تصنف دائمًا سوهاج كمحافظة طاردة للسكان فمنذ عشرات الأعوام وإلى الآن لم يتغير هذا التصنيف على عكس كل المحافظات التى سرعان ما تتغير تصنيفاتها، ورغم إعلان الحكومة فى عام 2009 البدء فى تنفيذ برنامج لتنمية القرى الفقيرة بسوهاج ليسهم فى رفع مستوى معيشة السكان والحد من نسبة الفقر، واعتماد 2 مليار و98 مليون جنيه لتلك البرامج، إلا أنها لم تحقق طموحات الأهالى ولم تغير من الواقع شيئا، فالأمر كما هو فلم تسهم هذه البرامج فى تحسين مستوى معيشتهم أو خفض نسب الفقر.
ولم يعد اعتماد 2 مليار و98 مليون جنيه فى عام 2009 لتنفيذ برامج بالمحافظة هو الأخير وإنما اعتمدت الحكومات المتتالية ميزانيات عديدة حتى هذا العام ولكن دون جدوى أو نتيجة ملموسة، فالمحافظة ما زالت طاردة لسكانها.
فلماذا لا تتم الاستعانة بأبناء المحافظة فى المناصب التنفيذية بها أو حتى الاستشارية لمعرفة متطلبات الشعب السوهاجى الحقيقية وتنفيذ مشروعات تتماشى مع الأهالى وتثقيفهم بضرورة التوجه للصناعة بجانب الزراعة وعدم الاعتماد على السفر للخارج وكأنه الملهم الأخير لهم، وإذا نظرنا لأقل الأشياء وهى الوظائف فى المؤسسات والشركات فى المحافظة فهى ليست لأهالى سوهاج والدليل على ذلك الواقعة الشهيرة الأخيرة لشركة البترول بالمحافظة وتعيين أبناء محافظة أسيوط فيها رغم مخالفة ذلك للقانون.
والأسوأ أن الأهالى فقدوا الأمل فى الارتقاء بقراهم ومدنهم وتغيير تصنيف محافظتهم وأصبح السفر لدول الخليج هو الشغل الشاغل للجميع ومن لم يستطع فيتوجه للقاهرة والإسكندرية للعمل.
وفى حقيقية الأمر هناك أسباب كثيرة جعلت سكان سوهاج يقطنون خارجها بخلاف عدم وجود فرص عمل، فانعدام الخدمات أيضًا كان له سبب وعدم تواصل المسئولين معهم سبب رئيسى أيضًا وعدم وصول القوافل التوعوية والتثقيفية والطبية العلاجية للقرى أيضًا أسباب أخري.
فغالبية القرى لم يصلها الصرف الصحى إلى الآن بخلاف عدم وجود خطة للتنظيم العمرانى فالبناء يتم بشكل عشوائى ناهيك عن سوء مياه الشرب المقدمة للأهالى والتى رفعت نسبة الإصابة بالأمراض المختلفة والأسوأ وجود أسلاك كهرباء الضغط العالى والمتوسط فى الشوارع وسط القرى وذلك يسبب وفيات عديدة بين الأطفال والكبار أيضًا، ناهيك عن الإهمال الشديد فى المنظومة الصحية بها فالوحدات الصحية حدث ولا حرج ووقف عمل مستشفيات التكامل وعدم وجود خدمة حقيقية فى المستشفيات الكبرى والعامة.
وإحقاقًا للحق لا ينكر أحد الدور الإنسانى لمحافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم فى سعيه الدائم لإنهاء الخصومات الثأرية التى يمكن أن تبيد العائلات بالتعاون الدائم مع اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج واللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج والأجهزة الأمنية بالمحافظة وعلمى شخصيًا بطموح أيمن عبدالمنعم فى رفع سوهاج عاليًا كونها محطته الحكومية الأولي، ولكن له منى اللوم فى التغييرات الكثيرة والمتتالية فى وكلاء الوزارات المختلفة وعلى رأسهم التعليم والصحة، فيا سيادة المحافظ لا بد أن يمكث المسئول فترة ليستطيع تقديم نتائج فى ملفه، ويا سيادة المحافظ أهالى سوهاج يتسمون بالخلق والطيبة والشهامة فأوصيك بهم خيرًا.