السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

محمد فريد.. زعيم التحرر من الاحتلال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم، 14 فبراير، من العام 1908م، انتخب محمد فريد، زعيمًا للحزب الوطني المصري، خلفًا لمصطفى كامل، حيث أفنى فريد عمره كله في سبيل جلاء الاحتلال عن مصر، ومن أجل الحرية لشعبها.
ولد محمد فريد في 20 يناير عام 1868 في القاهرة، وتعلم في مدارس الحكومة حتى تخرج من كلية الحقوق، سنة 1887م، وعمل في الوظائف الحكومية ثم اشتغل بالمحاماة، ورافق الزعيم مصطفى كامل في الكفاح ضد الاستعمار، وعندما أُنشئ الحزب الوطني تم اختيار محمد فريد وكيلًا له، وأوصى مصطفى كامل بتوليته رئاسة الحزب بعد موته، ولما توفى مصطفى كامل تولى محمد فريد رئاسة الحزب من بعده. 
كان فريد يرى أن أهم وسائل تحقيق الاستقلال هي: تعليم الشعب على قدر الطاقة ليكون أكثر وعيًا بحقوقه، وتكتيله في تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطًا، كما أنشأ مدارس ليلية في الأحياء الشعبية ثم في الأقاليم، لتعليم الفقراء مجانًا. 
ووضع فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909، كما وضع صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديوي، ونجحت الحملة وذهب فريد إلى الخديوي وسلم أول دفعة من التوقيعات وكانت 45 ألف توقيع وتلتها دفع أخرى.
وظل محمد فريد يطالب بالجلاء وبالدستور حتي ضاقت الحكومة المصرية، الموالية للاحتلال به وأصرت على سجنه، وحينها تعرض محمد فريد بسبب وطنيته للملاحقة والاعتقال إلى أن غادر البلاد إلى أوروبا سرًا، وأعد هناك لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس، وأنفق عليه من جيبه الخاص كي يدعو إليه كبار معارضي الاستعمار، لإيصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية. 
وعاد فريد إلى مصر وبمجرد عودته حُكم عليه بالسجن ستة أشهر قضاها جميعًا، وبعدما خرج استمر في الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت الحكومة المصرية الموالية للاحتلال به وعزمت على سجنه فسافر إلى أوربا وظل فريد هناك إلى أن مات وحيدَا فقيرَ حتى أن أهله بمصر لم يجدوا مالًا كافيًا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولى أحد التجار المصريين نقله بنفسه علي نفقته الخاصة وهو الحاج خليل عفيفي، تاجر قماش من الزقازيق باع كل ما يملك وسافر لإحضار جثمانهِ من الخارج وقد مُنح نيشان الوطنية من الحكومة المصرية تقديرًا لجهودهِ في هذا الشأن.