يناير التاريخية.
هذه الحزمة من الأحداث تقول بلسان فصيح إن مصر تختصر الأزمنة وإن وقت المساومات والمناورات قد مضى بغير رجعة، عندما يُصرح وزير خارجية تركيا متلاسنًا حول موضوع غاز المتوسط تخرج البحرية المصرية لتجوب البحر وحراسة الحدود والمناطق الاقتصادية، وعندما نرى مُجمل تلك الأحداث، وهى تدور، بينما انتخابات رئاسة الجمهورية تطل علينا الشهر المقبل، وهى حدث كبير نعرف أن ماكينة العمل المصرى على كل الاتجاهات تدور بسرعة وإصرار.
الذى لفت انتباهى خلال الأيام الماضية هى نغمة التراجع من البعض وتدوين وجهات نظر أراها إيجابية فى هذه المرحلة، ومن التغريدات المتراجعة جاءت سطور من ممدوح حمزة وخالد على، وكان قبلهما بأيام عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه، حيث أجمعوا على سلامة ودقة العملية الشاملة ضد الإرهاب، وأكد أبوالفتوح وحمزة أنهما على اتصال بأهل ثقة فى رفح الذين أكدوا جدية المعركة ضد الإرهاب، وأن أهلنا فى سيناء بخير وأن ما يردده البعض من تجاوز فى حقهم مجرد أكاذيب.
أتوقف عند شهادة هؤلاء وهم خصوم منذ مدة للدولة والنظام، ولكن عندما تأتيك شهادة من خصم فهى كبيرة ومهمة بلا شك، وعلى ذلك يهمنا تأكيد الفصل بين الاتهامات الموجهة الآن لأبوالفتوح وبين تغريدته المتراجعة عن مُجمل مواقفه، الاتهامات فى النيابة يفصل فيها القانون، أما المواقف العامة فى اللحظات المفصلية فهى له وتخصه لذلك أشرت إليها.
والمعروف أننى كتبت قبل أعوام ضد ذلك القائد المتأخون عندما كان فى مجده وجبروته، عندما كان يلعب بالبيضة والحجر فى تناغم عجيب، عندما كان ينافقه عدد ممن يحسبون أنفسهم يساريين، كتبت ضده غير مقتنع بأكاذيبه، وهو المجرم أول من صك مسمى «الجماعة الإسلامية» التى شربت من دماء المصريين الكثير، بل هو نفسه معروف فى فترته الجامعية بأنه أبوالفتوح أبوجنزير الذى يعتدى مسنودًا من الأمن على كل قيمة تقدمية، كتبت هذا فى مواجهته، وهو يمشى على قدميه فى الشوارع، أما الآن وقد صار سجينًا فسوف ألتزم الصمت تجاه تقييمى له.
هذا الصمت مشمول به أبوالفتوح وحده، أما الجوقة المتلبرنة التى عزفت أناشيد رفض التحقيق، مع صنمهم فلن نسكت عنها، تلك الجوقة التى تصنع الآن من الإرهابى المتقاعد جيفارا آخر هم خونة أفكارهم، وهم الراقصون على الحبال، هم أخطر على التقدم من جماعات التأسلم نفسها، لذلك من المهم الكشف المتواصل لمسارات هذه الجوقة وفضح زيف موقفها.
ربما لو لم يكن التمويل الأجنبى قد سمم أرواح العشرات إن لم يكن المئات من التقدميين ما كنا رأينا هذه الصورة العبثية، التى تلتحف برداء حقوقى، بينما هى فى صُلبها تلعب وفق أجندة الخواجة الممول، أعرفهم جيدًا كانوا أصدقائى فى بداياتهم المبشرة عندما كنا نقتسم الأحلام والليالي، اليوم أعرف أنهم خارج أى سياق منطقى يدعون لأندلس إن حوصرت حلب، وها هى معركة الجيش الشاملة ضد الإرهاب التى شهد لها بعض الخصوم قد حرمتها تلك الجوقة من إشارة تضامن أو رسالة دعم وتأييد، وكأن لسان حالهم يقول نحن والإرهابيون وجهان لعملة واحدة.