قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان يوم الأربعاء إنه لا يوجد تصور لحل سياسي في سوريا بخلاف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في فيينا والتي قال إنها ”الأمل الأخير“.
وفشلت محاولات عديدة للأمم المتحدة لتحقيق السلام بعد استرداد الحكومة السورية مساحات كبيرة من الأراضي من المعارضة بدعم روسي وإيراني منذ عام 2015.
وكثفت قوات الحكومة السورية مؤخرا هجماتها ضد المعارضة في إدلب بشمال غرب البلاد وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق بينما أرسلت تركيا جنودا إلى شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية تعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها.
وبعدما أصبحت له اليد العليا في الحرب التي تقترب من إتمام عامها السابع لم يبد الرئيس السوري بشار الأسد أي استعداد للتفاوض مع خصومه ناهيك عن تنحيه عن السلطة في إطار أي حل سلمي كما تطالب المعارضة.
وأضاف لو دريان أمام المشرعين الفرنسيين ”في وقتنا الحالي، لا يوجد تصور يطرح نفسه بخلاف الاجتماع الذي سيعقد في فيينا غدا- وهو الأمل الأخير- تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث سيكون المتحاربون حاضرين وحيث نأمل في رسم أجندة للسلام“.
ودعا ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن سوريا الحكومة السورية والمعارضة لاجتماع على مدى يومين في العاصمة النمساوية.
وقال دي ميستورا للصحفيين في فيينا ”أنا متفائل بمعنى الكلمة...إنها لحظة حاسمة للغاية. جدا جدا“ مضيفا أن الوفدين وعدا بإيفاد وفدين كاملين.
وقال نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية إن اليومين المقبلين سيمثلان اختبارا حقيقيا لكل الأطراف لإثبات الالتزام بالحل السياسي بدلا من العسكري.
* محاولة سلام روسية منفصلة
يأتي اللقاء في وقت لا تظهر فيه بوادر عن حدوث انفراجة سياسية، وأيضا قبل أيام قليلة من تنظيم روسيا، الحليف الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد، مؤتمرا بشأن سوريا في منتجع سوتشي.
وتعتقد دول غربية وبعض الدول العربية أن موسكو تهدف إلى خلق مسار سياسي مواز سوف يقوض جهود الأمم المتحدة وسيضع أساسا لحل يناسب أكثر حكومة دمشق.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الوزير ريكس تيلرسون تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاء بشأن دور موسكو في تأمين قيام ”نظام الأسد بدور بناء في عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة“.
ورأس دي ميستورا سلسلة من المحادثات السورية في جنيف بتفويض لبحث فرص إجراء انتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم وصياغة دستور جديد ومحاربة الإرهاب.
ولم يعقد ممثلو الحكومة والمعارضة أي اجتماعات مباشرة من قبل، ولم تتحد فصائل المعارضة في وفد موحد إلا في الجولة الثامنة في ديسمبر كانون الأول مما عزز الآمال في إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى.
لكن وفد الحكومة السورية اعترض على النهج المتشدد للمعارضة تجاه مستقبل الأسد ولم تحقق المحادثات أي تقدم يذكر.
والتقى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية والولايات المتحدة في باريس يوم الثلاثاء لبحث كيفية منح دعم إضافي للمبعوث الدولي دي ميستورا والتشاور بشأن سبل التعامل مع مؤتمر سوتشي الذي تستضيفه روسيا.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ”نود أن نعيد (عملية) جنيف مرة أخرى إلى قلب الأحداث وهذا ما اتفقنا عليه“.