قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو
دريان يوم الأربعاء إن تركيا وإيران تنتهكان القانون الدولي بأفعالهما في سوريا،
وذلك في أقوى التصريحات الفرنسية حتى الآن بشأن تدخل تركيا في الصراع السوري.
كما قال لو دريان في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم) إن هناك
دلائل على أن القوات الحكومية السورية تستخدم الغاز السام ضد المدنيين.
وسئل عما إذا كان يريد انسحاب القوات المسلحة التركية من سوريا،
فقال لو دريان إنه يريد ”انسحاب كل من ينبغي ألا يكونوا موجودين في سوريا بما في
ذلك فصائل مسلحة (تدعمها) إيران، ومنها حزب الله“.
ولم يدع بشكل مباشر تركيا لوقف هجومها على قوات كردية في شمال
سوريا لكنه قال إنه يتعين على أنقرة ألا تزيد من حدة الصراع.
وأضاف "ضمان أمن حدودها لا يعني قتل المدنيين وهو ما تجب
إدانته. وفي ظل الوضع الخطير في سوريا يتعين (على تركيا) ألا تزيد حربا على الحرب".
وتساند فرنسا المعارضة السورية خلال الحرب الدائرة منذ سبع
سنوات وهي عضو في تحالف تقوده الولايات المتحدة يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال لو دريان "تركيا والنظام في دمشق وإيران وهؤلاء الذين
يهاجمون الغوطة الشرقية وإدلب (اللتين تسيطر عليهما المعارضة) ينتهكون القانون
الدولي".
وشنت تركيا عملية في سوريا الشهر الماضي ضد مسلحين أكراد
تعتبرهم حلفاء لانفصاليين يشنون تمردا في مناطقها الجنوبية.
وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر
جليك إن بيان لو دريان عكس ”ازدواجية في المعايير بشأن قضية الإرهاب“.
وأضاف "المعركة التي تخوضها تركيا تتوافق مع القانون
الدولي. أما الذين ينتهكون القانون ويرتكبون الجرائم فهم من يسلحون حزب جماعتي حزب
الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية الإرهابيتين".
ومن المقرر أن يصل لو دريان إلى طهران في الخامس من مارس لإجراء
محادثات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية واتفاقها النووي مع قوى عالمية ودورها
في المنطقة في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطا على حلفائها الأوروبيين
لتشديد موقفهم من إيران.
واتهم إيران بأن لديها طموحات لـ"للهيمنة"
في المنطقة.
وإيران حليف رئيسي للحكومة السورية في الحرب الأهلية وتقول إنها
لا تعتزم الانسحاب إلا إذا طلبت سوريا منها ذلك.
وقال لو دريان أن من المرجح أن تكون قوات الرئيس السوري بشار
الأسد تستخدم غاز الكلور في الهجوم المدعوم من روسيا على محافظة إدلب التي تسيطر
عليها المعارضة وفي جيب الغوطة الشرقية المحاصر.
وقال "أتحدث بدرجة من الحذر لأن الحرص مطلوب حتى يتم
التوثيق الكامل لكن كل الدلائل الواردة إلينا تشير إلى أن النظام السوري يستخدم
الكلور في الوقت الراهن“ وأضاف أن الأمم المتحدة فتحت تحقيقا في الأمر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو الماضي إن لديه
خطوطا حمراء واضحة فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية موضحا أن ”أي استخدام لسلاح
كيماوي يمكن أن يقود إلى رد انتقامي وإلى إجراء فوري على الأقل فيما يخص فرنسا".