تباحث وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أمس الأحد، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في بغداد حول العلاقات الثنائيَّة وسُبُل الارتقاء بها إلى ما يُلبِّي طموح الشعبين الصديقين.
ونقل بيان لوزارة الخارجية العراقية عن الجعفري: "حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات بين بغداد وأنقرة، وبذل الجُهُود الدبلوماسيّة لتجاوز التحديات التي تواجه المنطقة والتعاون في المجال الاقتصادي ورفع حجم الاستثمارات بين البلدين".
وأشاد بقرار الحكومة التركية "بإيقاف العمل بسد أليسو في الوقت الذي يتطلع في العراق إلى زيادة حجم الكميات المائية الواصلة إليه، لأن شحتها تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات والأرض والحضارة العراقـيَّة".
وأضاف: "أكدنا ضرورة تأجيل العمل في سدّ أليسو مثلما اتفق وزير الموارد العراقي مع نظيره التركي، وأكدنا ضرورة رفع منسوب المياه من 60 متراً مكعباً في الثانية إلى 90 متراً مكعباً، وركّزنا على ضرورة وقوف تركيا إلى جانبنا بعد الانتصار على عصابات تنظيم داعش لتساهم في تعزيز وحدة العراق، إضافة إلى أهمية تبادل المعلومات لمُواجَهة الإرهاب".
وقال الجعفري "أكدنا أهمية الاستثمار التركي في العراق لتعزيز العلاقات بينهما، وانسحاب القوات التركية من منطقة بعشيقة، فضلاً عن أهمية زيادة التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة لضمان استئناف تصدير النفط الخام عبر تركيا في أسرع وقت مُمكن".
ومن جانبه، هنأ وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو باسم "الشعب التركي، الشعب العراقي بالانتصارات التي حققها ضد عصابات داعش الإرهابية"، وأوضح أن "تركيا ستكون من الدول الرائدة لدعم العراق وإعادة الإعمار، وستستمرّ في الوقوف إلى جانبه بإمكاناتنا كافة والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها واحترام سيادته".
وأضاف: "سنشارك في مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الكويت وسيكون لنا دور فاعل فيه، خاصةً أن تركيا ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الإسلامي، وستبذل المزيد من الجهود لحشد الدعم الدولي للعراق، وعلينا التعاون والتنسيق لتفويت الفرص على بعض الأطراف والجماعات التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة".
وقال الوزير التركي: "أوفينا بوعدنا للعراق وتفاعلنا مع طلبه فقررنا تجميد العمل بسدّ أليسو حتى يونيو وسنزيد حجم الإطلاقات المائيَّة من 60 متراً مكعباً في الثانية إلى 90، ولن نـُقدِم على أي إجراء يضِر بمصلحة العراق، وسنعمل على زيادة عدد الشركات التركيَّة العاملة في العراق، ونتطلع لاجتماع المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجيّ بين البلدين وتفعيل العمل والتعاون في مجال الطاقة والزراعة والثروة الحيوانية، فضلاً عن التعاون في مجال ضبط الحدُود وزيادة المنافذ الحدودية بين البلدين".
وأضاف أوغلو "سنتخذ قراراً بسحب القوات التركية من بعشيقة بالتعاون مع الحكومة العراقـية، ولن نرضى بعقد اجتماعات على الأراضي التركية تـُضِر بمصالح العراق"، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل على إعادة فتح القنصليَّة التركيَّة في البصرة سيما وأن الظروف مُهيأة لذلك، وإعادة فتح القنصلية في الموصل بعد تهيئة الظروف اللازمة.