تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تراهم لا يريدون أن يصدقوا إلى متى سيبقون؟ يعتبرون أن ما يجرى فى مصر غيمة ربيع وتمضي لقد تغيرت مصر وأصبح هناك دولة يحميها جيش قوي وشرطة تسهر على راحة الناس وأجهزة رقابية تطارد الفاسدين مهما احتموا بمناصبهم أو بأموالهم، ولم يكتفوا بما حصلوا عليه من أموال نتيجة النصب والاحتيال، وكلما سرقوا قالت جيوبهم هل من مزيد؟ على حساب الفقراء والشباب الذى يبحث عن فرصة عمل شريفة. قد يقول قائل إن الدولة تحارب الفساد، من المؤكد ذلك ولكن قوة الدولة مطلوبة فى هذا المجال بالذات، فإذا كنا نهتم بنظافة اليد والأمانة فلماذا نخشي قوة محاربة الفساد؟. ما زال كثير من الفاسدين والمتربصين والمتآمرين يتصرفون وكأن ما جري فى مصر من مشروعات كبري وقوة بنية المؤسسات المصرية وأجهزتها الرقابية هو غيمة ربيع وستمضي، لكن الوقائع والمعطيات تثبت أن مصر خلال الأربع سنوات الماضية بعد انتخاب عبد الفتاح السيسى رئيسا للدولة قد وقفت على قدميها بتأييد الناس والتفافهم حول الرئيس، وكل يوم يمضي تزداد الدولة قوة وثباتا فى مواجهة كافة المخاطر بل إن هذه الدولة قد عرفت طريقها – طريق البناء – الازدهار – النمو لصالح جموع الناس ولم يعد بالإمكان لكل الفاسدين والمتآمرين التصرف وكأن شيئا لم يكن. لم يعد بالإمكان التصرف كما كان يحدث فى الماضي، لقد دخلت مصر فى سباق لا عودة منه فإلى متى يستمر المراهنون على الظروف التى يعيشها الوطن وعلى تبدل المعطيات والواقع؟.
من متابعة التطورات التى تجري الآن فى مصر أو فى الوطن يتأكد كل المتابعين والمراقبين أن الدولة المصرية تتابع كل شىء سواء كان كبيرا أو صغيرا وعيونها يقظة على كل خطوة سواء معها أو ضدها، وما كان يصلح لمراحل ماضية لم يعد يصلح الآن، وبالإشارة كل لبيب يفهم ما نقصد وعلى الجميع أن يفهم ذلك وأن يتصرفوا على أن الدولة تقوم الآن بوضع قواعد للمستقبل ومتاريس وحواجز قوية تحول بين أى فاسد وأى منصب سياسى كبير.
إن حجم المخاطر والتآمر الذى يحيط بمصر لم يحدث من قبل، واللافت أن كل من يحاول النيل من الوطن تتكسر أهدافه ونواياه على قوة وصلابة الدولة المصرية ورغم ذلك محاولات النيل من الوطن ما زالت مستمرة وتتلون بلون الحياة السياسية والاقتصادية التى نعيشها.
هناك إرهاب فى سيناء عندما تزدهر السياحة، هناك تفشٍ للفساد عندما تزدهر المشروعات الكبري – هناك تلاعب ومحاولة إشغال الناس عن قضايا الوطن الحقيقية عندما تكون هناك انتخابات الرئاسة – وهكذا تستمر محاولات المتآمرين بإبعاد الوطن عن الطريق الصحيح وإغراق الناس بقضايا جانبية لإبعادهم عن الطريق الصحيح (البناء والتطور والازدهار). وهذا ليس بجديد فقد جري ما نعانى منه الآن من مؤامرات ومخاطر مع الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ويتم تكراره الآن مع الرئيس السيسى ولكن بالشكل الملائم بالعصر الذى نعيشه – التآمر نفس التآمر، الأدوات هى نفس الأدوات، كانت أيام ناصر الإذاعات الموجهة، الآن القنوات الفضائية وأيام ناصر أيضا تم توريط بعض الشخصيات المقربة من الزعيم لتلعب أدوارا ضد الدولة، والآن يتم نفس الشىء واستعمال أصناف من الناس ليس بهم قيمة ليلعبوا نفس أدوار التآمر، ويلاحظ الجميع أن الرئيس السيسي لم يغير من عاداته بمخاطبة الناس وجها لوجه ومكاشفتهم بالحقيقة والوقائع وطرحها كما هي وإطلاق المبادرات التى تخدم الناس، وخير شاهد ذلك (حكاية وطن) الذى أكد من خلاله السيسي أن الشعب هو البطل الحقيقى للتحمل والإنجاز، تحمل المعاناة جراء الإجراءات الاقتصادية وسرعة إنجاز المشروعات القومية.
حكاية وطن ينطلق من أن كرامة المصري فى عيشه الكريم أينما يكون النظام السياسى وأينما تكون القوانين، لأن العيش الكريم لا يجب أن يرتبط بالسياسة لأن الناس تخسر كرامتها عندما لا تجد كوب لبن لأطفالها أو مصاريف المدرس أو الدروس الخصوصية أو عندما يجدون أنفسهم عاجزين أمام مطالب الحياة المعيشية، هذه هى أولويات المصريين وأيضا أولويات الدولة. عندما تتوافر هذه المستلزمات فإن المصري لا يهمه شىء آخر، فالقوانين فى خدمة الإنسان وليس الإنسان فى خدمة القوانين. فى أعرق الدول ترفا ورفاهية كفنلدا والسويد والنرويج يعرف العالم عن هذه الشعوب كيف تعيش ولا يعرف ما هى أنظمتهم السياسية ويقولون إن اللوكسمبورج أعلى دخل سنوي للفرد وإعلانات النرويج للسياحة لا يكتب فيها نظام الدولة وإعلاناتها تتحدث عن الخدمة الجيدة والبيئة النظيفة والبنية التحتية الحديثة والمواصلات المريحة، هكذا ينتعش اقتصاد الدول. إن راية التحدي لا بد أن تظل مرفوعة فى وجه الجميع لتحقق مصالح الناس والوطن.
هطلت الأمطار الأيام الماضية وانتعشت الانتخابات الرئاسية، نحن فى فترة تحديد مسار الوطن ونعرف جيدا إلى أين سيأخذنا هذا المسار وهذه الأمطار هى رؤية الخير فى القواعد المناخية، ويفترض أن تأخذنا الأمطار إلى الزرع والحصاد.