تمر مهنة التمريض بالعديد من المشاكل التي تسببت في تدهورها خلال السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من إنشاء عدد من المعاهد والكليات التي يتخرج الآلاف منها سنويًا، إلا أن المشاكل والصعوبات ما تزال موجودة.
وأجمع الخبراء على ضرورة تطوير مهنة التمريض وزيادة أعداد المعاهد والكليات لزيادة إعداد الخريجين والخريجات المؤهلين في مختلف التخصصات في ظل نقص الممرضة الماهرة لأنها تعد عملة نادرة تتنافس على تعيينها أو التعاقد معها المستشفيات الخاصة مع نظيرتها الحكومية ورغم أن فرص العمل مفتوحة أمام خريجي معاهد وكليات التمريض إلا أنهم يواجهون مشاكل ممارسة المهنة وعلى رأسها ضعف الرواتب والإمكانيات بالحكومة.
وكان قد أكد تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن العاملين الإناث في نقابة مهنة التمريض تمثل 87.7% من إجمالي عدد العاملين في نقابة مهنة التمريض.
وفي هذا السياق تقول الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض ووكيل وزارة الصحة لشئون التمريض، إن نسبة العجز في مهنة التمريض تصل إلى 20% ويصل عدد العاملين بالتمريض إلى 187 ألف ممرض وممرضة في حين أنه من المفترض أن يصل العاملين بمجال التمريض إلى 240 ألف ممرض وممرضة فيما يعني أن هناك عجزا يصل إلى 20%.
وتابعت الدكتورة كوثر محمود نقيبة التمريض، أنه توجد خطط عديدة للقضاء على هذه الأزمة منها زيادة عدد المعاهد وكليات التمريض على المدار العمين المقبلين، بمعنى أن الأزمة تنتهي في عام 2020.
وتضيف كوثر، أن السبب في العجز الذي يوجد في المستشفيات الحكومية يرجع إلى عدة أسباب من أهمها، أن بعض الممرضين والممرضات يفضلن العمل في المستشفيات الخاصة لأنها توفر رواتب ومميزات أهم من المستشفيات الحكومية.
وأكدت كوثر، على أن نقابة التمريض تحاول على قدر المستطاع رفع كفاء وتدريب أكثر من 12 آلاف ممرض وممرضة في هذا العام، مؤكدة أن العجز في صفوف التمريض سيختفي خلال فترة بسيطة لا تتجاوز عامين على أقصى التقديرات.
وتابعت كوثر، أنني أحزر من عمل التمريض في المستشفيات الخاصة بدون الحصول على تصريح مزاولة المهنة من النقابة، مؤكدة أن ذلك يعرض الممرض أو الممرضة إلى المسألة القانونية ومواجهة تهمة انتحال صفة الممرض وبالتالي تطبق علية عقوبات مشددة.
وفي نفس السياق يقول الدكتور أحمد شوشة عضو مجلس نقابة الاطباء، أن نسبة التمريض في منظومة الصحة تتخطي ال60% بما يعني أن الممرضين والممرضات جزء مهم من المنظومة ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الاحوال.
وأوضح شوشة، أن غياب التمريض يحدث أزمة حقيقية علي المنظومة بأكملها، وتابع شوشة قائلًا، أنه لابد من تدريب الممرضين علي اكمل وجه وكل منهم يعمل في تخصصه ومجاله موضحًا أنه لابد وأن يكون هناك مواكبة الحدث والتقدم العلمي لرفع الجودة المهنية من جانب كليات ومعاهد التمريض خاصتًا وأن هناك تخصصات جديدة مثل تمريض الحالات الحرجة والتمريض الطائر لا يوجد لها اي دور في الكليات والمعاهد.
وتابع شوشة، أن زيادة أعداد الخريجين وعدم تأهيلهم وتدريبهم بالشكل المطلوب هو الذي يسبب مشاكل نقص الأعداد في سوق العمل، موضحا أنه لا بد وأن يكون هناك نظام لرفع القدرة التنافسية وزيادة الحوافز واتاحة الفرص لخريجي الكلية بالتخصصات المختلفة.