تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
فرق تربية، الملك محمد منير ابن بيت الراحل الجميل، زكى مراد، الذى تغنى فيه الشيخ إمام، «يا بلح أبريم يا سمارة»، تربى محمد منير على يد الست فتحية أم المصريين.
كنا فى مقتبل الشباب عندما استمعنا إلى صوته، طوبى للراحل يوسف شاهين، حدوتة مصرية.
منرضاش يخاصم القمر السما /منرضاش تدوس البشر بعضها
منرضاش يموت جوه قلبى نداه / منرضاش تهاجر الجذور أرضها
منرضاش قلبى جواى يغنى / لجراس تدق لصرخه ميلاد
تموت حته منى / الأجراس بتعلن نهاية بشر من العباد دى
الحكمة قتلتنى وحييتنى / وخلتنى أغوص ف قلب السر قلب الموت / قبل الطوفان ما ييجى / خلتنى أخاف عليكى يا مصر وأحكيلك على المكنون/ مين اللى عاقل فينا مين مجنون
مين اللى مدبوح من الألم / مين اللى ظالم فينا مين مظلوم
مين اللى ميعرفش غير كلمة نعم / مين اللى محنيلك خضار من فلاحين غلابة / مين اللى محنيلك عمار عمالك الطيابة
مين اللى بيبيع الضمير ويشترى ويشترى بيه الدمار/ مين هو صاحب المسألة والمشكلة والحكاية والقلم/ رأيت كل شىء وتعبت على الحقيقة / قبلت فى الطريق عيون كتير بريئة / أعرف بشر عرفونى لا لا معرفونيش قابلونى وقابلتهم / بمد إيدى لك طب ليه متقبلنيش / لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك
لا يهمنى لونك ولا بلادك مكانك / يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان/ يا ناس يا ناس يا مكبوتة هى دى الحدوتة/ يا ناس يا ناس يا مكبوتة هى دى الحدوتة / حدوتة مصرية حدوتة مصرية
أما من صنع الحدوتة المصرية السكندرية، كان المبدع الراحل صاحب أجمل الأفلام: هو «يوسف جبرائيل شاهين»، مسيحى كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، فى ٢٥ يناير ١٩٢٦ فى مدينة الإسكندرية لأب لبنانى كاثوليكى من شرق لبنان فى مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر فى القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التى عاشت فى الإسكندرية فى تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها فى بيت يوسف شاهين. وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة، حيث قالت الفنانة محسنة توفيق فى إحدى الحوارات «أن أسرته كافحت لتعليمه»، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتى حصل منها على الشهادة الثانوية. وبعد إتمام دراسته فى جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين فى معهد پاسادينا المسرحى (پاسادينا پلاى هاوس - Pasadena Play House) يدرس فنون المسرح.
بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائى ألڤيزى أورفانيللى (Alvise Orfanelli) بالدخول فى العمل بصناعة الأفلام. كان أول فيلم له هو بابا أمين (١٩٥٠). وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (١٩٥١) فى مهرجان كان. فى ١٩٧٠ حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ. حصل على جائزة الدب الفضى فى برلين عن فيلمه إسكندرية ليه؟ (١٩٧٨)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروى عن حياته الشخصية، الأفلام الثلاثة الأخرى هى حدوتة مصرية (١٩٨٢)، إسكندرية كمان وكمان (١٩٩٠) وإسكندرية - نيويورك (٢٠٠٤).
فى ١٩٩٢ عرض عليه چاك لاسال (Jacques Lassalle) أن يعرض مسرحية من اختياره لكوميدى فرانسيز (Comédie Française). اختار شاهين أن يعرض مسرحية كاليجولا لألبير كامو، والتى نجحت نجاحًا ساحقـًا. فى العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر (١٩٩٤)، قصة مستوحاة من شخصية النبى يوسف بن يعقوب. تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته فى ١٩٩٤. ظهر شاهين كممثل فى عدد من الأفلام التى أخرجها مثل باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان.
فى ١٩٩٧، وبعد ٤٦ عامًا و٥ دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبى من مهرجان كان فى عيده الـ«٥٠» عن مجموع أفلامه (١٩٩٧)، منح مرتبة ضابط فى لجنة الشرف من قبل فرنسا فى ٢٠٠٦.
هناك ما يقارب الـ ٣٧ فيلما طويلا وخمسة أفلام قصار حصيلة حياته المهنية نال عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز فى العالم، أهمها جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي.
منذ بداية مشواره مع السينما، استخدم شاهين الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين فى أفلامه منذ فيلمه الأول «بابا أمين» وحتى آخر أفلامه «هى فوضى». فى تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك فى اختيار الأغانى والموسيقى التى تخدم فكرته. تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما فى صورة مختلفة فى فيلم «أنت حبيبى» عام ١٩٥٧، وقدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم «بياع الخواتم» عام ١٩٦٥ واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة الابن الضال عام ١٩٧٦ ولطيفة فى «سكوت هنصور» عام ٢٠٠١.
ويمثل محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه فى أفلام يوسف شاهين، فقدم معه «حدوتة مصرية» عام ١٩٨٢ أتبعها بفيلم «اليوم السادس» بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» عام ١٩٩٧. وخلال تلك المسيرة لحن شاهين أغنيتين الأولى هى «حدوتة حتتنا» فى فيلم «اليوم السادس» وأدّاها الفنان محسن محيى الدين، والثانية هى «قبل ما» للطيفة فى فيلمه «سكوت هنصور» من كلمات كوثر مصطفى وتوزيع الموسيقار عمر خيرت.