الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إعلام لطم الخدود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعلمنا من الحياة ألا نستمر كرد فعل وسط ظروف متكررة عادة ما تلحق الضرر.
تعلمنا أيضا أن ترك الساحة لمن يصوب ضدك يمنحه التفوق فى اصطيادك وتهديد حياتك بكل الصور.
ومع ذلك ما زلنا نترك الساحة لمنصات القذف الإعلامى وغيره للنيل من حياتنا ومستقبلنا.
إعلامنا ما شاء الله.. هو إعلام لطم الخدود من كثرة البكاء عما يصيبنا من ألم وحزن كنتاج لما يحدث وما نراه.
الواضح أننا كمنظومة إعلامية أراها عشوائية فى إدارة الأزمات أو تقديم المساندة لقضية ما.
فى الداخل أرى إعلامنا وبكل صوره لايتمتع بأى استشعار لما قد يحدث للبلد أو غيرها، وبمعنى أدق اكتفى عن طيب خاطر لكى يكون رد فعل مكتفيا باستضافة معلق على الحدث.. وأصبحنا نشاهد خبيرا يعلق على حادث إرهابى أو مثقفاً يعلق على خبر أو ناقدا رياضيا يتحدث حول ضربة جزاء أو هدف تسلل.
إعلامنا اتقن ونجح فى لعب دور الكومبارس، وهو مضطر أو بإرادته حدد لنفسه تلك المنطقة والتى أرى أنها تؤمن له الاستمرار وتبعده عن وجع الدماغ.
حالة من السلبية يعيشها إعلام بلدى بعد أن قرر أن يكون متفرجا ناهيك عن أن البعض منهم يعتمد على نبرة صوته كدليل إيجابي دون أن يلتفت أو يقتنع بأننا لو خفضنا من نبرة الصوت لاتضح لنا سطحية المضمون.
الإعلام الآن يعمل وفقا لأفكار قديمة بعيدة عما يحدث فى العالم لذا فقد تحول دون أن يدرى إلى إعلام موظفين وليس مبدعين.
..الإعلام فى مصر يوجه خطابه بكل الأنواع إلى المصريين وهو خطاب ممل ليس فيه أى شكل جاذب مما انعكس على المتابعين وهم فى تراجع
أنا ضد أن ترسم الدولة خطوطا وخططا للإعلام لينهض ويتحول إلى شريك يسير جنبا إلى جنب مع المسئول يروج لما يراه صالحا للبلد شرط أن يكون مؤهلا للحكم على الموضوعات ومدركا لكل عناصر الموضوعات..
الواضح ان هناك ندرة فى وجود من يمتلك رؤية أو موقفًا بناءً عن حقائق ومعطيات مما يمنحه الحق فى المشاركة والنقد أو الإضافة وهناك أيضًا تعميم بترك الميكروفون أو القلم لمن يتحدث لضمان السلامة أو لعدم الكشف عن الجهل بالحقائق.
بالطبع نعلم بأن مقياس نجاح الإعلام بالمصداقية التى يتمتع بها بين الناس وأيضًا الغير، وهى أمور تنتج من قياس رد الفعل من جهات شفافة وليست إعلانية تمنح الأفضلية لمن يدفع وأيضًا تأثيره بما يوازيه بالخارج
..نعلم جيدًا العلاقه التى تربط أعرق المطبوعات وأصحاب البرامج التليفزيونية فى العالم بصناع القرار، هم يتعاملون كشركاء فى البناء وأيضًا البطش بالخصوم والتسويق والترويج للحقائق أو الأكاذيب ونحن ما زلنا نسير كالعميان وراء إعلام الغرب والذى يشكل وجدان الإعلام فى مصر..إعلامنا يعانى ظروفا صعبة ولكنه هو المسئول عن هذه المحنة لأنه اكتفى بالولولة ولم يبحث عن مخرج أو أفكار مكتفيا بلطم الخدود.. وأرى أن الاكتفاء بما نحن فيه جريمة وعقم وردة...العالم يتغير ليواكب التغيرات العميقة التى تضرب المجتمعات بينما نحن مازلنا نبحث عن الجذور..قد تكون الحالة المتردية لإعلامنا ترضى البعض ويدافع عنها ظنا منه أنها الغاية...لكن فى الحقيقة إننا بعيدون عن إعلام إيجابى يصنع الفارق..إعلام يملك الأفكار الملهمة لحلول لمشاكلنا..إعلام يطمئن له المسئول فيجذبه كشريك معه يتقاسم معه المعلومة والجهد والعمل وبالتالى الإنجاز.. أعلم أيضا أن المسئول يحاول أن يتلاشى الإعلام ويتعامل معه بنظام القطعة، وهو أمر واضح، حيث صناعة الثقة لا تجيء بقرارات فقط ينحاز المسئول وينجذب إلى الإعلامى الذى يملك ما يحتاجه وأن يتوافر لديه قيم المساندة دون انتظار مصالح.. وقيم أخلاقية مساندة لقلمه أو رؤيته كصاحب برنامج.. والفوضى الإعلامية الحاليّة قد تسعد البعض لأنها تحمى الأغلبية ممن يفتقد لقيم المساندة ويفتقر لعطاء وإضافة من المفترض ان تتوافر فيمن يكتب أو يتحدث خلف ميكروفون.. غيرتى على تخلف إعلام بلدى فى مساندة البلد والمسئول بإضاءة الأنوار فى الطريق المظلم ليتعرف عما ينقصنا لنختصر الوقت والمال ولننطلق معًا لبناء الوطن.. بالطبع البلد يؤمن الآن بشعار ابدع وانطلق.. يعنى أنت عليك الإبداع والانطلاق مسئولية الدولة.. الإبداع هنا غائب.. وعلينا أن نبحث عنه بدونه داخل سوف نحصر أنفسنا فى أن نزعج بَعضُنَا بعضًا.