الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أحزاب الظل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس تقليلأ من شأن الأحزاب السياسية فى مصر، ولكن بعد ثلاثين عامًا من البيات الحزبى التام والنُعاس السياسى الذى كان يرفرف على رايات باقى الأحزاب حتى عام 2011م، فجأة أصبحت الأحزاب السياسية فى مصر هى المسئولة عن إخراج مشهد سياسى ناضج! من غير المنطقى واللامعقول أن أحزابًا كانت فى حالة من الجمود السياسى والفكرى لأكثر من ثلاثين عامًا نطلب منها اليوم إقامة كيانات وحياة سياسية ناضجة!
فماذا قدمت الأحزاب لمصر طيلة الأربع سنوات الماضية؟ وهل كانت حقًا تطور من حالها وتستفيق من حالة البيات السياسى الذى فرض عليها فى العهود السابقة؟
هل كان لدينا متخصص يقيم أداء الأحزاب السياسية فى أول أربع سنوات استقرار لمصر؟ وان كانت تحمل لنا ببارقة أمل فى المشهد السياسى او لأ؟ ولكن باجتهاد شخصى لا أرى الأحزاب قدمت الكثير لمصر فى أخر أربع سنوات، على العكس لقد شهدت كثير من الأحزاب انشقاقات وتناحر على مناصب داخلها ,قدمت لأنفسها مقاعد فى البرلمان لازال الشعب يقيم أداء ذلك البرلمان بين راضٍ وغير راضٍ.
قدمت انشقاق بين سياستها وبين سياسة صحفها التى هى لسان حال حزبها أو من المفترض أن تكون هكذا .فلايوجد صحيفة واحدة حزبية تعبر عن حال حزبها أو تخدمه .
كان من المفترض أيضا أن تتقدم الأحزاب بأدوار كثيرة جدا غابت عن المسرح المصرى السياسى الاو هو الحديث مع الشارع فكنت أتخيل أن حزب أمة ما كان عليه أن يصدر ثقافة الرقى والآداب العامة وإحياء الحوار الراقى وإحياء كلاسيكية الخمسينيات برقيها الأخلاقى للشارع المصرى اليوم والتى تبذل الدولة فى هذا المنحى جهودًا مضنية حتى تعيد الرقى والأصالة حتى فى ألفاظ الحوار مرة أخرى للشارع المصرى.
كنت أتخيل أن حزب ما كان سيتولى مهمة تثقيف الشارع حيال الفجوة الحوارية بين الدولة والمواطن، وأن يصدر ثقافة الفهم والاستيعاب والصبر لنرى نتاج المشاريع العملاقة فضوء الشمس يصل للأرض فى ثمان دقائق ونصف الدقيقة ! كان من الممكن أن يقيم حزب آخر بالتعاون مع نظيره خصوصًا لجان المواطنة الحقيقية وليست النظرية تقديم مشاريع فكرية لمجلس الوزراء ولوزارة الشباب والتضامن الاجتماعى عن كيفية دمج عنصرى الأمة ووأد البؤر الطائفية المشتعلة فى الصعيد والمنيا .
حتى أبسط الأدوار الحزبية التى كان من الممكن تقديمها للشعب وهو التعريف ببعض المفاهيم السياسية ونشر وعى سياسى بسيط جدًا وعرض مبسط للأخطار التى حاطت باقتصادنا وكيف بدأنا التخلص منها وشرح مبسط لبعض المصطلحات مثل تحرير سعر الصرف-تنقيب عن حقل غاز- البنك الدولى.. إلخ.
لم تتحدث الأحزاب للشعب ولم تعرف كيف تتواصل مع الشارع ,لم تتحدث مع الدولة ولم تتعاون معها ولكن بقت قابعة فى مكانها يجافيها النعاس حتى هذه اللحظة فاما غيرت نفسها اليوم أو تم الاستفتاء على حلها الغد!