علاقة الإرهاب بالجهل لا تحتاج إلى استدلالات ولا براهين للوقوف على تلازمية الفعل وأسبابه بين مفهوم الإرهاب وعلاقته بنقص المعرفة أو حتى تمامها؛ فالمجتمعات هي التي تصنع التطرف بجهلها، والجَهَلة هم نبتة جينية للتنظيمات المتطرفة ومادة خام تستخدمها هذه التنظيمات في صناعتها.
غياب الوعي والعلم ومدركات المعرفة الطريق الأول للتطرف، والعنوان الأهم للإرهاب، التنظيمات المتطرفة تقتات على فقر المجتمع ونقص معرفته وجهل أبنائه، فكلما كان مجتمعًا فقيرًا في معرفته كلما كان مجتمعًا مصدرًا للتطرف، فضلًا عن قدرته على تجديد هذه الصناعة.
لا بد أن نعترف أن المتطرفين كسبوا جزءًا من المعركة الفكرية، بدليل وجودهم أولًا وفشل غيرهم في تحديد بوصلة المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة ثانيًا؛ فأبواق التطرف هي الأكثر تأثيرًا بينما نجد غيرهم يواجه على استحياء ودون أن يمتلك أدوات المواجهة الفاعلة، فنجحوا في تغيير وتبديل المفاهيم كما حددوا شكل المعركة ومكانها، وبينما نواجههم أمنيًا من خلال تفكيك خلاياهم نقف مكتوفي الأيدي أمام تفكيك مقولاتهم التي ما زالت تؤثر في قطاعات الشباب وتجند العشرات يوميًا حتى باتت وقودًا ونارًا لا نجد مَن يطفئها.
المتطرفون يطوعون مقولة الاحتكام للنص لتبرير سلوكياتهم وشرعنة أفعالهم، وقد استخدموا في ذلك مناهج التأويل، فكانت قدرتهم على تبرير همجيتهم أكبر من تصدينا لهم ولنصوصهم المزيفة التي يُشتم منها رائحة الموت، ففقدنا المعركة بفقدنا للمعرفة.
عندما قتلت الجماعة الإسلامية في مصر المفكر فرج فودة في العام 1992، فوجئنا أن بعضًا من القتلة، عبدالشافي أحمد وأشرف إبراهيم، لم يتلقيا قدرًا كافيًا من التعليم الإلزامي فضلًا عن جهلهما، وأن البعض الآخر، أبو العلا عبد ربه، لم يقرأ للراحل ولم يعتد على احترام الاختلاف ولا المختلفين معه، فرغم سجنه الطويل وتمسكه بأفكاره بعد الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير في العام 2011، إلا أنه قال لي في مقابلة معه بمنزله، لم أندم على قتلي فرج فودة، حتى مات صريع أفكاره في سوريا مع إخوانه من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهنا كان هؤلاء القتلة جميعًا ضحية الجهل الذي دفع بهم للقتل أو على الأحرى كان المجتمع ضحية هذا الجهل.
يوظف البعض وجود أساتذة جامعيين أو مهندسين كبار وأطباء في بعض التنظيمات المتطرفة في سياق مصداقية هذه الفكرة التي تجمع حولها هؤلاء، رغم أن هناك فرقا كبيرا بين الشهادة الجامعية وبين العلم الصحيح والثقافة التي تعصم صاحبها من الانجراف أو التطرف.
وما يؤكد تطرف هذه التنظيمات أن قياداتها إما جهلة لم يتلقوا قدرًا من التعليم سواء الإلزامي أو العلم بفروعه وصنوفه المختلفة سواء المدنية أو الشرعية، وإما أنهم تلقوا قدرًا من التعليم بدرجاته، ولكن علم جاف صنع من صاحبه متطرفًا، ولعل دراسة بعض العلوم التي تخلو من الروح والقيم والمثاليات، وبخاصة الدراسة العلمية البحتة بعيدًا عن الدراسات الإنسانية التي تُهذب المشاعر والسلوك، وهو ما يُفسر أسباب وجود هذه القيادات على رأس التنظيمات المتطرفة أو ضمن مجلس الشورى العام التابع لها حتى أصبحوا مرشدين ومؤثرين في السلوك والفعل داخل هذه التنظيمات.
رائحة الموت تطل علينا دائمًا من قراءات المتطرفين سواء الخاصة بالنص "الدين" أو من الحكم على المختلفين، حتى عدّ هؤلاء المتطرفون كل مختلف على أنه خصم تجب مواجهته، بكل صور المواجهة سواء الاغتيال المعنوي أو الجنائي، ولا تتورع هذه التنظيمات في أن تستخدم كافة الأسلحة لتحقيق أهدافها، ومبعث هذه الأحكام الجهل، وقد يكون جهل الإدراك وليس المعرفة فقط، خاصة أن هناك مَن يطوّع المعرفة لإثبات تطرفه.
يظل الإنسان مؤمنًا بصحة رأيه وصواب وجهة نظره، مدافعًا عنها ويبذل حياته في سبيلها، حتى يظهر له خلاف ذلك، وإذا ما حدث فعليك أن تبحث عن المعرفة التي أصابت صاحبها فأخرجته من ظلام الأفكار العقيمة إلى رحابة إدراك الواقع بتفاصيله، وعندما تجد العكس عليك أن تراجع مكونات البيئة التي نشأ فيها الضحية، وأن تُعالج نواقص المعرفة التي انتهت بخلق مجتمع متطرف بجهله خاصم العقل والإنسان معًا.
غياب الوعي والعلم ومدركات المعرفة الطريق الأول للتطرف، والعنوان الأهم للإرهاب، التنظيمات المتطرفة تقتات على فقر المجتمع ونقص معرفته وجهل أبنائه، فكلما كان مجتمعًا فقيرًا في معرفته كلما كان مجتمعًا مصدرًا للتطرف، فضلًا عن قدرته على تجديد هذه الصناعة.
لا بد أن نعترف أن المتطرفين كسبوا جزءًا من المعركة الفكرية، بدليل وجودهم أولًا وفشل غيرهم في تحديد بوصلة المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة ثانيًا؛ فأبواق التطرف هي الأكثر تأثيرًا بينما نجد غيرهم يواجه على استحياء ودون أن يمتلك أدوات المواجهة الفاعلة، فنجحوا في تغيير وتبديل المفاهيم كما حددوا شكل المعركة ومكانها، وبينما نواجههم أمنيًا من خلال تفكيك خلاياهم نقف مكتوفي الأيدي أمام تفكيك مقولاتهم التي ما زالت تؤثر في قطاعات الشباب وتجند العشرات يوميًا حتى باتت وقودًا ونارًا لا نجد مَن يطفئها.
المتطرفون يطوعون مقولة الاحتكام للنص لتبرير سلوكياتهم وشرعنة أفعالهم، وقد استخدموا في ذلك مناهج التأويل، فكانت قدرتهم على تبرير همجيتهم أكبر من تصدينا لهم ولنصوصهم المزيفة التي يُشتم منها رائحة الموت، ففقدنا المعركة بفقدنا للمعرفة.
عندما قتلت الجماعة الإسلامية في مصر المفكر فرج فودة في العام 1992، فوجئنا أن بعضًا من القتلة، عبدالشافي أحمد وأشرف إبراهيم، لم يتلقيا قدرًا كافيًا من التعليم الإلزامي فضلًا عن جهلهما، وأن البعض الآخر، أبو العلا عبد ربه، لم يقرأ للراحل ولم يعتد على احترام الاختلاف ولا المختلفين معه، فرغم سجنه الطويل وتمسكه بأفكاره بعد الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير في العام 2011، إلا أنه قال لي في مقابلة معه بمنزله، لم أندم على قتلي فرج فودة، حتى مات صريع أفكاره في سوريا مع إخوانه من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهنا كان هؤلاء القتلة جميعًا ضحية الجهل الذي دفع بهم للقتل أو على الأحرى كان المجتمع ضحية هذا الجهل.
يوظف البعض وجود أساتذة جامعيين أو مهندسين كبار وأطباء في بعض التنظيمات المتطرفة في سياق مصداقية هذه الفكرة التي تجمع حولها هؤلاء، رغم أن هناك فرقا كبيرا بين الشهادة الجامعية وبين العلم الصحيح والثقافة التي تعصم صاحبها من الانجراف أو التطرف.
وما يؤكد تطرف هذه التنظيمات أن قياداتها إما جهلة لم يتلقوا قدرًا من التعليم سواء الإلزامي أو العلم بفروعه وصنوفه المختلفة سواء المدنية أو الشرعية، وإما أنهم تلقوا قدرًا من التعليم بدرجاته، ولكن علم جاف صنع من صاحبه متطرفًا، ولعل دراسة بعض العلوم التي تخلو من الروح والقيم والمثاليات، وبخاصة الدراسة العلمية البحتة بعيدًا عن الدراسات الإنسانية التي تُهذب المشاعر والسلوك، وهو ما يُفسر أسباب وجود هذه القيادات على رأس التنظيمات المتطرفة أو ضمن مجلس الشورى العام التابع لها حتى أصبحوا مرشدين ومؤثرين في السلوك والفعل داخل هذه التنظيمات.
رائحة الموت تطل علينا دائمًا من قراءات المتطرفين سواء الخاصة بالنص "الدين" أو من الحكم على المختلفين، حتى عدّ هؤلاء المتطرفون كل مختلف على أنه خصم تجب مواجهته، بكل صور المواجهة سواء الاغتيال المعنوي أو الجنائي، ولا تتورع هذه التنظيمات في أن تستخدم كافة الأسلحة لتحقيق أهدافها، ومبعث هذه الأحكام الجهل، وقد يكون جهل الإدراك وليس المعرفة فقط، خاصة أن هناك مَن يطوّع المعرفة لإثبات تطرفه.
يظل الإنسان مؤمنًا بصحة رأيه وصواب وجهة نظره، مدافعًا عنها ويبذل حياته في سبيلها، حتى يظهر له خلاف ذلك، وإذا ما حدث فعليك أن تبحث عن المعرفة التي أصابت صاحبها فأخرجته من ظلام الأفكار العقيمة إلى رحابة إدراك الواقع بتفاصيله، وعندما تجد العكس عليك أن تراجع مكونات البيئة التي نشأ فيها الضحية، وأن تُعالج نواقص المعرفة التي انتهت بخلق مجتمع متطرف بجهله خاصم العقل والإنسان معًا.