الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الصم.. الصم يا أسيادنا في الإعلام...!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إحدى مظاهر تخلف الإعلام عن المبادرات التى تطرحها الدولة المصرية، تعاملهم معها بشكل كرنفالى دعائى هدفه الوحيد إظهار الولاء لشخوص رموز الدولة، وليس التفاعل مع مبادرتها على نحو جاد يؤكد اقتناع القائمين على الإعلام بما يقدمونه.
الفلسفة التى من أجلها بادر الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخصيص أعوام للشباب، ثم المرأة، ثم ذوى الإعاقة، تهدف فى الأساس إلى تنبيه المجتمع لضرورة الاهتمام بقضايا هذه الفئات التى عانت طويلا من سياسات التهميش والتمييز السلبي.
والإعلام هو إحدى أدوات المجتمع فى تفنيد وشرح تفاصيل أجندات قضايا تلك الفئات لتطرح للنقاش العام على نحو يعمل على تغيير نمط الثقافة السلبية السائدة بشأنها.
ومع ذلك لم يقم الإعلام فى أغلبه بهذا الدور بالنسبة للشباب والمرأة، إلا بذلك المنهج السطحى وأخشى ما أخشاه أن ينتهى عام ٢٠١٨ المخصص لذوى الإعاقة دون أن تستفيد هذه الفئة التى تمثل نحو ١٢٪ من إجمالى سكان المحروسة ويظل التعامل معها على نفس المنوال، والذى يقتصر على مشهدين رئيسيين، الأول الاحتفاء بالرموز الرياضية الناجحة أو غيرها ممن أحرزوا تفوقا هنا أو هناك، والثانى بعض المشكلات الفردية التى يتم حلها عبر البرامج ذات الطابع الإنساني.
مع استمرار هذا المنهج لن يجدى قانون ذوى الإعاقة الجديد نفعًا، رغم ما به من مواد تضمن أغلب حقوقهم، إذ يستلزم تطبيقه تغيير ثقافة المجتمع تجاه مواطنيه من ذوى الإعاقة من مجموعة من المرضى والعاجزين إلى شركاء فى عملية بناء الوطن، وحقوقهم واجبة النفاذ وليست مجرد عطايا، أو باب من أبواب دخول الجنة وكسب الثواب ومحو الذنوب.
المواطنون الصم أو ذوو الإعاقة السمعية، والذين يتراوح عددهم بين ٣ و٤ ملايين مواطن مصرى أكثر الفئات معاناة، لأنهم محرومون وبشكل نهائى من حقهم فى المعرفة والثقافة، وهو أم الحقوق التى إن فازوا بها تغيرت صورتهم السلبية فى المجتمع، ومن ثم حصلوا على تعليم جيد وعمل كريم ورعاية صحية وما إلى ذلك من حقوق.
ويكفى أن تعلم عزيزى القارئ أن ملايين الصم قد لا يدركون جيدا ما جرى فى مصر منذ يناير ٢٠١١ وحتى الآن، بل إن وجدانهم يعتبر صفحة بيضاء لم يخط فيها سطر واحد عن تاريخ وثقافة وفن هذا البلد، ولقد أدركت جماعة داعش الإرهابية هذه الحقيقة وقامت بإنتاج فيديوهات خلال عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦ مترجمة إلى لغة الإشارة فى العراق وسوريا وليبيا ونجحت بالفعل فى تجنيد بعض العناصر منهم.
فى مصر يسيطر بعض مترجمى الإشارة المنتمين للتيارات السلفية وجماعة الإخوان الإرهابية على بعض مجموعات الصم داخل المساجد والزوايا التابعة لتنظيمات الإسلام السياسى الإرهابية.
أدركت دكتورة أمنية زعزوع هذه الحقيقة وما تنطوى عليها من خطورة، فبادرت إلى الاستعانة بمترجمة الإشارة «هيام بهى الدين» فى برنامجها «أمنية مصرية» على فضائية دريم.
وربما تولد هذا الوعى لدى زعزوع، لكونها أستاذة للإعلام قبل أن تكون ممارسة له، فقررت أن تكون جزءا من محاولة لاستيعاب هذه الفئة وربط وجدانها بالوطن. ليت الإعلامين الذين يحظون بمعدلات مشاهدة كبيرة يسيرون على درب الدكتورة أمنية زعزوع، خاصة أنهم أكثر الناس إدراكا لقيمة المعرفة. يا أسيادنا فى الإعلام «عمرو أديب، وائل الإبراشي، أحمد موسى، أمانى الخياط، د. معتز بالله عبد الفتاح «وكل من لم أذكرهم تخيل أنك أصم أبكم دخلت مدرسة لا تعلم حتى الأبجدية ولا حيلة لك للوصول لأى مصدر من مصادر الثقافة والمعرفة وفوق ذلك لا تستطيع البوح بآهاتك، تخيل أن عقلك صفحة بيضاء ووجدانك كصحراء الربع الخالى حتى تدرك معاناة إخوان لك فى الوطن. هذا النداء موجه إلى المرشحين لانتخابات الرئاسة، الرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندس موسى مصطفى موسى، فليس أقل من أن تقيما وزنا لناخبيكم من الصم وتخاطباهم عبر لغة الإشارة بما تطرحانه من برامج وأفكار، وتذكروا جميعا أن أعداد الصم تمثل نسبة الـ٥٪ من إجمالى أعداد الناخبين المصريين التى يشترط الدستور اكتمالها فى حال وجود مرشح واحد.
هؤلاء المنسيون الأكثر رغبة فى المشاركة السياسية والاجتماعية وبكل أشكالها فقط إن وجدوا من ينصت لصوتهم المكتوم.