تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
اليوم الوقت له ثمن، وثمن غال جدًا، والحلول إذا تأخرت لا تنفع فهى يجب أن تأتى فى وقتها وإلا لا تعطى مفعولها ونتائجها، وعلى هذا الأساس أقدمت القيادة السياسية على القرار الشجاع بالعملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» لتطهير البلاد من كل الإرهاب فى البحر والجو والأرض. بهذه الخطوة الكبيرة والشجاعة تم وضع مصر داخليًا وخارجيًا على طريق الدولة القوية التى يحسب لها ألف حساب، وما نشهده على الأرض الآن من زيارات متتالية من المسئولين الأمريكان والتى تمت خلال الأسبوع الماضى سواء من وزير الخارجية الأمريكى أو من قائد القيادة المشتركة الأمريكية، ما هو إلا رد فعل لتأثير العملية «سيناء ٢٠١٨» خلال الأسبوع الماضى، أم وزير الخارجية الأمريكى القاهرة واقتراح تشكيل لجنة ٢+٢ بين مصر وأمريكا وتضم كلا من وزير الدفاع ووزير الخارجية من مصر ووزير الخارجية ووزير الدفاع من أمريكا، لتجتمع هذه اللجنة بصفة دورية لمناقشة كل القضايا الملحة والمتعلقة بالأمن فى منطقة الشرق الأوسط، اللافت أن جولة وزير الخارجية الأمريكى قد انتهت بزيارة لتركيا بعد أن وصلت للأخيرة رسالة البحرية المصرية بأنها لن تسمح لأحد مهما كان بالاقتراب من المياه الدولية المصرية والحقوق الاقتصادية لمصر فى هذه المياه، لذلك تقلصت ردود الفعل التركية ولم تعلق بأى تعليق جديد بشأن ترسيم الحدود فى شرق البحر المتوسط بين مصر وقبرص.
وفى نفس الأسبوع الماضى، قام رئيس القيادة المشتركة الأمريكية بزيارة القاهرة للتباحث حول عمليات مكافحة الإرهاب والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وفى نفس الأسبوع أيضا، وصل رئيس الاستخبارات الروسى للقاهرة وأجرى مباحثات تتعلق بمشاكل الأمن بمنطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب على خلفية العملية العسكرية الشاملة «سيناء ٢٠١٨». وقد استوعبت الدول الكبرى وغيرها من الدول بمنطقة الشرق الأوسط الأهمية الكبيرة لما يقوم به الجيش المصرى بكل فروعه وفى وقت واحد بالمشاركة مع الشرطة المدنية، وما وصل إليه الجيش من قوة وكثرة واستيعاب للتكنولوجيا الحديثة بكل فنونها ومهاراتها، خصوصا أن كثيرا من الأجهزة الاستخباراتية العالمية قد رصدت ما قام به الجيش المصرى من قوة وقدرة أدت إلى تدمير الكتلة الأساسية والصلبة للإرهاب فى كل أنحاء سيناء فى فترة لا تتعدى ستة أيام.
واللافت فى هذه الأجواء الجهود المبذولة فى جميع الاتجاهات الاستراتيجية لعملية تأمين السواحل المصرية على امتداد البحرين الأبيض والأحمر وخليج العقبة، إضافة إلى الحدود الغربية والجنوبية، بما يسمح للقوات المشاركة فى العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» بمحاصرة الإرهاب فى أى موقع ومنعه من الهرب أو الانتقال إلى أماكن أخرى.
جاءت العملية فى توقيتها السليم والمناسب لتكون رسالتها مباشرة لكل المتآمرين وقطع ألسنة من يتهجمون على مصر فكان ما قامت به القوات المسلحة هو خير رد على هذه الألسنة والبلطجة غير المبررة.
فيما المصريون يستعدون لانتخابات الرئاسة، كانت هناك مناورات أمريكية إسرائيلية فوق سماء إسرائيل وبالقرب من سيناء، وتحركت قوات أمريكية بطائراتها الحديثة جدا من قاعدتين أمريكيتين إحداهما بتركيا والأخرى بقطر، بالمشاركة فى المناورات، وهذه المناورات كما أعلن، وتم الترتيب لها منذ شهر فقط، وفى نفس التوقيت الخاص بالمناورات الأمريكية الإسرائيلية نشطت الجماعات الإرهابية باستعدادات غير عادية فى سيناء وبعض المحافظات، وتم رصد خطط لعمليات ستقوم بها الجماعات الإرهابية فى وقت واحد أثناء شهر الانتخابات الرئاسية، وإذا ما ربطنا ما أعُلن عن ترتيب المناورات الإسرائيلية الأمريكية منذ شهر فقط واستعدادات الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات إرهابية، فإننا نخلص أن هناك تأمر كبير ما بين قوى الشر والجماعات الإرهابية والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، بهدف استغلال فترة الانتخابات الرئاسية لزعزعة الاستقرار واستدعاء الفوضى إلى مصر لتنفيذ التآمر على سيناء وبسط ما يسمى بـ«صفقة القرن» على سيناء.
هذه المؤامرة التى كانت تتمركز فوق مصر تهدف لمرحلة قاسية وعصبية تفرض على الوطن هذا الواقع الذى كانت تريده أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر وإنجلترا، وفى ما عدا ذلك مكابرة وتعمية عامة لما جرى ويجرى حولنا، الخطير أن جماعة الشر ومن معها ومن يمولها لا تقتصر على التآمر فقط، وما تفشل خطة حتى تقوم بتخطيط جديد، ولكن هذه المرة يبدو أنها استوعبت الدرس وعرفت قدرة الجيش المصرى وقدرته والتفاف المصريين حوله.
المواطن العادى كما المراقب السياسى والمحلل والمحقق والمدقق عرف الآن إجابة السؤال الكبير، لماذا كان السيسى مصرا على تسليح الجيش بأحدث الأسلحة (المسترال – الرافال) وغيره من أحدث الأسلحة، الناس بمنتهى الصراحة أصبحوا أكثر التفافا حول القيادة السياسية والجيش بعد أن أدركوا حجم التآمر على مصر، وكذلك حجم الأعباء التى تتحملها القيادة المصرية لمواجهة هذه المؤامرات باعتبار أن الاستقرار الأمنى والسياسى هو الممر الإلزامى للاستقرار الاقتصادى والمعيشي، يريدون إغراقنا فى الظلام كلما تقدمنا واقتربنا من تحقيق نهضتنا وقطف ثمار مشروعاتنا الكبرى. الكل يعرف أن المصريون يستطيعون فرز كل ما يجرى أمامهم وتصنيفه وأيضا يعرفون الفرق بين من يدافع عنهم ومن يريد سلب إرادتهم لأن الشعب المصرى شعب لا تنطلى عليه كل عمليات التشويش أو التآمر وكل هذه المحاولات باءت بالفشل وتكسرت على قوة تكاتف المصريين، وأن كل محاولات وأد آمال وطموحات الشعب المصرى قد ولت إلى غير رجعة طالما كان المصريون مع قيادتهم صفا واحدًا، لقد استعملت كل أساليب التهديد والتهويل من أهل الشر والجماعات الإرهابية ولم تؤدى إلى أى نتيجة تذكر، وها هى عملية «سيناء الشاملة ٢٠١٨» قد هزمت الإرهاب وتحذيراتها وصلت لكل قوى الشر بأنه لا يصح إلا الصحيح ولو بعد حين وبأن ما بنى على باطل فهو باطل، وحان الوقت لكل من تركيا وقطر وغيرهما أن يعرفا حجمهما الحقيقى وقوة الجيش المصري.
على كل الدول المحيطة والطامعة فى خيرات بلادنا أن تعلم أن مصر تعرف طريقها وتوقيت ردها ولا تفرط فى حقوقها، وأنها تختار الوقت المناسب فى ردها.