الحكايات لا تنقطع والمواقف الكوميدية التى تعرضت وأتعرض لها حتى الآن بسبب اسمي، كانت ومازالت مستمرة، وحينما شرعت بالكتابة فى ذلك الشأن اعتقدت للحظات أننى سأكتب هذه المواقف ليتذكرها من كانوا أبطالًا لتلك المواقف، لكن أن تزداد رقعة من يتابع هذه المواقف عبر هذا المقال فهذا أمر جلل، ومسئولية كبيرة وضعت على عاتقى من جانب المتابعين والقراء لنسج خيوط من الثقة عبر حكايات موثقة، ونقلها لأذهانهم بكل دقة وبدون تحريف أو إضافة حتى ما يسمى بتلك البهارات القليلة التى إن لم تُفِد هذه الطبخة الكوميدية لن تضرها.
فى الوقت الذى أستقبل فيه معايدات زملائى وأصدقائى المسلمين بأعياد الميلاد بحكم معرفتهم المسبقة لى بأننى صحفى مسيحي، أتذكر دومًا معايدات القمص صليب متى ساويرس التى تأتينى فى أعياد الفطر والأضحى ورأس السنة الهجرية والمولد النبوى الشريف، فهذا الرجل النبيل لا يترك أى مناسبة دينية إسلامية إلا ويرسل لى بدلًا من الرسالة اثنتين أو أكثر، وفى كل مرة أتفاخر أمام أشقائى المسلمين بأننى أول من يستقبل التهنئة بهذه المناسبات، وحينما يسألون عن مصدر هذه التهنئة أبلغهم بأنها من القمص صليب فيضحكون، إلى أن اتصلت به كصحفى ذات يوم للحصول على رأيه فى قضية معينة، وقبل أن أنهى المكالمة قلت له: على فكرة يا أبانا أنا مسيحي، فضحك، ولكنه استمر فى إرسال هذه المعايدات حتى الآن.
وأذكر أننى ظللت لفترة طويلة أحل ضيفًا على قناة سى تى فى القبطية، سواء لقراءة الصحف فى البرنامج الصباحي، أو فى برنامج التوك شو المسائي، وكنت أظن طوال هذه الفترة أنهم يعلمون حقيقتي، وفى أحد الأيام وكان يوافق يوم «الأحد»، وكان يصادف أيضًا وقت صيام العذراء مريم «وهو صوم مدته خمسة عشر يومًا ويحرص على صيامه معظم الأقباط»، وقبل دخولى على الهواء جلست فى قاعة أنتظر فيها موعد الدخول، بدأت كلامى مع معدة البرنامج التى كانت تجلس فى نفس القاعة بجملة: كل سنة وأنتِ طيبة بمناسبة صوم العذراء مريم، فشكرتني، فعدت لأقول لها: أنتِ بالتأكيد صايمة، فأجابت بنعم، فقلت لها: وأنا كمان، فاندهشت وقالت: بس النهاردة الأحد ولا هو يوم الإثنين ولا الخميس، إزاى صايم ؟، فقلت لها بدهشة أيضًا: «صايم صيام العذراء مريم لأننى بأحب أصومه دايمًا».
وقتها ظننت أنها قد فهمت بعد هذه الجملة حقيقتي، ولكنها عادت لتقول: أنا برضه عندى أصدقائى مسلمين كتير بيحبوا يصوموا صيام العذراء مريم، وفى هذا التوقيت جاء من يبلغنى بضرورة دخول الاستوديو، وظللت مبتسمًا طوال الحلقة ولا يعى المذيع سر ابتسامتى التى كادت تتحول لضحكة هيستيرية لولا تماسكي، وفور انتهاء الحلقة وخروجى من الاستوديو وجدت أمامى المعدة فأبلغتها قائلًا: «على فكرة أنا أربعة ريشة».