بالأمس وأنا أقلب فى قنوات التلفاز، علنى أجد جديدا فى عالم بات كله «إعادة»، وجدت إحدى القنوات تعرض فيديو لـ«لمؤاخذة» لرجل يعلم النساء الرقص، هذا المخنث يرتدى بدلة رقص، ويتلاعب كغلام من قوم لوط، هو حر فى خصره ودبره، لكن أن يتم عرض هذا على شاشات التلفاز فهذا يؤكد مرارا أننا فى عصر «برديس» تلك التى بمجرد أن تنطق اسمها سيعرفها العوام، وسيستعيذ منها الجان، فبعض الفلاسفة يقولون إنها خلقت من «نار»، والبعض الآخر حينما يرونها يقولون يا «ستار»، لقد تخطت «صافينار»، ستشعر أنك لا تفهم شيئا مما أكتب، ولا أنا ولا أحد فى هذا العالم، فكيف سنفهم وكل شىء فَقد معناه، وهويته، دعك من العبارات الرنانة التى يرددونها.. لا تثق بها.. فالعالم بات كذلك المخنث الذى يعلم النساء الرقص، نحن يا صديقى بتنا نعيش فى المرحلة الرمادية بين الوعى واللا وعى، المنطق واللا منطق، وهذه الغياهب لا يمكن النجاة منها فلا نحن وصلنا ولا نحن سقطنا لنبدأ، لذا أنصحك ألا تقرأ فالله يفكر للأغبياء، لا تكن مثقفا أو موهوبا لأنه لن يكون لك مكان فى صفوف القيادة، هذه النصائح أسديتها لابنى آدم صاحب الـ٥ سنوات، حينما رأيت فيه لمحة ذكاء.. مدرسته كتبت له فى صفحة الكراس أين الواجب بالقلم الجاف، فكتب هو الواجب، فأصبحت كلماتها بلا معنى.. وحينما سألته قال لي: اسألها هى بتكتب كلام غير مفهوم.. هذا ما كتبته وهذا الواجب.. أما زلت لا تفهم ما أكتب وما أقول؟ هذه معضلة كبيرة فأنا لا أستطيع التبيسط أكثر من ذلك وإلا سأكون مثل غيرى ممن يكتبون، ولكن سأشرح لك حتى ينتهى المقال، يقولون إن «طاليس» خرج يوما من بين الصفحات متعبا، أتعرف «طاليس»، لا هذا ليس محل «الأنتيكات» عند الدوران، ولكنه أول فيلسوف فى تاريخ البشرية، دعك منه فماذا أخذنا منه غير الجدال، المهم أنه بعد نظرياته وتنبؤاته خرج من بين الصفحات، حينما سمع أن أحدهم وضع اسمه على محل الأنتيكات، ثار وغضب وقال بعد هذه المؤلفات يكون مصير اسمى أن يوضع على لافتة فى شارع جانبى.. أيرضيك ذلك يا أرسطو، ضحك «أرسطو» وقال: «هون عليك يا طاليس.. فاسمك وضع على محل أنتيكات.. ما بالك وأنا أصبحت بالدقة والثوم.. فقد كتبوا على أحد المطاعم.. «كشرى أرسطو»، وهنا ضحك «إريك هوفر» وتدخل وقال، ألم أقل لكما من ذى قبل ألا نكتب لكى لا نعيش ونرى هذه المهازل، فأكبر حظ حسن يمكن أن يصيب الإنسان هو أن يموت فى الوقت المناسب.. ومع ذلك هون عليك يا «طاليس».. وتعالى نخرج من «المود السيئ»، فإنهم يقولون إنه بجوار محل الأنتيكات المكتوب عليه اسمك.. يوجد فلسفة من نوع آخر تقدمها «بارديس»، فهى بنا نطبق النظريات ونرى ما وصل إليه العلم الحديث.. أرجوك إذا لم تفهم المقال فلا تقرأه ثانية.
آراء حرة
1000 حكاية وحكاية.. "طاليس وبرديس"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق