السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مَهْر الوطن غالٍ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة وأُلزم الفريق محمد فريد حجازي أمامكم وأمام شعب مصر كله: أنت مسئول خلال 3 شهور عن استعادة الأمن في سيناء مع الداخلية، بحيث تستعيد مصر بفضل الله تعالى بجهدكم وتضحياتكم مع الشرطة المدنية الإستقرار والأمن في سيناء، وتستخدم كل القوة الغاشمة ، كان ذلك نص تكليف علني علي الهواء مباشرة يوم 29 نوفمبر الماضي في أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. 
وقف حينئذ الفريق محمد فريد الذي كان حاضراً الاحتفال، وهو جنرال مخضرم وقائد عسكري مصري، تولى قيادة الجيش الثاني الميداني سابقاً، وشغل سابقاً منصب أمين عام وزارة الدفاع وأمين سر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويتولى حالياً منصب رئيس أركان القوات المسلحة، يؤدي التحية العسكرية، ويستمع إلى أمر الرئيس السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة ، قائلا: تمام يا فندم ، بينما كان وزير الداخلية يتلقى هو الآخر التكليفات بالترحيب والتصفيق ، فيما غاب الفريق أول صدقي صبحي  لارتباطه باستقبال وزير الدفاع الروسي. 
في نهاية توجيهات السيسي قال لرئيس الأركان اتفضل "استريّح" ، وكأن لسان حال محمد فريد الذي دار بخاطره دون أن يتفوه به، وهل بعد هذا التكليف وهذه الأمانة أية راحة؟
بعد شهر وعشرين يوما تقريبا وتحديدا يوم 19 يناير الماضي ضمن فعاليات مؤتمر حكاية وطن ، لم ينتبه الكثيرون إلى تصريحات الرئيس حين قال: لقد اتخذت قرارا باستخدام قوة غاشمة وعنف شديد في مواجهة الإرهاب. 
كلام الرئيس يؤكد أن القرار قد اتخذ بالفعل – سكت الكلام والبندقية اتكلمت - وبدأ العد التنازلي للعملية لاجتثاث الإرهاب من جذوره ليس في سيناء بل في مصر بأكملها ، وأن الجيش والشرطة أعدت العدة وعزمت وتوكلت على الله وما جمعته من معلومات من أجهزتها الاستخباراتية ، ولم يتبقَّ سوى تحديد موعد الصفر للتنفيذ.
وقبل انقضاء مهلة الثلاث شهور بـ20 يوما ، والتي كانت ستنتهي 29 فبراير الجاري، كان الإرهاب على موعد مع الجحيم صباح يوم 9 فبراير الجاري ، حيث تقوم القوات المسلحة والشرطة وحتي كتابة هذا المقال بتنفيذ عملية شاملة بمختلف الاتجاهات الاستراتيجية للقضاء على العناصر الإرهابية، بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل .
إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التي تتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب والتطرف بالتوازي مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلي. 
ولم يفوت قواتنا المسلحة وهي علي جبهة القتال والثأر، إمداد المواطنين من أهالى سيناء باحتياجاتهم من السلع والمواد الغذائية . 
كان المتربصون بالوطن يعدون الأيام والليالي ، ويمنون أنفسهم بانقضاء مدة الثلاث شهور دون تحرك ، إلا أن أطماعهم في التشكيك بقدرات قواتنا المسلحة والشرطة تحطمت علي عزيمة الدولة في القضاء على الإرهاب والثأر للشهداء. 
فخطوبة ود الوطن وشعبه في العملية الشاملة 2018 ، لابد لها من مهر، والمهر غالي " يدفع فيه شهداء وتسيل فيه دماء " من أجل أن تبقي العروسة " مصر " تفرح وتحلم بإنجاب مولود إسمه " مصر الحديثة القوية " جيناته إستقرار ، وقوامه قوة ، وهيئته شموخ ، وعيونه حمراء للمتربصين ، وصوته زئير للأعداء ،وقلبه ينبض وطنية وتضحية للوطن والمواطن ، بينما قدمه تسير على أرض صلبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، ويده تبني وتشيد ، وروحه ترفرف راغبة أن تكون مشروع شهيد ، أنيابه تسحق عظام أهل الشر وتمضغ حجارة التطرف التي يحاول البعض قذفها في جسد الوطن. 
احتضنوا المولود الجديد الذي سيصنع مستقبلا طيب المذاق، ليس عليه فواتير لأحد، بل له فواتير عند الكل.