تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
على الرغم من المؤامرات التي لا تتوقف ضد مشروع النهضة، حيث يتحالف العلمانيون والشيوعيون والصليبيون لتشويهه، فإن القافلة تسير وتحرز تقدمًا يثير غضب الأعداء وحسرة العزال، ويدفعهم- لعنهم الله- إلى المزيد من التآمر.
يركز هؤلاء السفهاء على بعض الآثار الجانبية للمشروع العملاق، مثل أزمة السولار وغياب الأمن وتلال القمامة وتزايد معدلات البطالة وانهيار العملة، ويتناسون عن عمد بعض الإنجازات الخارقة غير المسبوقة، ومنها- على سبيل المثال- النظام الدقيق المتبع في العدالة الكهربائية، حيث الاقتراب منه المساواة بين سكان الأحياء جميعًا في الاستمتاع بروعة الظلام.
في حياة مادية سخيفة كالتي نعيشها منذ أن حكم العلمانيون وتحكموا، تتوارى المشاعر الرومانسية وتتراجع العواطف ويفقد الشعر تأثيره. ما العمل؟! اجتمع جهابذة النهضة وتباحثوا، وتوصلوا إلى حقيقة أن التقدم المادي لا يمكن أن يتم بمعزل عن استعادة الحس الإنساني ذي النزعة الرومانسية. وفي هذا الإطار، يمثل الانقطاع المنتظم للتيار الكهربائي فرصة لالتقاط الأنفاس والتخلص من اللهاث المادي المحموم، كأن يذاكر الطالب وتطبخ الأم وينهمك الزوج في قراءة الصحيفة مهملاً زوجته.
لا شيء من هذا كله الآن، فالطالب يستريح من عناء مذاكرة المناهج السخيفة، والمرأة تغادر المطبخ وتتخلص من الأوزان الزائدة لأفراد الأسرة، والزوج يمزق الصحيفة ويشعل الشموع ويستعيد أيام الخطوبة وشهر العسل.
لا أحد يشكو من انقطاع الكهرباء، بل إن 83.6% من أبناء الشعب المصري، والعهدة على استطلاع رأي نهضوي، يطالبون الحكومة الرشيدة بالمزيد من فترات الظلام، وهو مطلب يتحفظ عليه الدكتور هشام قنديل، وهو لمن لا يعرف رئيس وزراء مصر، لأنه يخشى من التداعيات السلبية للإفراط في المشاعر الرومانسية.
يستمتع رعايا الدكتور محمد مرسي، حفظه الله، بروعة ظلام النهضة ويموت الأعداء غيظًا وكمدًا لأن المؤامرات التي يدبرونها لا تجدي، والقنوات الفضائية المأجورة لا تؤثر على الشعب العظيم الذي ينصرف عن متابعة برامجها المسمومة، ليس بفضل الوعي وحده، بل أيضًا لأن أجهزة التليفزيون- لحسن الحظ- لا تعمل إلا في وجود التيار الكهربائي.