تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
شهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا تظاهرات حاشدة الخميس تنديداً بتلويح تركيا بشن هجوم وشيك على مدينة عفرين، ردد خلالها المشاركون هتافات وشعارات مناوئة لأنقرة.
في مدينة الجوادية، المعروفة بتسمية جل آغا باللغة الكردية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، شارك بضعة آلاف من سكان المدينة والمناطق المحاذية لها في تظاهرة تضامناً مع منطقة عفرين، التي تشكل أحد الأقاليم الكردية الثلاثة.
وقال عبدالله خالد (40 عاماً) على هامش التظاهرة لوكالة فرانس برس باللغة الكردية "نحن يد واحدة وخرجنا بمعنويات عالية لمساندة شعبنا في عفرين".
وردد المتظاهرون وفق مراسل فرانس برس هتافات "يسقط يسقط أردوغان" و"بأرواحنا ودمائنا نحن معك يا عفرين". وحملوا الأعلام الكردية ورايات وحدات حماية الشعب وصوراً للزعيم الكردي عبدالله أوجلان.
كما رفعوا لافتة كتبوا عليها بالعربية والكردية "ندين ونستنكر هجمات الدولة التركية على شعبنا في عفرين" الى جانب صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضعت عليها اشارة حمراء.
وقالت بسنة صالح (29 عاماً) وهي تلف وشاحاً تزينه الورود حول عنقها لفرانس برس "ليعلموا أننا لآخر نقطة من دمائنا سنقف مع عفرين وسنضحي بأرواحنا".
وصعدت تركيا تهديدها للأكراد في الأيام الأخيرة، بعد اعلان واشنطن عملها على تدريب قوة أمن حدودية في شمال سوريا، قوامها 30 الف عنصر نصفهم من قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية مكونها الرئيسي.
وتصنف أنقرة، التي تخشى اقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وحدات حماية الشعب وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا، بمنظمة "ارهابية".
وتعهد اردوغان مطلع الأسبوع بتدمير "أوكار الارهابيين" في شمال سوريا، مؤكداً أن الجيش "جاهز" لشن عملية "في أي لحظة".
وقالت أم أحمد (45 عاماً) وهي تسير مع المتظاهرين "نقول لاردوغان ولكل من يعتبر ان وحدات حماية الشعب ارهابية.. أنتم الارهابيون".
وشهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد تظاهرات مماثلة الخميس، أكبرها في مدينة عفرين ذاتها، تحت عنوان "عفرين ليست لوحدها"، حيث خرج عشرات الالاف رغم الامطار والطقس العاصف، بحسب المنظمين.
وقال رئيس هيئة الدفاع والحماية الذاتية في اقليم عفرين بهجت عبدو لفرانس برس "خرجنا الى الشوارع ضد الدولة التركية وتصريحات اردوغان الدعائية" مشدداً على أن "قواتنا كافة جاهزة لحماية عفرين وحدودها (..) ولن نتنازل عنها".
وينطوي الهجوم التركي المحتمل وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكرياً في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد. كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا الى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي موقف لافت، حذر نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد الخميس من أن القوات الجوية السورية جاهزة "لتدمير" الطائرات التركية في حال شنها هجمات على عفرين.