جلباب مهندم، وشارب يحكي شموخ شخصيته بين أبناء بلدته، يجلس كل حفلة لـ "كوكب الشرق" واضعا خده على كفه، مستمعا ومنصتا كأنه على رأسه الطير، يذهب برأسه يمينا ويسارا طربا لصوت خطف قلبه وعقله فأصبح أسيرا حكاية الحاج "سعيد الطحان" صاحب المقولة الأشهر التي إرتبطت دائما بصوت أم كلثوم "عظمة على عظمة ياست".
جاء من طنطا حاملا جلبابه على كتفه وأخر يرتديه، عشقا في صوت الست، "الطحان" من أعيان طنطا وأغنى رجالها، ولكن هذا الثراء لم يستمر طويلا، فمثلما خطفت "كوكب الشرق" قلبه خطفت حفلتها أمواله وثروته.
فى 1964 كان الجمهور على موعد انتظره كثيرا، وهو لقاء السحاب بين "الست" والموسيقار "محمد عبدالوهاب" في أول عمل يجمع بينهما، فى مقطوعة "إنت عمري"، ومن شدة جمال اللحن وأداء "أم كلثوم" لم يتماسك احد أعضاء فرقة "الست" لينادي في البروفة "عظمة علي عظمة علي عظمة" ضحكها وقتها عبدالوهاب لينادي "عباس فؤاد" صاحب المقولة حتي رحيله باسم "عظمة"، ليكررها في الحفلة بعدما أبدعت الست ليلتقي الكلمة الحاج "سعيد الطحان" ويضع بصمته قائلا:"عظمة على عظمة ياست" لينادي بها أم كلثوم دائما، وكانت "كوكب الشرق" تتفقده كل حفلة، حتي أنه لم يظهر في إحدي الحفلات لتكتشف أنه خسر أمواله وباع أرضه، وفي مرة أثناء قدومه للحفلة سقط منه مبلغ كبيرا حصل عليه من البنك ولتعجله لحضور الحفلة تم سرقته، أرسلت إليه الست "راديو" هديه ليسمعها في طنطا وأعادت له الأرض التي قام ببيعها وأرسلت له رسالة مفادها:"إسمعني من الراديو كل حفلة".
