قال العاهل الأدرني الملك عبدالله الثاني، إنه سيبحث في لقائه مع الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته المزمعة لروسيا ،القضايا الثنائية، وخاصة الإنجاز الذي حققه الأردن وروسيا فى جنوب سوريا لتحقيق الاستقرار هناك، بالاضافة إلى كيفية دفع العملية السلمية فى سوريا للتوصل إلى نتيجة علي المسار السياسي خاصة فيما يتعلق بالدستور والانتخابات.
جاء ذلك فى تصريحات للعاهل الأردني خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "تاس" وتليفزيون "روسيا 24" وأوردت نصها وكالة الأنباء الاردنية /بترا/، بمناسبة زيارة العاهل الأردني، إلي موسكو بعد غد الخميس فى زيارة عمل.
وحول العلاقات الثنائية بين البلدين قال العاهل الاردني " إن العلاقات السياسية الثنائية مبنية على الثقة والصداقة، وقد نمت العلاقات العسكرية والأمنية بالاتجاه الصحيح، لأننا نواجه تحديا عالميا يتمثل في مواجهة الجماعات الإرهابية في العالم، ويمكن للتعاون الاقتصادي أن يكون أفضل حالا، لأننا لازلنا بحاجة لمزيد من العمل لزيادة التجارة، وسيتم بحث التعاون في المجال السياحي، كما سألتقي البطريرك كيريل الأول، وسنتحدث عن الروابط بين الإسلام والمسيحية، كما سألتقي علماء الدين الإسلامي في موسكو وسنناقش الحوار بين أتباع الأديان والتحديات التي نواجهها جميعا.
وبشأن الخطوات التى ستتخذها روسيا والأرن لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط ومواجهة ظاهرة الإرهاب العالمي قال العاهل الأدرني الملك عبدالله الثاني" إن هذا الموضوع يعتبر قضية طويلة الأمد وقضية عالمية، وأعتقد أنني والرئيس (بوتين) وصفناها بنفس المضمون، إذ وصفناها علانية ومبكرا بأنها حرب عالمية ثالثة بوسائل مختلفة، فهي ظاهرة عالمية يقف فيها كل العالم من مسلمين ومسيحيين ويهود وديانات أخرى جنبا إلى جنب للتصدي لهؤلاء المتطرفين الذين نسميهم الخوارج".
وأضاف "علينا أن نعمل ضمن نهج شمولي، حيث نتعامل مع هذه القضية من مختلف الزوايا، ويجب أن يركز التنسيق على كيفية التعاون والعمل معا في المستقبل لضمان اجتثاث المتطرفين والقضاء عليهم أينما كانوا.
وفيما يتعلق بالجهود المطلوب بذلها لتثبيت دعائم السلام بين اتباع الأديان والمذاهب فى منطقة الشرق الأوسط، قال "نحن جميعا من مختلف أنحاء العالم وبغض النظر عن الديانة نواجه تحديا مشتركا، وفيما يتعلق بالإسلام والمسيحية، وبسبب أشخاص متطرفين، فإن هناك مفاهيم خاطئة، وعلينا أن نواجهها، وفي نهاية المطاف، ما يربط الأديان الموحدة الثلاثة معا – الإسلام والمسيحية واليهودية – هو حب الله وحب الجار".
وأضاف " قلت في مناسبات عديدة كمثال، إن الجملة الأكثر تداولا على مدار اليوم صباحا ومساء، هي تحيتنا التي نرددها على المسلمين وغير المسلمين "السلام عليكم"، وهذا هو جوهر الإسلام الحقيقي، وإذا نظرتم إلى أوجه التناغم بين الإسلام والمسيحية؛ فإننا نؤمن بالسيد المسيح، وبالسيدة مريم العذراء، كما أننا نؤمن بالتوراة والإنجيل، وهذا هو الإسلام الحقيقي، ليس الإسلام الذي قام الخوارج بتشويه صورته في العالم، ولذلك، أعتقد أن هذا هو التحدي الذي علينا التعامل معه، وهو كيف نتقارب من بعضنا البعض.
وبشأن مستقبل مدينة القدس ورمزية القدس للمسلمين والمسيحيين واليهود، قال "هي مدينة خالدة لنا جميعا، لذلك دعونا نتواصل ونتقارب ونعمل معا، فهكذا يمكننا أن ننتصر على المتطرفين على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم " .
وبمناسبة الذكري العشرين لتوليه حكم الأردن التى تحل العام المقبل قال العاهل الأدرني الملك عبدالله الثاني"يتركز هاجسي الأول في كيفية حماية المواطنين والتقدم للأمام، وإن التحدي الذي أمامنا اليوم، هو العبء الذي تحملناه، ولطالما قلت إنه بسبب الصدمة التي سببتها أزمة اللجوء السوري، وبسبب الحرب في العراق، وبسبب الربيع العربي، وعدم الاستقرار في منطقتنا، دفع المواطن الأردني الثمن، خصوصا ما يتعلق بالتحديات الاقتصادية، وهذه الأزمة تمتد لدول مختلفة في المنطقة والعالم" .
وأضاف " أن المجتمع الدولي قد خيب آمال شعبنا، الذي دفع الثمن وتحمل عبء ومسئولية اللاجئين السوريين وآخرين لجأوا إلينا، والذين باتوا يشكلون ما نسبته 20 بالمائة من عدد سكان بلدنا، إن حياة الأردنيين اليوم صعبة للغاية، وأتمنى لو كان العالم أكثر تعاطفا وتفهما للصعوبات التي نواجهها".