السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أبوالفتوح يعظ .. الليمونجية يرقصون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من جديد يطل علينا أبوالفتوح، بوجهه وبصبيانه، مرة يخطب فينا في مؤتمر حزبه داعيا للتصويت بـ"لا" على مشروع دستور 2013، ومرة مؤكدا على عزمه الترشح لموقع الرئيس، وكان من الممكن أن يمر هذا الكلام في ظروف عادية، ولكن لأننا اكتوينا بنيران تنظيمه في شخص محمد مرسي وبديع والشاطر، أصبح لزاما علينا أن نرد وبوضوح لنقول له أن المصريين لن يلدغوا من جحر الإخوان مرتين.
فالراقص على الحبال مهما توفرت له المهارات اللازمة لابد من سقوطه يومًا ما على رقبته، وأبوالفتوح الذي برز لنا في ثياب الواعظين يعتقد أن ذاكرة هذا الشعب هشة، فعندما تبلغ به البجاحة بالقول أنه شارك مع حزبه في ثورة 30 يونيو ضد حكم المرشد والإخوان فنذكره بأنه أثناء تأسيس حملة تمرد ذهب إليه شباب الحملة للتوقيع على الاستمارة فكان رد فعله هو رمي الاستمارة على الأرض ورفض التوقيع، مكتفيا بالتصريح للإعلام بالمشاركة، وهو ما يعتبر تناقضا وخداعا للناس، وعندما جاءت رياح الشعب بما لا تشتهي السفن هرول أبوالفتوح، أو "تتح" كما يحب بعض أصدقائي مناداته، للمشاركة في اجتماع برئاسة الجمهورية بعد 3 يوليو مع الرئيس المستشار عدلي منصور، والذي حضره اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية وعدد من الرموز الوطنية، ووقتها لم يعترض على كل ذلك كاعتراف ضمني منه بالثورة ونتائجها، أما أن يأتي اليوم ويقول لنا أنه مع 30 يونيو وضد 3 يوليو لأنه يعتبر بيان الجيش تدخلا في العملية السياسية فنقول له "كدة أوفر يا أبوالفتوح ".
ونستطيع فهم تحركات "تتح" الأخيرة أنها جاءت بعد تعليمات مباشرة من التنظيم الدولي ليلعب دور كاسر الأمواج ويتبعه في ذلك المتحفلطين من نشطاء السبوبة، والمستثورين من تنظيمات ذيلية التحقت باليسار عن طريق الخطأ، لذلك وجب الانتباه والتحذير، وجاء هجوم الأخ بلال فضل ضد الكاتب الوطني إبراهيم عيسى كاشفا عن قبح مخطط مخدماتية الإخوان وصبيان خيرت الشاطر، وكل ذنب إبراهيم أنه رفض إطلاق لفظ "ثوار" على طلاب الإخوان بالجامعات ، مقتنعاً -وأنا معه- أن الثورة عندما تنحرف حرقا وتدميرا لا لشيء إلا لعودة تنظيم فاشي لفظه الشعب فهي ليست ثورة والمشاركين فيها ليسوا إلا مخربين.
تدور الأحداث في هارموني عجيب يتقدمه تحالف ما يسمى بالدفاع عن الشرعية ويخطط له التنظيم العالمي للإخوان مدعوما من أكثر من جهاز مخابرات دولي ومستندا على فلول الثورة أبوالفتوح و"الأبريلجية" و"المستثوريين" الذين نسبوا أنفسهم للاشتراكية، أما الغطاء الإعلامي فحدث ولا حرج، طابور طويل يدسون السم في العسل وقد انكشفت وجوههم بجلاء، ولكن العجيب هو أن يطل علينا هؤلاء من خلال شاشات تدعي التقدم والحداثة.
يبقى لنا أن نحذر من الآن ونشير بأصابعنا الخمسة نحو تسلل أبوالفتوح لصدارة المشهد خاصة وأننا نقترب من انتخابات رئاسية، كما نحذر من عاصري الليمون الذين ورطونا في محمد مرسي وتنظيمه فهم يجمعون أشلاءهم الآن ليشكلوا جسدا مشوها يباغتنا بالمزايدة الرخيصة فيضيع الوطن مرة أخرى.