تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
باب التقدم لخوض الانتخابات الرئاسية مفتوح حتى يوم ٢٩ يناير القادم، مكاتب الشهر العقارى تواصل عملها فى تحرير التوكيلات حتى ذلك التاريخ والهيئة الوطنية للانتخابات فتحت أبوابها منذ أمس الأول فى ٢٠ يناير لاستقبال المرشحين ومعهم مسوغات ترشيحهم سواء كانت توكيلات شعبية أو تزكية من نواب برلمانيين.
الرئيس عبدالفتاح السيسى حسم أمره وأعلن عن ترشحه مساء الخميس الماضى معززًا بفيضان من التوكيلات الشعبية فضلًا عن شبه إجماع برلماني، سبقه فى الإعلان عدد من الأسماء اقتربت من عشرين اسمًا بينهم من يحاول بجدية وبينهم أيضًا من نزل من باب الوجاهة والدعاية، كل هذا مُتوقع ومعروف فى لعبة الانتخابات، وجاء إعلان رئيس أركان الجيش المصرى السابق سامى عنان للترشح كعنوان جديد على ما يدور خلف السواتر التنظيمية فى مصر، ولن ندخل فى مجال التخمين لنقول من يدعم من ولماذا، ولكننا سنتوقف فى هذا المقال عند مفهوم البعض للانتخابات وللديمقراطية وقبول الرأى الآخر.
لاحظت منذ بدء مشوار الانتخابات الرئاسية نغمة المكايدات السياسية حتى أن بعض من يحسبون أنفسهم على النخبة كتبوا على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى أنهم لا يتفقون مع المرشح الفلانى، وأن لهم ملاحظات عديدة عليه ولكنهم سيدعمونه، وجاءوا بمبرر عجيب لهذ الدعم وهو إثراء التجربة الديمقراطية، هنا بالضبط تحسست مؤتمر فندق فيرمومنت الذى اصطف فيه من كنا نحسبهم عاقلين ليدعموا مرشح الإخوان محمد مرسى الذى قال القضاء عنه فيما بعد أنه لم يكن مؤتمنًا وتم اتهامه بالتخابر وتسريب أسرار مهمة تخص أمننا القومى للخارج.
فيرمونت يتكرر من جديد فى تلك الانتخابات التى نشهدها الآن، وسوف يزيد عليه عندما تحتدم فترة الدعاية الانتخابية منهج «عصر الليمون» وعلى الرغم من عدم تبلور خارطة واضحة بأسماء المرشحين لكننى أتوقع أن تلك النُخب سوف تمارس دورها المُفضل فى التدليس، لا لشيء ولكنها هواية، يدفع ثمن تلك الهواية الشعب المصرى وطموحه وأمله فى مجتمع جديد وحياة جديدة.
يغيب العقل الإنتخابى عندما يقوم البعض بتمهيد التربة وحرثها لكى يرمى خصومنا الأساسيون بذورهم، لذلك من المهم وبكل شجاعة ووضوح أن يعرف المؤثرون فى صناعة الرأى العام أن الصوت الانتخابى هو مرادف الشرف، وأن الصوت المراوغ يجعل صاحبه مسخًا إذا استخدمه بمنطق المكايدة، لأنه ببساطة يوجد فى خانة التصويت اختيار ثالث اسمه إبطال الصوت، وفى تقديرى أن الأصوات الباطلة هى أكثر كرامة من أصوات تذهب لخصم لا لشيء إلا من باب المراهقة والتغابي.
ملعب الانتخابات المصرية وخاصة فى موقع الرئاسة ليس بالبساطة التى يتعامل بها البعض، معروف وليس سرًا أن مصر التى كانت الجائزة الكبرى فى موسم الربيع العربى لن يتركها المتربصون فى العواصم الخارجية لكى تدير انتخاباتها وفق ما يريده الناخبون، ومن الممكن لتلك العبث فى مهرجان التوكيلات والترشح والدعاية، لذلك نسأل بأى ضمير يمكن لمثقف أن يشارك فى مثل الجريمة.
وحتى لا يفهم البعض من كلامى أننى أستخدم فزاعة للناس سوف أذكر واقعة بسيطة محددة، عندما دار الحديث عن المرشحين المحتملين قبل فتح باب التوكيلات قلت لأحدهم إن فلانًا قد لا يتمكن من جمع التوكيلات المطلوبة، اعتدل من أحدثه فى جلسته وقال بعبارة الواثق فعلًا لن يتمكن ولكن الإخوان يستطيعون فعل ذلك مجاملة له، لم يكن هذا رأى واحد من المتابعين ولكن هناك ما يشبه الإجماع على صحة تلك المعلومة، وبالرغم من ذلك عندما دارت عجلة التوكيلات، أن بعضًا من هؤلاء المتابعين قد ذهب فى تدويناته مشاركًا فى تلك الطرمخة التى تخلط ما بين الإخوانجى والليبرالجى بهدف صناعة الوهم.
فيرمونت وعصير الليمون لم يكن حدثًا عارضًا فى الحياة السياسية المصرية ولكنه قد يصبح منهج حياة.