تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
- وطن اسمه «مصر» تعرض لـ«مِحن» كثيرة، وكانت المِحنة الكبرى فى تاريخه يوم أن وصلت للسلطة جماعة الإخوان التى أرادت لهذا الوطن أن يدخل ضمن دوامة العنف والتطرف والانقسام، محنة كبرى ذقنا منها المُر والمرار، كنّا على يقين بأنها (أزمة وهاتعدى) و(شِدة وتزول) وبالفعل كانت كابوسًا مُزعجًا.. وها هى مصر وطننا وقد عاد إلينا، لكن أهل الشر لا يتركوننا نحيا فى وطن آمِن.
- من أهم صفات الشعب المصرى العظيم أنه يختار رئيسه بعينيه وقلبِه، يختار الرئيس ويقف بجواره ويسانده وينتظر منه كل خير، هذا ما حدث مع رؤساء مصر الذين بنوها وعمروها فى العصر الحديث، فقد اختار الشعب المصرى الضابط الشاب محمد على ليكون رئيسًا ووقف بجواره، وتضامن الشعب المصرى مع الضابط الشاب جمال عبدالناصر وكان يُلهب مشاعرهم ويُحمِسهم حينما يقول فى بداية خطاباته: (أيها الإخوة المواطنون) وقفوا بجانبه وأحدث نهضة صناعية وحقق عدالة اجتماعية غير مسبوقة فى مصر، وحينما ظن البعض أن الرئيس السادات كان أضعف عضو فى مجلس قيادة الثورة واستكتروا عليه صعّوده لمنصب الرئيس، كان الشعب المصرى أهم عامل مُساعد لتثبيت حكم السادات وساندوه فى معركته مع مراكز القوى التى ورثت تِركة جمال عبدالناصر، ووقف الشعب المصرى بأكمله خلف السادات فى حرب أكتوبر وحقق النصر وأصبح بطلًا للحرب والسلام بعد أن أعاد الأرض المصرية الطاهرة وصنع أسطورة السادات التى ما زال البعض يتغنى بها ويترحم عليه وعلى رؤيته وذكائه ودهائه.
- ومرت مصر بسنوات تقترب من الثلاثين عامًا من الجمود، وفى عز الشِدة التى مرت بها مصر خلال تولى الإخوان السلطة وفى وقت صعب جدًا، ظهر ابن من أبناء القوات المسلحة الشرفاء، بدأ المواطنون يعرفونه حينما خرج عليهم وهو يرتدى بدلته العسكرية ويقول لهم: (إوعوا تخافوا على مصر)، يومها شعرنا جميعًا بأن هذا الرجل يمثل نقطة ضوء فى وقت حالك السواد، فقد كان الظلام يُخيم على البلاد، وكنا جميعًا نرفع أيدينا للسماء وندعو رب العباد، بأن يحفظ مصر ويُنجيها من شر الأوغاد.
- ظهر «عبدالفتاح السيسي» وبدأت معه (حكاية وطن)، يااااااااه أما حكاية، حكاية عنوانها طويل عريض هو (هذا الرجُل أمل مصر)، ضاعت مؤسسات الدولة واتكسرت، هانت مصر وسمعتها وقيمتها وكل شيء فيها، الجيش كان فى موقف صعب، والشرطة كانوا عايزين يأخونوها، والمخابرات والأمن الوطنى والرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات والهيئات الكبرى كلها كانت مطمع للمتأسلمين المتطرفين، والشعب الغلبان كان آخر اهتمامهم، لذلك خرج يطالب بإسقاطهم، وأسقطهم فعلًا بعد ما سمع نداءهم الجيش المحترم والشرطة الأبية، وعادت مصر من جديد، لكنها عادت مجروحة، مريضة، ضعفانة، مديونة، مُستهلكة، شقيانة، محتاجة من يأخذ بيدها، من يعالجها من مرضها، ويبنى من جديد أحلام شبابها وطموح فتياتها، وكانت الحقيقة المُؤلمة أننا وجدنا أنفسنا بعد ثورة ٣٠ يونيو أننا سنبدأ الطريق من جديد، بعد أن ظن البعض أننا وصلنا لنهاية الطريق، سنبدأ فى إعادة الدولة من جديد، وهذا يستلزم منا اختيار (السيسى) ابن الجيش ليقود المسيرة ويُكمل مشواره ويجلس على كرسى الرئيس واختاره الشعب ووقف بجواره، وتحمل كثيرًا وصمد أكثر، بعدما رأى أمام عينيه أنه رئيس يُنجِز ويبنى ويُعمِر وينهض للأجيال القادمة، ويواجه التحديات ولا يتردد فى الدفاع عن مصر وأهلها.
- (حكاية وطن) ليس مؤتمرًا حضره الرئيس السيسى ليعرض ما أنجزه طوال أربع سنوات، بل هى (ملحمة وطن)، ملحمة تشرح وتُفسر علاقة شعب مُأصّل برئيس أصيل، نجح الشعب فى الوقوف خلف الرئيس لإنقاذ وطن، ونجح الرئيس فى بناء وطن يستحق منا جميعًا كل خير