الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

فزاعة التطبيل ووفد الإخوان إلى الكونجرس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعجبتنى تغريدة الفنان القدير صلاح عبدالله عبر موقع تويتر حين كتب يقول: «التطبيل فزاعة تستخدم ببراعة حتى لا يبقى غيرهم، ولو كان حب الوطن والخوف عليه تطبيلا فما أجمله وما أروعه». وقد لاحظت حقًا أن كل من يكتب كلمة حق تجاه ما يحدث فى مصر من إنجازات غير مسبوقة يلقى هجومًا عنيفًا ومنظمًا من كتائب إلكترونية تتهمه بالتطبيل، فصار بعضنا مع الوقت يخشى الكلمة ويخافها وينشغل بنفيها، تمامًا مثلما أتت لحظة تاريخية علينا كنا نخشى فيها أن ننعت بالفلول، خاصة حين حاول مجلس شعب الإخوان أن يمرر قانونًا بالعزل السياسى يحرم فيه الاشتغال بالسياسة أو بالعمل العام لكل من اقترب من نظام الرئيس مبارك، علمًا بأنهم كانوا أكثر الناس استفادة من هذا النظام، فما حققوا ثرواتهم إلا فى عهد الرئيس مبارك وما دخلوا البرلمان بأعداد مهولة إلا فى عهده وبتنسيق تام مع أجهزة الأمن، وكم من مرة صرح فيها مرشدهم بأن مبارك هو والد كل المصريين، ولكنهم انقلبوا عليه حين أتت إليهم الإشارة من الخارج، وحين بدأ أوباما يكرر كلمة «الآن وليس غدًا» فى إشارة منه إلى ضرورة ترك الرئيس مبارك لمنصبه وفى تدخل غير سافر وغير مسبوق فى الشأن المصرى، وهؤلاء الذين كانوا يرددون فى مظاهراتهم هتاف «يا مبارك يا جبان ياعميل الأمريكان» هم أنفسهم الذين شكلوا وفدًا للذهاب إلى الكونجرس الأمريكى للتحريض على مصر وتقديم ملفات لانتهاكات حقوق الإنسان - كما زعموا – فى مصر خلال الفترة من يوليو ٢٠١٣ وحتى مارس ٢٠١٧ وبكل بجاحة قاموا بنشر فيديو لأنفسهم عبر قناة الجزيرة ثم عبر مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعى ظنًا منهم أنهم يحسنون عملا، وأن الشعب المصرى سيصفق لهم على هذا الفعل الشنيع، ويبدو أن قراءتهم للواقع الاجتماعى والسياسى فى مصر تقتصر على سماع أصواتهم فقط أو متابعة أنفسهم عبر مواقع الكذب الإلكترونية والتى تشعرك أن مصر تعيش على سطح بركان سينفجر بعد لحظات وهذا غير حقيقى بالمرة، فالمواطن فى بلدى يشعر بحجم الإنجازات التى تتم خلال السنوات القليلة الماضية ويرى انعكاس ذلك على حياته، وتجربته بعد أحداث ٢٥ يناير دفعته لكره أى ثورة جديدة، وأنا مضطر لاستخدام هذا اللفظ الذى بات شعبيًا بسبب تداوله الإعلامى والإلكترونى بأقلام وأفواه من أرادوا الاستفادة من تلك الأحداث والتى أعادت البلاد إلى الوراء اقتصاديًا وسياسيًا وها نحن قد بدأنا نسترد عافيتنا بعد مرور ثمانى سنوات، أما هؤلاء فهم بلا شك من المغيبين الذين يظنون أن الشعب سيفرح لذهابهم إلى الكونجرس والاستعانة بالأمريكان علينا، وهذا يقودنا إلى مسألة فقهية أثيرت فى زمن الخلفاء الأوائل وهى الخاصة بحكم الاستعانة بغير المسلم على المسلم، فهل يجوز ذلك؟ وإجابة هذا السؤال الفقهى معروفة للجميع، فقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يستعين بغير المسلم على المسلم، ونحن نهدى هذا الأمر الفقهى لهؤلاء الذين يرفعون شعار الإسلام، والذين كانوا يهتفون وراء صفوت حجازى «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» فإذا بهم إلى الكونجرس يذهبون وقد نسوا أن هذه الإدارة الأمريكية هى من اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وهى من نقلت سفارتها إلى هناك وسط رفض عالمى تقوده مصر ورئيسها الذى لا يعجبهم، وإذن فأى تناقض يعيش فيه هؤلاء، وكيف استطاعوا مواجهة عدسات الفيديو وهم يعلنون عن وجودهم فى أروقة الكونجرس للاستعانة به ضد مصر، وهل فكر أحدهم فى حمل ملفات مشابهة ضد انتهاكات حقوق الإنسان فى إسرائيل أو فى تركيا أو فى قطر؟ ألا يكشف هذا الفعل عن زيف ادعائهم الوطنية والإخلاص لتراب هذا الوطن وأنهم كانوا يحملون الخير إليه وهو الشعار الخاص بهم منذ ٢٠١١، ولكن لماذا نتعجب وهم أثناء اعتصامهم فى ميدان رابعة هتفوا لأمريكا وصاحوا فرحًا وكبروا تكبيرًا حين زعم أحدهم أن الأسطول الأمريكى قد اقترب من الشواطئ المصرية وأن أمريكا جاءت لاحتلال مصر وإعادة مرسى إلى الحكم؟ ولا ريب أن هذه الكلمات قد أذهلتنا جميعًا وقتها، إذ كيف لمصرى أن يتمنى احتلال بلده من أجل استمرار جماعته فى الحكم؟ وأظن أن هذه المواقف وغيرها من عينة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء لأحدهم فى المنام وقال كيف أؤمكم والرئيس محمد مرسى بينكم، فتقدم مرسى للإمامة، أو من عينة أن جبريل قد نزل فى رابعة وابتسم للمعتصمين بها،أو من عينة أن العسكر حسبما يقولون قد أدخلوا أسدا على مرسى فى محبسه كى يفتك به فإذ بالأسد يستسلم ويسجد عند قدمه وسط ذهول الحراس، وأظن أن مثل هذه الأساطير وهذا الهراء قد دفع الغالبية العظمى من شعبنا لعدم التعاطف مع هؤلاء، تمامًا مثلما أظن أن فيديو الكونجرس قد أسقط عنهم ورقة التوت الأخيرة وتسبب فى شحن الناس ضدهم فازدادت كراهية الشعب لهؤلاء الذين حملوا السلاح علينا وقتلونا لا لشىء إلا لأنهم أرادوا الاحتفاظ بكرسى الحكم، والغريب أنهم يهاجمون بشار الأسد ويقولون إنه يقتل شعبه من أجل الاستمرار فى السلطة، فأى شىء تفعلونه أنتم؟ أما آن لكم أن تفيقوا مما أنتم عليه وأن تنتبهوا لحقيقة أن الشعب المصرى قد كشف مخططكم وأنكم لن تعودوا لحكمه مرة أخرى، وأننا لا نخاف فزاعة التطبيل التى تريدون بها إسكاتنا كى لا يبقى إلا أصواتكم الكارهة لمصر.