الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خطوات خبيثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلم جيدا أن موضوع التسريبات التي تم إختلاقها والتى عرفت إعلاميا بتسريبات القدس، قد قتلت بحثا وأن جميع الزملاء من كتاب مقالات الرأى قد تناولوا الموضوع بالتحليل والبحث والتدقيق والإدانة والشجب، وبحث مستوى المهنية وتدقيق المعلومات والإعلام الغربي ومستويات التعامل مع الأخبار التى تتعلق بالمنطقة، بل وإختلاقها في العديد من المواقف.
لاشك أن الموقف يثير العديد من علامات الإستفهام ويتطلب الأمر التوضيح خاصة بعد الإستماع لما جاء بتلك التسجيلات وهنا فإننا لم نتوقف عند أى تعليق سلبي من السادة الإعلاميين والمشاهير الذى تم إختلاق التسجيلات المسربة لهم، فالواضح أن أن جميع من تعرضوا لهذا الموقف قد حاولوا أن ينصتوا للأمر وحاولوا أن يستوعبوا الموقف، وأن يعطوا أنفسهم فرصة لمراجعة الموقف ودراسته بل أن البعض قد حاول الهروب بشكل لائق من ممارسة ضغوط عليهم أو محاولة توجيههم بشكل متعمد فى قضية لديهم فيها موقف شخصى مخالف.
المؤكد إنني لا يمكنني تبنى وجهة النظر التى تدين ضحايا هذه التسريبات من الإعلاميين والفنانين بل إنني متضامن معهم جدا فى أن أى شخص سيتلقى اى مكالمة يحاول فيها الطرف الآخر أن يمارس ضغوطا سيكون موقفه الدفاعي هو محاولة التملص من هذا الضغط، وهو بالضبط ما فعله عدد كبير منهم، ولا أقول هذا الموقف هنا دفاعا عنهم، ولكن أحاول أن أجرد الموقف من الشخصية التي تم إستهدافها واتصور كيف كان سيكون رد فعل العامة في هذا الأمر. إن هذا التحليل وحده يكفي للوقوف على تحديد المستهدف من الأمر، وذلك بعيدا عن ماهية أن التسجيلات المسربة قد تكون مفبركة بالفعل بالكامل، وأن طريق حديث ومفردات الشخص الذى إدعى أنه يمثل جهة سيادية لا تشبه مفردات أحدا ممن يعملوا في تلك الجهات ولا يمكن الارتكان إليها في حدها الأدنى، خاصة لو كان مسئول عن ملف مهم كما حاول أن يتظاهر، حيث أنه من المفترض أن يكون على مستوى أعلى من الاحترافية والحديث المنطقى والمصطلحات المنضبطة.
الواضح أن هذا الموقف يعد شديد الخطورة والخبث نظرا لما يشكله من ترابط بين الأطراف ذات المصلحة المرتطبتين مع أحد أجنحة الجماعة الإرهابية بهدف الإيقاع بمجموعة من الإعلاميين والمشاهير المصريين من خلال مكالمات تتم بإستخدام البرامج التى تساعد على تسجيل المكالمات وإخفاء الأرقام، مما يصعب تتبعه، بحيث يكون الهدف من تسجيل المكالمات وتسريبها لصحف عالمية واسعة الإنتشار خاصة تلك التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية، بغرض أن تصل إلى أكبر عدد ممكن داخل الدولة المصرية وخارجها بغرض إفتعال صدمة وهمية تثير غضب المصريين والشعوب العربية، تمهيدا لخطوة منفردة جديدة سواء من إدارة الرئيس ترامب أو إسرائيل لفرض أمر واقع جديد على العالم العربي خاصة في القضية الفلسطينية من طرف واحد.
إن هذه التسريبات تمهيد بشكل أو بأخر لخطوة لن تتخذ فى ليلة وضحاها ولكن قد تكون هذه الخطوة بعد شهور أو بعد أعوام، وقد تكون هناك محاولات أخرى للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد لتكوين نواة لتحركات ضخمة تستخدم عند الحاجة إليها من قبل قوى الشر بهدف القضاء على البقية الباقية من منطقتنا.