تخوض تركيا حربا دبلوماسية وعسكرية مزدوجة لوأد قيام أي تنظيمات كردية فى داخل سوريا يمكن ان تتحالف مع أكراد جنوب تركيا فى المستقبل، ويكشف التهديد التركى بالتدخل فى منطقة عفرين شمالي سورية حجم القلق التركى من خطر الاكراد وتحالفاتهم على الساحة السورية وامتدادات تلك التحالفات فى الجنوب التركى الساعى الى الانفصال وبناء قوميته الكردية.
وبرغم تأكيدات قوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة أن القوة الكردية " قوات سوريا الديمقراطية " المتواجدة فى ممر عفرين السورى ستكون قوة "حرس حدود ومكافحة ارهاب " وان قوامها لن يزيد على 30 الف فرد ، أجهضت انقرة وساطات التطمين التى نقلها اليها وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيليرسون ، ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تلك القوة حال تشكلها بأنها "جيش ارهابى جديد " يجرى انشاؤه وأمر بشن حملات قصف مدفعى مكثفة على معاقله ومواصلة تصعيد العمل المسلح ضده حتى وان وصل الى حد الاجتياح البري ، كما اجرى مدير الاستخبارات التركية حقان فيدان مباحثات فى موسكو فى هذا الصدد برغم عمل موسكو على عدم الزج بالأمور الى دائرة التصعيد العسكرى فى مناطق تمتلك روسيا علاقات مع سكانها ترجع الى ثمانين عاما منذ الاتحاد السوفيتى السابق الذى كان يدعمها كحركة تحرر وطنى فى مواجهة انحياز تركيا للغرب " الامبريالى " انذاك .
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستانى / بى كى كى / منظمة ارهابية انفصالية وتعتقل مدى الحياة عبد الله اوجلان زعيم هذا الحزب فى سجونها وهو الرجل الذى أطلق رصاصة الحزب الاولى فى العام 1984 مدشنا عمله المسلح ، وتعد منطقة عفرين هى احدى المناطق التى تسيطر عليها الفصائل الكردية السورية التى كانت حليفة للولايات المتحدة فى محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وهدد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الاتراك من مغبة التفكير فى التدخل عسكريا فى منطقة عفرين الحدودية بشمال غرب سوريا وقال ان وحدات الدفاع الجوى السورى ستتصدى لأية مقاتلات تركية تخترق المجال الجوى السوري وستتصدى لأية قوات تركية باعتبارها قوات غازية ، وكان اردوغان قد المح فى خطاب له فى نوفمبر 2016 الى استعداده للدفع بقوات الى مناطق التماس الحدودى مع سوريا لإجهاض تحركات الاكراد .
وقال ايريك باهون الناطق باسم البنتاجون ان الولايات المتحدة ستواصل تدريب قوات الأمن المحلية فى سوريا لتأمين حياة النازحين وعودتهم الى مناطق سكانهم التى خربها القتال وحرمان فلول داعش المشتتة من اعادة التجمع فى المناطق التى تم تحريرها من قبضة التنظيم ولا تزال غير خاضعة بالكامل لسيطرة سلطات الدولة السورية .